عاود مزيج خام برنت القياسي الارتفاع امس الثلاثاء حيث عاد التجار إلى الشراء من جديد في سوق تعرضت لموجة بيع عاتية طوال أسابيع.
وارتفع سعر خام برنت في العقود الآجلة تسليم أكتوبر دولارا واحدا إلى 43.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 0730 بتوقيت جرينتش تمشيا مع موجة انتعاش واسعة النطاق في الأسواق الأوروبية.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.8 بالمئة بينما ارتفع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 1.7 بالمئة بحلول الساعة 0734 بتوقيت جرينتش.
وتعافت أسعار النفط بنحو طفيف الثلاثاء 25 أغسطس ، بعد أن منيت بخسائر فادحة في الجلسة السابقة، ولكنها بقيت عند أدنى مستوياتها في 6 أعوام ونصف مع استمرار ضعف الأسهم الصينية. وبحلول الساعة 11:08 بتوقيت موسكو، ارتفع سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر بمقدار 95 سنتا ما نسبته 2.10 بالمئة إلى 43.59 دولار للبرميل، وصعد سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم شهر أكتوبر بمقدار 80 سنتا ما نسبته 2.09 بالمئة إلى 39.04 دولار للبرميل.
وما زال الخامان قرب أدنى مستوياتهما منذ عام 2009، بعدما سجلا في الجلسة السابقة اول امس الاثنين عند 37.75 دولار للخام الأميركي و42.23 دولار لخام «برنت»، ما يشير إلى أن المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية في الصين تتزايد في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تخمة في المعروض منذ أكثر من عام.
ويرى خبراء أن المستثمرين ما زالوا يشعرون بالخوف الناجم عن هبوط سوق الأسهم الصينية وانهيار أسعار المواد الأولية وخطر الانكماش والتباطؤ الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة مستهلكة للسلع الأولية.
ودقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية بعدما أنهت بورصة شنغهاي تعاملات اول امي الاثنين عند أدنى مستوياتها منذ عام 2007، وذلك بعد صدور بيانات اقتصادية صينية ضعيفة وهو ما سبب خوفا للمستثمرين.
كما لا يزال إنتاج النفط كبيرا جدا من قبل بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» التي يتجاوز سقف إنتاجها المحدد بـ 30 مليون برميل يوميا.
وفي هذه الأوضاع لن يؤدي تراجع الطلب على النفط في الصين أول مستورد للطاقة في العالم، سوى إلى زيادة الفائض في العرض بينما تخشى الأسواق عودة النفط الإيراني بعد الاتفاق الذي أبرم حول البرنامج النووي لطهران، حيث تخطط إيران العضو في «أوبك» إلى زيادة إنتاجها من النفط الخام فور رفع العقوبات الغربية عنها بمقدار 500 ألف برميل يوميا وبواقع مليون برميل في غضون شهور.
وفي حين لاحت بوادر على اتجاه الأسواق لالتقاط الأنفاس بعد الخسائر الحادة الاخيرة منيت الأسهم الصينية بمزيد من الخسائر ونزلت أربعة في المئة نتيجة مخاوف المستثمرين من انكماش اقتصادي في ثاني اكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة مستهلكة للسلع الأولية.
وقال فريدريك نيومان الرئيس المشارك لبحوث الاقتصادات الآسيوية في اتش.اس.بي.سي في مذكرة للعملاء «حتى اكثر المتعاملين خبرة وجد صعوبة في مواجهة الاضطرابات الأخيرة. وسيكون هناك المزيد على الارجح.» وقال «اقتصاد الصين يواصل التباطؤ ولا يزال احتمال رفع مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة قبل نهاية العام قائما ما يحدث صدعا في ركيزتين اساسيتين لنمو الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة: الطلب في الصين (ويشمل السلع الأولية) والتيسير النقدي.»
وارتفع الخام الاميركي 52 سنتا إلى 38.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 0649 بتوقيت جرينتش في حين زاد برنت 42 سنتا إلي 43.11 دولار.
ولا يزال الخامان قرب أدنى مستوياتهما يوم الاثنين عند 37.75 دولار للأميركي و42.23 دولار لبرنت وهما الأدنى منذ عام 2009 ما يشير إلى أن المخاوف بشان الآفاق الاقتصادية في الصين تضارع في الوقت الحالي تلك الخاصة بتخمة المعروض التي يشهدها السوق منذ أكثر من عام.