تشهد الأسواق العالمية هبوطا حادا مع استمرار مخاوف المستثمرين من استمرار تراجع الأسواق الصينية.
وهوت الأسهم الصينية امس الثلاثاء من جديد على الرغم من انتعاش أسواق في أنحاء أخرى في آسيا بفعل إحباط المستثمرين الناتج عن عدم اتخاذ بكين أي إجراء في مواجهة بيانات صدرت في الآونة الأخيرة تؤشر على زيادة الاتجاه النزولي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وهبطت مؤشرات البورصة الصينية الكبرى أكثر من سبعة بالمئة إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر بعد أن هبطت أكثر من ثمانية بالمئة يوم الإثنين مرسلة موجات من الصدمة في أسواق المال العالمية.
واحتلت الصين - التي تعد أحد المحركين الرئيسيين للاقتصاد العالمي - مكانة اليونان على رأس قائمة مصادر قلق المستثمرين الدوليين الذين يتخوفون من نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة أقل من نسبة السبعة بالمئة المستهدفة للعام 2015.
وهبط مؤشر سي.اس.آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 7.1 بالمئة بينما هبط مؤشر شنغهاي المجمع 7.6 بالمئة ليغلق دون مستوى 3000 نقطة الذي يعد مستوى مطمئنا من الناحية النفسية.
وهبطت جميع مؤشرات العقود الآجلة إلى أقصى حد مسموح به من الانخفاض في يوم واحد والبالغ 10 بالمئة ملقية الضوء على حالة الذعر التي انتابت المستثمرين الأفراد الذين يشكلون أغلبية مستثمري أسواق الأسهم الصينية. ويشعر المستثمرون بخيبة أمل في ظل عدم اتخاذ البنك المركزي الصيني أي إجراءات جديدة مطلع الأسبوع.
وهبط مؤشر نيكي الياباني لليوم السادس على التوالي امس الثلاثاء في جلسة متقلبة شهدت تباينا في المؤشرات بين هبوط وارتفاع قبل أن تتراجع المؤشرات في النهاية بفعل المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني.
وأغلق مؤشر نيكي على هبوط بنسبة أربعة بالمئة عند 17806.70 نقطة وهو أدنى مستوى له عند الإغلاق منذ 10 فبراير.
كان المؤشر القياسي بدأ جلسة التداول منخفضا بنسبة اثنين بالمئة لكنه عاود الارتفاع في منتصف التعاملات قبل أن يسجل هبوطا حادا بعد الظهر حيث زادت عمليات البيع في بورصة شنغهاي واستيقظ المستثمرون الأوروبيون على بيع الأسهم اليابانية.
وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 3.3 بالمئة ليغلق عند 1432.65 نقطة وبلغ حجم التداول 4.924 تريليون يوان وهو نحو ضعف المعدل وأعلى مستوى منذ الرابع من نوفمبر.
وارتفعت الأسهم الأوروبية امس الثلاثاء لتسترد بعضا من توازنها بعد عمليات بيع مكثف في الجلسة السابقة التي شهدت خسارة الأسهم القيادية نحو 450 مليار يورو (520.70 مليار دولار) من قيمتها.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.8 بالمئة بعد أن هبط 5.4 بالمئة اول امس الاثنين بينما ارتفع المؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية بمنطقة اليورو 1.9 بالمئة.
كما عاود المؤشران فايننشال تايمز 100 البريطاني وداكس الألماني الارتفاع بنسبتي 1.5 بالمئة و1.7 بالمئة على التوالي امس الثلاثاء بعد أن سجلا هبوطا حادا بلغ خمسة بالمئة اول امس الاثنين.
وتعرضت أسواق المال العالمية لموجة هبوط عاتية بعد قرار الصين تخفيض قيمة عملتها اليوان في وقت سابق هذا الشهر وعمليات البيع الكثيف في سوق الأسهم الصينية. واستأنفت الأسهم الصينية الانخفاض امس الثلاثاء بينما سجل مؤشر نيكي هبوطا بلغ نحو أربعة بالمئة.
والاثنين اول امس نزل مؤشر «داو جونز» الصناعي أكثر من ألف نقطة لفترة وجيزة، مما أوقد شرارة بيع واسع النطاق في الأسهم العالمية والنفط والسلع الأولية الأخرى.
وتراجعت بورصة باريس 4 بالمئة ظهرا، بعد أن افتتحت التداولات على انخفاض 2.62 بالمئة، في أدنى مستوى منذ (يناير).
كما تدهورت بورصة فرانكفورت بأكثر من 5 بالمئة، بعد أن سجلت انخفاضا لدى الافتتاح بنسبة 3.15 بالمئة. بدوره، انخفض المؤشر الرئيس في بورصة ميلانو بنسبة 4 بالمئة، كما خسرت بورصة بلجيكا أكثر من 5 بالمئة. أما بورصة أوسلو التي تهيمن عليها المواد الأولية فقد خسر مؤشرها 6 بالمئة. أما بورصة لندن فتراجعت بنسبة أكثر من 4 بالمئة ظهرا بعد انخفاض نسبته 2 بالمئة صباحا.
وفي موسكو، تراجع مؤشر البورصة «آر.تي.إس» للأسواق المالية 4.21 بالمئة، في حين تراجع مؤشر ميسكس الروسي 1.76 بالمئة. وبذلك تكون البورصة الروسية لحقت بركب الأسواق المالية الآسيوية والأوروبية التي تأثرت بتباطؤ الاقتصاد الصيني. وشهد النفط مزيدا من الخسائر وهبط 4 بالمئة، بينما ارتفعت الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأميركية والسندات الألمانية والين واليورو في ظل مخاوف واسعة النطاق من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين ونشوب حرب عملات. ونقلت وكالة رويترز عن ديدييه دوريه رئيس أنشطة الاستثمار في إيه.بي.إن أمرو «إنه رعب على نطاق واسع بفعل الصين. ستستمر التقلبات حتى نرى بيانات أفضل أو إجراء قويا في السياسة النقدي من خلال تيسير نقدي فعال».