دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية أمس الإثنين مع هبوط الأسهم الصينية بنحو تسعة في المئة وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين. وتأثرا بما يحدث في البورصات العالمية، واصل سوق الكويت للأوراق المالية أمس تراجعه بسبب لجوء المتعاملين لاسيما الافراد الى عمليات بيع عشوائي ما أفقد المؤشرات الرئيسية جل المستويات التي بلغتها منذ شهر ليكسر المؤشر السعري مستوى 6000 نقطة.
ورغم استمرار وتيرة التراجعات التي شهدتها الجلسة فان عمليات الشراء كانت أشد ضراوة على مدار التعاملات منذ البداية وحتى قرع جرس الاغلاق إذ جذبت المستويات السعرية المتدنية للعديد من الأسهم أنظار بعض المستثمرين الذين اعتبروها فرصة مناسبة للشراء والتجميع. وتأثرت مجريات الحركة بتراجع الأسواق العالمية وأسواق المنطقة في حين حاول السوق في الساعة الاخيرة من الجلسة تقليص الخسائر التي مني بها الا أن الضغوط البيعية كانت قوية ولم يتمكن المؤشر السعري من تخفيف خسائره إلا عند مستوى 5815 نقطة.
كما تأثرت تعاملات الافراد والمحافظ المالية والصناديق الاستثمارية بانخفاض سعر برميل النفط وعزوف كبار صناع السوق عن الولوج في أوامر الحركة لافتقاد السوق المحفزات الفنية.
وشهد النفط مزيدا من الخسائر وهبط أربعة في المئة بينما ارتفعت الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأمريكية والسندات الألمانية والين واليورو في ظل مخاوف واسعة النطاق من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين ونشوب حرب عملات.
وفيما تواصل أسعار النفط تدهورها ووصلت إلى مستويات لم تبلغه منذ ضربت الازمة المالية مفاصل الاقتصاد العالمي عام 2008، أصبح من الصعب في ضوء الاجواء الحالية غير المستقرة اقتصاديا في العالم توقع ما قد تصل اليه اسعار النفط لاسيما مع تدهور الكثير من اسواق المال في العالم وانخفاض معدلات النمو وارتفاع اعداد البطالة وغيرها من العوامل المؤدية الى المزيد من تدهور الاسعار. 
واكد محللان نفطيان كويتيان أمس أن توقع اسعار النفط للفترة المقبلة مسألة في غاية الصعوبة بعد فشل اغلب التوقعات منذ العام الماضي متوقعين استمرار ضعف الاسعار وانخفاضها لفترة ربما تطول.
وقال المحللان ان السعر العادل للبرميل يترواح بين 70 و75 دولارا لكن السعر الذي ربما يصل اليه البرميل هو 20 دولارا فقط داعيا الى تحرك منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) لإنقاذ النفط من حالة التدهور التي يعيشها.
من جهته اوضح الخبير النفطي ورئيس مركز الافق للاستشارات الادارية الدكتور خالد بودي أن هناك عدة عوامل ساهمت في الهبوط غير المتوقع للأسعار لافتا الى ان اولها كان الاتفاق النووي الايراني وهو الذي خلق حالة نفسية بالأسواق بان هناك زيادة في الانتاج مستقبلية وزيادة في المعروض اكثر من الموجود حاليا ما ادى لهبوط الاسعار بوتيرة سريعة.
وتوقع بودي ان تكون الزيادة في الانتاج بالنسبة للنفط الايراني بين مليون واحد و 5.1 مليون برميل يوميا “لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت” مشيرا الى ان من العوامل التي اثرت بشكل كبير التطورات بشأن الاقتصاد الصيني.
وذكر ان تعرض الاسهم الصينية للخسائر وكذلك الاسهم الاوروبية القى بظلاله على اسعار النفط التي تتأثر بأوضاع الاقتصاد العالمي كون النفط سلعة استثمارية يتم تداولها بالأسواق مشيرا الى ان الفائض في المعروض من النفط كان بحدود مليوني برميل يوميا وادى التباطؤ في النمو الاقتصادي الى زيادته ليصبح نحو ثلاثة ملايين برميل.