رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في 2015 في مؤشر على أن تأثير انهيار الأسعار في النفط الصخري ومنتجين آخرين منافسين يستغرق وقتا أطول مما كان يعتقد من قبل. ووفقا لـ «رويترز»، فقد رفعت المنظمة في تقريرها الشهري التوقعات للإمدادات من خارج أوبك لعام 2015 بنحو 90 ألف برميل يوميا، لافتة إلى أن تراجع أسعار النفط في الشهر الماضي يرجع أساسا إلى استمرار وفرة المعروض.
ورفعت أوبك تقديرها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الجاري بواقع 90 ألف برميل يوميا، إلا أنه نتيجة لزيادة الإمدادات من منتجين خارج المنظمة فإن توقعات الطلب العالمي تظل على خام أوبك دون تغيير عند 29.23 مليون برميل يوميا. وتوقعت «أوبك» أن ينخفض الإنتاج من الحقول البرية في الولايات المتحدة من مصادر غير تقليدية بشكل طفيف في النصف الثاني من العام الجاري بينما يتوقع أن ينمو الانتاج البحري نتيجة البدء في تشغيل مشروعات. وفي تقرير (مارس) توقعت أوبك انخفاض إنتاج الولايات المتحدة بحلول نهاية 2015 مع تقلص أنشطة حفر الآبار بسبب هبوط أسعار النفط.
وتوقعت أوبك أن ينخفض الإنتاج من الحقول البرية في الولايات المتحدة من مصادر غير تقليدية بشكل طفيف في النصف الثاني من عام 2015 بينما يتوقع أن ينمو الإنتاج البحري نتيجة البدء في تشغيل مشروعات. وأضافت أن التطورات الأخيرة في قطاع المنبع فضلا عن تذبذب الأسعار من جديد يزيد من صعوبة التنبؤ بالإمدادات من خارج أوبك.
وفيما استمرت الزيادة في الإمدادات من الدول الأعضاء في أوبك، نقل التقرير عن مصادر ثانوية أن إنتاج المنظمة بلغ 31.5 مليون برميل يوميا في (يوليو) بزيادة 1.5 مليون برميل عن السقف المحدد عند 30 مليون برميل يوميا. وأبقت أوبك على توقعاتها لمتوسط الطلب العالمي على نفطها عند 29.23 مليون برميل يوميا في 2015 دون تغيير عن الشهر الماضي في حين أشار التقرير لتكوين فائض في السوق 2.28 مليون برميل إذا استمرت المنظمة في الضخ بنفس المعدل المسجل في (يوليو).
ونزل إنتاج السعودية 200 ألف برميل يوميا إلى 10.36 مليون برميل في الشهر الماضي منخفضا من مستواه القياسي في حزيران (يونيو). وما زالت أوبك تتوقع تباطؤا كبيرا لنمو الإمدادات من خارج المنظمة العام المقبل وتمسكت بوجهة نظرها بأن نمو الطلب سوف يبدد الفائض في السوق.
وقالت وكالة الطاقة الدولية امس الأربعاء إن الطلب العالمي على النفط ينمو بأسرع وتيرة له في خمس سنوات بفضل تعافي النمو الاقتصادي وانخفاض الأسعار لكن تخمة المعروض العالمي كبيرة جدا وستستمر في 2016.
وأضافت الوكالة أن إمدادات النفط تواصل ارتفاعها «بوتيرة فائقة السرعة» لكن منتجي النفط الأمريكيين بدأوا يعانون من انخفاض أسعار الخام والإنتاج سيتلقى «على الأرجح ضربة قريبا.»
وقالت وكالة الطاقة في تقريرها الشهري «بينما بدأت عملية إعادة التوازن بوضوح من المرجح أن تكون يطول أمد العملية حيث من المتوقع استمرار وفرة المعروض خلال 2016 بما يشير إلى أن المزيد من المخزونات سيتكدس.» ورفعت الوكالة -التي تقدم المشورة لاقتصادات العالم الكبرى بخصوص سياسات الطاقة- تقديراتها كثيرا لنمو الطلب على النفط في العالم هذا العام وفي 2016.
وستعزز زيادة الطلب الحاجة للنفط من الدول المنتجة له في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ورفعت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط الخام من أوبك والمخزونات في 2016 بمقدار 600 ألف برميل يوميا إلى 30.8 مليون برميل يوميا. كما رفعت توقعاتها للطلب على خام أوبك هذا العام 200 ألف برميل يوميا إلى 29.5 مليون برميل يوميا.