استضافت جامعة (روما الثالثة) اليوم الاربعاء مؤتمرا دوليا حول ثقافة السلام بمناسبة افتتاح الكرسي الاكاديمي الذي خصص لرئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين لتدريس قيم وقواعد التعايش والقضاء على الارهاب.
واستهل رئيس جامعة (روما الثالثة) البروفيسور لوكا بيتروماركي الاحتفالية التي اقيمت اليوم بقاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة بكلمة رحب فيها بدور البابطين وجهوده المتواصلة في نسج خيوط الحوار الحضاري والثقافي لاسيما بين اوروبا والعالم العربي من اجل تغليب روح السلام واستئصال بذور التطرف والارهاب.
وفي كلمته الرئيسية قال عبدالعزيز البابطين "ان افتتاح (كرسي عبدالعزيز سعود البابطين للسلام في اوروبا) انطلاقا من مدينة روما وفي جامعتها الثالثة وبحضور نخبة من الشخصيات الفاعلة من وزراء وممثلي المؤسسات الدولية والاساتذة الأكاديميين يشكل خطوة تاريخية ضرورية من اجل غرس ثقافة السلام وتطويرها".
واضاف "اننا نعتبر هذه الخطوة تفعيلا لاسس مؤسستنا واهتمام دولة الكويت باستكمال مسار عمل طويل يقتضي منا جميعا الصبر والمثابرة لبلوغ هذه الاهداف الانسانية السامية".
واوضح "اننا وعلى مدى نحو ثلاثة عقود من الزمن كرسنا جهودنا وانشطتنا في موضوعين مترابطين هما الحوار بين الثقافات على اساس التفاهم والاحترام و تنمية ثقافة السلام وفق برامج وآليات عمل واضحة ننتهي منها الى حلول عملية تحقق الهدف الاسمى بجعل السلام مستداما بين الشعوب".
واشار في هذا السياق الى انه خلال حضوره سبتمبر الماضي اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة الاخيرة اقترح مشروعا لخدمة الانسانية جمعاء يلبي تطلع جميع شعوب العالم تحت عنوان كبير باسم (مشروع امن اجيال المستقبل).
وذكر ان مضمون هذا المشروع الطموح يقوم على "التزامنا جميعا دون استثناء اي كل المجتمع الدولي والدول الاعضاء وكل الحكومات وكل المؤسسات المدنية بوضع دروس خاصة حول السلام في برامج التعليم ومواده وذلك انطلاقا من برامج التعليم بمراحله من دور الحضانة الى المدرسة ثم المعهد حتى مستوى التعليم الجامعي".
واوضح ان مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين ووفاء منها بعهدها باشرت في "اعداد التصور العام لتلك البرامج حسب مستويات ومراحل التعليم باللغتين العربية والانجليزية استعدادا للقاء الجمعية العامة القادم وعرضها في سبتمبر من العام المقبل".
واشار البابطين الى ان التفكير في آلية تحقق المشروع وتفعيله "ادى الى قرار تأسيس (كرسي السلام) لندعم من خلاله ثقافة السلام ونتصدى لتعليمها وتربية الناشئة على اكتسابها ولقد جعلناه اولا في اوروبا ليعمم على بقية القارات في السنوات المقبلة".
واوضح البابطين ان مهمة الكرسي ايضا تشمل "تعليم الدارسين القواعد المتبعة من اجل السلام والتوسع فيها وتطويرها و تكوين الدارسين وتمكينهم من وسائل تحقيق السلام" وفق مهارات خاصة و "المساهمة في القضاء على الارهاب والفكر التكفيري".
وفي تصريح ادلى به بهذه المناسبة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) قال البابطين "ان اولئك الذين اجتمعوا في روما اليوم من شخصيات اتت من مختلف بقاع العالم انتفاضا من اجل السلام الذي يتأسس على العدل والفهم المتبادل في وجه الحروب الطاحنة التي شهدها العالم على مدى السنوات العشر الاخيرة وخاصة في وطننا العربي".
واوضح "اننا لا ندعي القدرة على تغيير افكار وتوجهات صناعي القرار" من القادة والزعماء الكبار في العالم ولكننا نرفع صوتنا عاليا تعبيرا عمن يدعون الى السلام والمحبة والوئام" بين ابناء البشر من شعوب هذا الكوكب الصغير الذي نحيا فوقه".
وحضر المؤتمر الذي لاقى اهتماما لافتا حشد من كبار الشخصيات والمفكرين والمسؤولين والساسة.