قال مسؤولون نفطيون «إنه من المقرر تحميل ثلاث ناقلات بنحو مليوني برميل من النفط الخام في ميناءي الحريقة والبريقة في شرق ليبيا هذا الأسبوع، حيث تكافح البلاد للعودة إلى مستويات الصادرات السابقة بعد أعوام من الصراع والاضطرابات». وبحسب «رويترز»، فقد ذكر مسؤول أن ناقلة رست في الحريقة لتحميل 700 ألف برميل. وقال مسؤول ثان «إن ناقلة أخرى حملت 600 ألف برميل في البريقة في حين ستحمل ثالثة 600 ألف برميل هذا الأسبوع في البريقة أيضا».
لكن موانئ تصدير نفط السدرة ورأس لانوف والزويتينة الواقعة في الشرق أيضا ما زالت مغلقة نظرا لتعطل خطوط الأنابيب المغذية بسبب احتجاجات أو انعدام الأمن في إطار الاضطرابات التي أضرت القطاع منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في 2011. وأكد مصدر في البريقة أن ناقلة قادمة من إيطاليا تحمل عشرة آلاف طن من البنزين رست في الميناء لإمداد السوق المحلية، وهذه أول شحنة مستوردة من الوقود تصل إلى البريقة خلال سنوات.
وقال ما شاء الله الزوي وزير النفط في الحكومة الموازية التي تسيطر على العاصمة طرابلس «إن ليبيا تنتج حاليا نحو 400 ألف برميل يوميا من النفط الخام». وأضاف الزوي أن «انقطاعات الكهرباء في البلاد لم تؤثر في إنتاج النفط». وأغلقت السلطات الأسبوع الماضي أكبر شركة لإنتاج الصلب في البلاد نظرا لنقص الكهرباء بعد الأضرار التي لحقت بشبكة الطاقة الكهربائية جراء القتال الدائر ونقص قطع الغيار.
وقدرت مصادر في قطاع النفط في وقت سابق إنتاج ليبيا من الخام بما بين 400 ألف برميل و450 ألف برميل يوميا أو ربع ما كانت ليبيا تضخه قبل انتفاضة 2011. ومنذ ذلك الحين تضررت صناعة النفط والغاز جراء إضرابات واحتجاجات وقتال بين فصائل مسلحة متناحرة ومطالب سياسية ومالية من سكان محليين.
ويأتي ما يزيد على نصف إنتاج ليبيا النفطي من شركة الخليج العربي للنفط «أجوكو» الحكومية في شرق البلاد وهي إحدى وحدات المؤسسة الوطنية للنفط. وتدير «أجوكو» ميناء الحريقة وحقل السرير أكبر حقل نفطي في البلاد.
وقالت «أجوكو»، «إن إنتاجها يبلغ 220 ألف برميل يوميا انخفاضا من تقديرات سابقة لها بما بين 250 ألف برميل و290 ألف برميل يوميا وهو ما يفسر الهبوط الطفيف في إنتاج البلاد».
وتعاني شبكة الكهرباء في ليبيا أعطالا متكررة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ يومي، جراء استهداف الأبراج والمحطات الكهربائية الرئيسية، بقذائف صاروخية بسبب الاشتباكات المسلحة بين فصائل متقاتلة، ما دفع المؤسسة الحكومية للكهرباء إلى التحذير من انهيار وشيك سيصيب الشبكة الكهربائية.وأنفقت الحكومات المتعاقبة في ليبيا، نحو 20 مليار دينار (14.6 مليار دولار) على توفير الطاقة الكهربائية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من بينها دعم مباشر على شكل وقود لمصلحة الشركة العامة للكهرباء بنحو 11.7 مليار دينار، و4.6 مليار دينار لتطوير الشبكة العامة و2.8 مليار دينار كدعم نقدي، لكنها عادت وطالبت بمزيد لاستكمال عمليات الصيانة.وازدادت خسائر الشركة العامة للكهرباء، بسبب الهشاشة الأمنية، إلى نحو مليار دينار حتى نهاية العام الماضي، نتيجة تعرض مقارها ومواقعها للسرقة والنهب والتخريب. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما، الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق) ومقرها مدينة البيضاء، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني ومقرها طرابلس.وتعتمد ليبيا على إيرادات النفط لتأمين أكثر من 95 بالمئة من موازنتها العامة، وتموّل منها بشكل رئيسي رواتب الموظفين الحكوميين ونفقات دعم السلع الأساسية والوقود والعلاج. وتمتلك ليبيا أكبر مخزون من النفط في إفريقيا، وراوحت معدلات الإنتاج قبل الإطاحة بنظام القذافي، بين 1.5 و1.6 مليون برميل يومياً.