توقع مختصون نفطيون استمرار حالة عدم الاستقرار في سوق النفط الخام خلال الأسبوع الجاري مع احتمال تعرضها لمزيد من التراجعات السعرية الحادة بسبب استمرار تأثير عديد من العوامل الضاغطة على الأسعار، مرجحين أن يتخلل الأسبوع أيضا حدوث عمليات تصحيح وارتدادات سعرية نحو الارتفاع بفعل احتمال صدور بيانات اقتصادية إيجابية في دول الطلب الرئيسة.واعتبر المختصون أن ارتفاع الدولار والمخزونات الأميركية سيظل عنصرا مؤثرا في السوق مع استمرار ارتفاع الإنتاج الأميركي وعودة المنصات النفطية إلى الزيادة، مشيرين إلى أن أزمة بورصة الصين ما زالت تداعياتها مستمرة، والتي تتزامن أيضا مع مخاوف وفرة المعروض في ضوء توقع ضخ كبير وقريب للصادرات النفطية الإيرانية.وقد أدى هبوط أسواق الأسهم الصينية إلى هز الثقة في توقعات النمو العالمي، في حين فوجئت أسواق النفط بالزيادات المستمرة في إنتاج النفط العالمي، على الرغم من انخفاض أسعار النفط. ولذلك، يرجح أن تستمر الوفرة الحالية في أسواق النفط العالمية حتى عام 2016، وابتداء من عام 2017، ومع سعي المنتجين والمستهلكين للتكيف مع انخفاض الأسعار، يتوقع أن تبدأ أسواق النفط في لجم حجم المعروض، ما سيؤدي تدريجيا إلى أسعار أكثر ثباتا.وكان بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي قد خفض توقعاته لأسعار النفط في عامي 2015 و2016 متذرعا بالآثار المجتمعة لمرونة إنتاج النفط الأميركي وقفزة في إنتاج منظمة أوبك وزيادة تدريجية في الصادرات المتوقعة من إيران العام المقبل. وخفض البنك توقعاته لسعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي في عام 2015 إلى 57.3 دولار و51.7 دولار للبرميل على الترتيب.وخفض البنك تنبؤاته لسعر خام برنت والخام الأميركي في عام 2016 بمقدار خمسة دولارات إلى 60 دولارا و55 دولارا للبرميل. وواصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام مسجلة أطول موجة من التراجعات الأسبوعية منذ بداية العام وذلك تحت ضغط من هبوط أسعار البنزين مع قرب انتهاء موسم الرحلات الصيفية.إلى ذلك، أكدت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها أن النفط سيظل المصدر الأول والرئيس للطاقة على مستوى العالم خلال العقود المقبلة، مشيرة إلى أنه بعد أكثر من 40 عاما من تأسيس الوكالة الدولية لا تزال قضية تأمين إمدادات الطاقة هي محور قلق واهتمام جميع دول العالم على الرغم من اتساع مفهوم أمن الطاقة وتنوع مواردها ومصادرها.وقال التقرير إن الصعوبات التي تواجهها سوق الطاقة العالمية ترجع في الأساس إلى أننا نعيش في عالم سريع التغير، حيث تواجه السوق كثيرا من المستجدات أبرزها تغيرات المناخ، التي تمثل تحديا كبيرا لإنتاج الطاقة في العالم، مشيرا إلى أن أسعار النفط بصفة خاصة تتسم بالتقلب الشديد على مدار التاريخ والتذبذب صعودا وهبوطا.وأشار التقرير إلى أن أمن الطاقة يركز بشكل أساسي على جعل المعروض العالمي يتسم بالمرونة وبالقدرة على تجاوز الاضطرابات ويؤمن احتياجات المستهلكين مضيفا أن صناعة النفط قوية وقادرة على تجاوز الأزمات حيث اجتازت عبر تاريخها عديدا من الأزمات ونجحت في تلبية احتياجات العالم من هذا المورد المهم والرئيس للطاقة.وأوضح التقرير أن الاقتصاد العالمي اليوم يحتاج إلى تطوير مستمر في أساليب التجارة والنقل وهو أمر حيوي لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي. وأضاف التقرير أن تأمين إمدادات الطاقة بشكل يتسم بالوفرة الجيدة ضروري لمواجهة التوترات السياسية في أي منطقة في العالم قد تؤدى الصراعات فيها إلى تعطيل إمدادات الطاقة وإنقاص المعروض العالمي.وذكر تقرير الوكالة الدولية عن وضع سوق النفط في الأجل المتوسط أن 90 بالمئة من النمو في إنتاج دول «أوبك» في السنوات الخمس المقبلة سيجيء من العراق وهى الدولة التي واجهت عديدا من الصعوبات الأمنية والسياسية على مدار السنوات الماضية. وأوضح التقرير أن إنتاج العراق الجيد في ظل هذه الظروف هو أمر مثير للتقدير والإعجاب ونمو هذا الإنتاج ما زال محفوفا بكثير من المخاطر نظرا لعدم استقرار البلاد بعد.