قال المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب اليوم السبت ان مجالس المستقبل العالمية التي أطلقها المنتدى في دبي تهدف الى صياغة رؤية مشتركة للثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة انطلاق اجتماعات مجالس المستقبل العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة خبراء عالميين يصيغون مستقبل العالم في مجال الصناعة والتكنولوجيا وبحضور مسؤولين اماراتيين عدة.

واضاف شواب ان اجتماعات المجالس المذكورة تضم خبراء في تخصصات مختلفة يهدفون الى وضع استراتيجيات لمساعدة العالم على الاستعداد لمستقبل يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وبين ان الثورة الصناعية الرابعة مفهوم جديد يفسر الظواهر التكنولوجية الحديثة التي اجتاحت العالم مبينا ان هذه الثورة سيكون تأثيرها كبيرا على نماذج الاعمال والاقتصاد القائمة "وستغير وجه العالم من خلال دخول الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء في ادق تفاصيل الحياة".

واكد شواب ان مجالس المستقبل العالمية تستطيع صياغة معرفة جماعية لمواصفات الثورة الصناعية الرابعة تساهم في تسريع نتائجها الإيجابية على المجتمعات والحكومات.

وبين ان هذه الثورة من الممكن ان تفاقم التحديات التي يواجهها العالم الا انه بإمكانها ايضا ان تقدم حلولا جديدة "والهدف من اجتماعاتنا اليوم هو وضع رؤية مشتركة من خلال العصف الذهني الذي ستحتويه مناقشات مجالس المستقبل المغلقة".

بدوره قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء والمستقبل الإماراتي محمد القرقاوي خلال كلمته ان الثورة الصناعية الرابعة سيكون لها تأثير كبير وتغييرات ملموسة في المجتمعات والاقتصادات حول العالم "ونحن مدركون أهمية معرفة جوانب هذه الثورة المعتمدة على التكنولوجيات المتقدمة وتوظيفها بالشكل الأمثل".

واكد القرقاوي انه من المهم ان يتم تسخير الفرص الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمعات لاسيما تمكين الشباب من القيام بدور فاعل لتحقيق اقصى استفادة منها.

واشار إلى ان اجتماعات مجالس المستقبل العالمية المنعقدة في دبي تقدم المعرفة والخبرة وآليات تطبيق الثورة الصناعية الرابعة وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة الناتجة عنها.

وبحسب التقرير الصادر اليوم عن مجالس المستقبل العالمية فان هناك عشرة أهداف رئيسية تناولها الخبراء المشاركون تتلخص في اعادة تصميم أسواق العمل ونظم الضمان الاجتماعي وتطبيقات التكنولوجيا في مجال الطب لضمان إطالة اعمار الأفراد وبقائهم بصحة لفترة طويلة. كما تناولت الجلسات النقاشية كيفية ادارة البنى التحتية في الدول وإيجاد طرق جديدة لتمويل الاستثمارات الضخمة اللازمة لرفع مستوى البنى التحتية في عصر المركبات ذاتية التحكم.

وألقت الاجتماعات ايضا الضوء على كيفية استدامة الامن الغذائي حتى عام 2030 لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء لأكثر من تسعة مليارات نسمة حول العالم والحفاظ على المصادر الطبيعية للارض وحمايتها في ظل مخاطر التغير المناخي.

وتتيح مجالس المستقبل العالمية من خلال الجلسات النقاشية المغلقة للخبراء المشاركين الفرصة في صياغة أجندات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2018 في مدينة دافوس السويسرية كما يتم الاستفادة من الافكار المطروحة بتلك المجالس في المبادرات العالمية التي يطلقها المنتدى.

يذكر ان المنتدى الاقتصادي العالمي هو مؤسسة سويسرية غير ربحية تأسست عام 1971 وتهدف لتحسين مستويات المعيشة في العالم من خلال إشراك خبراء من جميع التخصصات تحت سقف واحد ليصيغوا الأجندات الاقتصادية والصناعية المختلفة التي تصدر عنه.