وسط قرع الطبول ونغمات تصدح من ناي قديم وطلقات المدفعية بدأت تايلاند يوم الخميس مراسم باذخة لإحراق جثمان الملك الراحل بوميبون أدولياديج وفقا للطقوس القديمة.
واحتشد مئات الآلاف من المشيعين في شوارع بانكوك لمتابعة موكب الجنازة بينما كست الزهور المخملية الصفراء المباني الواقعة في مسار الجنازة.
واتشح المشيعون بالسواد وقضوا ليلتهم على حشيات بلاستيكية رقيقة على الأرصفة قرب القصر الكبير في العاصمة حتى يتسنى لهم تأمين موقع من أجل رؤية الموكب جيدا.
وقال بيمسوباك سوتين (42 عاما) الذي جاء من إقليم نان في شمال البلاد إلى بانكوك لحضور الجنازة باكيا ”هذا هو الوداع الأخير. أحبه وسأفتقده حقا. من الصعب وصف شعوري“.
وتوفي الملك بوميبون في أكتوبر تشرين الأول الماضي عن 88 عاما بعد أن حكم البلاد لسبعة عقود. ولعب دورا محوريا في الحفاظ على الاستقرار خلال سنوات الاضطراب السياسي والنمو الاقتصادي السريع.
ونقل جثمان الملك الراحل، المسجى في القصر منذ رحيله قبل عام، إلى المنطقة المخصصة لإحراقه ليل الأربعاء.
َ
ووصل الملك الجديد ماها فاجيرالونكورن الابن الوحيد للملك بوميبون إلى القصر الكبير بصحبة ابنتيه وابنه الصغير.
وترأس طقوس إنشاد الترانيم الدينية بينما كان جنود يزيلون جرة ذهبية رمزية ويضعونها في عربة ذهبية. وسار أعضاء بارزون آخرون في العائلة المالكة خلف الجرة التي وصلت إلى المحرقة الملكية بعد ظهر يوم الخميس قبل أن تبدأ مراسم إحراق الجثمان مع حلول الليل.
وتبث كافة محطات التلفزيون في تايلاند مراسم الجنازة التي أعادت إلى الذاكرة مشاهد من سيام القديمة وهو الاسم السابق لتايلاند.
وقال المسؤولون القائمون على مراسم الجنازة إن نحو 110 آلاف شخص تجمعوا قرب منطقة الإحراق وإن 200 ألف آخرين تجمعوا في المناطق المحيطة في وسط المدينة التاريخي.
وذكر المسؤولون أنه تم تخصيص مبلغ 90 مليون دولار للجنازة التي لم يسبق لها مثيل في تايلاند ورغم أن الملك الراحل كان واحدا من أغنى ملوك العالم فقد كان يتم تصويره على أنه رجل مقتصد.