استقرت أسعار النفط بعدما عوض الانخفاض الحاد للدولار أثر تنامي تخمة المعروض في وقت يقترب فيه إنتاج الأعضاء الأساسيين في «أوبك» من مستويات قياسية. وأظهر مسح شهري أجرته «رويترز» لإنتاج المنظمة أنه بلغ أكثر من 32 مليون برميل يوميا في الشهر الحالي بزيادة بلغت 140 ألف برميل يوميا مقارنة (يونيو). وأظهر المسح أن إنتاج السعودية بلغ نحو 10.6 مليون برميل يوميا ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق فيما أسهم في إبقاء المعروض أعلى من الطلب العالمي ودعم عمليات ملء صهاريج التخزين.
لكن تراجع الدولار بعد صدور بيانات أضعف من المتوقع بشأن الوظائف في الولايات المتحدة حد من انخفاض الأسعار، وهبط الدولار أكثر من 1 بالمئة مقابل سلة عملات رئيسية. وتكبد «برنت» خامس خسائره الأسبوعية بعدما قلصت الأسعار مكاسبها في بداية الجلسة وتحولت إلى الهبوط. وأشار الأمين العام لـ «أوبك عبدالله البدري إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة لن تخفض إنتاج النفط قائلا «إن ارتفاع الطلب سيحول دون مزيد من الانخفاض لأسعار النفط».
وأضاف أنه «حتى إن خفضت «أوبك» الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا فإن ذلك لن يدعم الأسعار». وقال بن لو برون محلل السوق لدى أوبشنز إكسبريس في سيدني «إن المستثمرين يترقبون صدور بيانات التوظيف الأميركية وبيانات الأجور والتضخم في منطقة اليورو». وقد تقدم البيانات الأميركية مزيدا من الدلائل على ما إذا كان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيرفع أسعار الفائدة في (سبتمبر). ونزل سعر الخام الأميركي في عقود (سبتمبر) 61 سنتا إلى 47.91 دولار للبرميل بعد إغلاقه منخفضا 27 سنتا في الجلسة السابقة.
ووجدت أسعار النفط بعض الدعم في نزول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات في التعاملات الآسيوية وإن كان لا يزال قرب أعلى مستوياته في أسبوع. ولامس المؤشر هذا المستوى بعد صدور بيانات تظهر نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 2.3 بالمئة في الربع الثاني من العام.
وانخفض سعر مزيج برنت في العقود الآجلة 25 سنتا إلى 53.06 دولار للبرميل، ونزل سعر الخام الأميركي 30 سنتا إلى 48.22 دولار للبرميل. وأظهر المسح أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» بلغ أعلى مستوياته الشهرية في السنوات الأخيرة في الشهر المنصرم حيث حافظ الأعضاء الرئيسيين في المنظمة على حماية حصتهم في السوق.
وأشار المسح إلى أن معروض الإمدادات من «أوبك» ارتفع إلى 32.01 مليون برميل في (يوليو) من 31.87 مليون برميل يوميا بعد التعديل في (يونيو)، ويستند المسح إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر في شركات نفط و»أوبك» وشركات استشارية. ورفعت المنظمة الإنتاج أكثر من 1.7 مليون برميل يوميا منذ أن قررت في (نوفمبر) 2014 حماية حصتها في السوق من ارتفاع إنتاج المنافسين.وقد يزيد الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية هذ الشهر بخصوص أنشطة طهران النووية من المعروض في السوق عام 2016. ويمثل إنتاج الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في «أوبك» في (يوليو) أعلى مستوياته منذ بدء تسجيل بيانات مسح رويترز في 1997. وجاءت أكبر زيادة في الإنتاج من العراق الذي كان أحد المحركات الرئيسية لارتفاع إنتاج «أوبك» هذا العام.وقفزت الصادرات من جنوب العراق فوق ثلاثة ملايين برميل يوميا بينما ظلت صادرات شمال العراق عبر ميناء جيهان التركي قرب مستويات (يونيو) رغم التوتر بين بغداد وحكومة إقليم كردستان بسبب مدفوعات الموازنة. وقالت مصادر في المسح «إن السعودية أكبر منتج في «أوبك» أبقت على حجم الإنتاج مستقرا أو أعلى من (يونيو) الذي سجل مستوى قياسيا في الوقت الذي تلبي فيه الرياض ارتفاع الطلب العالمي والطلب المحلي من محطات الكهرباء والمصافي».