أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) جلساته الامس على انخفاض بسبب المضاربات والشراء الانتقائي على العديد من الأسهم الشعبية فضلا عن التحركات البطيئة على الأسهم التشغيلية.
وشهدت الجلسة ضغوطات بيعية منذ الافتتاح وحتى قرع جرس الإغلاق حيث استحوذت أسهم ذات مستويات سعرية متدنية على العمليات المضاربية بصورة كبيرة في حين نال بعض الأسهم العروض الدنيا في فترة المزاد خاصة البنكية ليقلص المؤشر السعري بعض خسائر الجلسة.
وكان لافتا أن الأسهم الأكثر نشاطا أثرت على مسار الأداء العام وجلها تحت مستويات 100 فلس إذ تم التداول على سهم واحد بواقع 104 ملايين سهم ما يشير إلى وجود جهات ما ضغطت على السهم الذي كاد يصل إلى 40 فلسا.
وللجلسة الثانية على التوالي شهدت حركة التداولات نشاطا ملحوظا لبعض المجموعات الاستثمارية وهو ما تعكسه القيمة النقدية التي تم التداول عليها والتي زادت بما نسبته 20 في المئة تقريبا مقارنة مع جلسات شهر رمضان الماضي.
وافتقدت الكثير من الشركات المدرجة أدوار صناع السوق الحقيقيين مما ساهم كثيرا في إفساح المجال أمام تلاعبات المضاربين لتستمر الجلسة على وتيرة الشراء الانتقائي نحو الأسهم متدنية القيمة التي تحوم حول 100 فلس التي باتت سمة من سمات الحركة منذ بداية العام.
وشهد العديد من الأسهم القيادية التشغيلية ذات النشاط الصناعي زخما قويا وسط حركات مضاربية سريعة لبلوغ مستويات سعرية أفضل مما كانت عليه خلال تداولات الأسبوع الأخير من شهر رمضان لإجراء عمليات التجميع من جانب بعض المضاربين الذين رأوا في تلك الشريحة من الأسهم فرصة قد لا تتكرر خلال الربع الحالي من العام.
يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية(البورصة) أغلق جلسة اليوم منخفضا 14ر22 نقطة ليصل عند مستوى 7ر6259 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو 9ر11 مليون دينار تمت عبر 3328 صفقة نقدية وكمية اسهم بلغت 7ر190 مليون سهم.
وكان قد هبط المؤشر العام لسوق الكويت للأوراق المالية، ، بنسبة 0.35% ليبلغ 6259.70 نقطة، مما اعتبره المُحللون موجة جديدة من عمليات التصحيح بعد ارتفاعات حققها منذ بداية الموجة الصاعدة، والتي بدأت عند مستوى 6112 نقطة.
ووصف المستشار الفني للأسواق الخليجية نواف العون، ما حدث أمس بالبورصة الكويتية، بأنه “استمرار عمليات التصحيح، وبناء مراكز جديدة”. وأضاف “العون” أن الأسهم التي مُنيت بخسائر هي الأسهم الصغيرة والمتوسطة، أما الأسهم الكبيرة فلم يحدث لها تغيير يُذكر. وتوقع “العون” أن يتم ارتداد السعري في الجلسات القادمة من المستوى 6240 نقطة، ومواجهة المقاومات الهامة عند 6422 - 6542 نقطة، منوهاً أن اختراقها يسهل الطريق إلى 7000 نقطة.
وذكر “العون” أنه وفي حال كسر مستوى الدعم المذكور سيواصل السعري الهبوط إلى 6185 نقطة، والذي بكسره يُعطي دلالة مبكرة على مواصلة التراجع إلى 6000 أو 5900 على المدى القصير. وهبط المؤشر الوزني بنسبة 0.06% خاسراً 0.25 نقطة، عند مستوى 422.43 نقطة، بينما صعد مؤشر «كويت 15» بنحو 0.27% بما يوازي ربحية 2.77 نقطة عند مستوى 1028.16 نقطة.
وقال “العون”إن ما يحدث بالمؤشر الوزني وكويت 15 هو أقل حدة من السعري، وهو ما يُعطي دلالة على أن التحركات على الأسهم القيادية تعتبر أكثر متانة وبعدها عن تقلبات الأسواق حالياً”.
وأوضح “العون” أن المؤشر الوزني فنياً يتذبذب بين مستوى 415 و427 نقطة، وهو ما يمثل مستويات الدعم والمقاومة على المدى القصير، والتي أن تمكن من تجاوزها سنشهد حركة أكثر نشاطاً على الأسهم القيادية، وتحديداً البنوك التي لها تأثير مباشر على حركته لتحقق مستويات جديدة إيجابية.
وتصدر قطاع النفط والغاز قائمة التراجعات بنسبة 1.83%، فيما احتل صدارة القائمة الخضراء قطاع الرعاية الصحية بنسبة صعود بلغت 4.5% تقريباً. وجاء على رأس التراجعات الأسهم سهم “كفيك” بنسبة 8.6% إلى 53 فلساً، فيما جاء سهم “فلكس” على رأس الارتفاعات بنسبة 10% إلى 55 فلساً.
وارتفعت السيولة بحوالي 15.7% إلى 11.95 مليون دينار (نحو 39.4 مليون دولار أمريكي)، مقابل حوالي 10.33 مليون دينار (نحو 34.06 مليون دولار أمريكي) في الجلسة السابقة. وصعدت أحجام تداول اليوم لتصل لحوالي 190.76 مليون سهم، مقابل 106.05 مليون سهم تقريباً بجلسة، اول أمس الأحد، بصعود حوالي 80%.
أمَّا عدد صفقات فبلغ 3328 صفقة، مقابل 2850 صفقة في الجلسة الماضية. وقال “العون”: إن مجريات التداول في السوق الكويتي وأسواق الخليج لم تتعاف من السقطات، ومازالت ضعيفة ومتأثرة بالأحداث السياسية بالمنطقة، بالإضافة إلى مايحدث بالاقتصاد العالمي من التذبذب في أسعار النفط، وتعثرات اليونان.