تحتضن دولة قطر الشقيقة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية والعلمية وتقيم لها المهرجانات والندوات والمحاضرات والأمسيات والمعارض الفنية المتخصصة وتقدم هذه الفعاليات على مدار العام بحسب مواسمها ومناسباتها الخاصة.

وقد أصبحت الدوحة اليوم وبما كرسته من مبادئ في الانفتاح على ثقافات شعوب العالم مع الحفاظ على قيم الأصالة للمجتمع القطري إحدى عواصم الثقافة العربية التي تستقطب شتى أشكال الإبداع الثقافي وأصبحت لها سمة بارزة في المشهد الثقافي العربي بما تقدمه من برامج متطورة وفريدة من نوعها ومنها:

جائزة (كتارا) 

تعد جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) عام 2015 وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة.

والجائزة هي أول نشاط ثقافي ديني ينظم على مستوى الوطن العربي ويهدف إلى اختيار أفضل المتسابقين الذين يتألقون ويتجملون ويصدحون بأجمل القصائد وأعذب الكلمات والأبيات مستخدمين كل الأدوات الشعرية وأساليب وتراكيب اللغة العربية للارتقاء بالحس الشعري والوصول إلى أبهى جماليات الشعر المتخصص في مديح الرسول الكريم وسيرته النبوية العطرة ومن ثم نيل استحسان لجان التحكيم وقلوب الجماهير.

 وتلتزم جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتمسك بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، بعيدا عن الانتماءات السياسية والدينية والطائفية حيث يتم النظر إلى النصوص المشاركة كحالة إبداعية ومنتج ثقافي فقط.

وتسعى جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون رائدة ومتميزة على مستوى العالم كما تسعى لتكون صرحا لنشر الشعر الفصيح والشعر النبطي وأن تصبح كتارا منصة إبداعية جديدة في تاريخ الشعر العربي وحافزا دائما لتعزيز الإبداع العربي ودعم الحركة الأدبية والثقافية في مختلف أرجاء الوطن العربي .

كما تهدف الجائزة إلى دعم فن الشعر باعتباره الأقدم والأشمل وتعزيز دوره في المجتمع الإسلامي وتعريف الجمهور بقيمته ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه من خلال القصائد الملقاة على لسان المشاركين فضلا عن استثمار الشعر في إبراز رسالة الإسلام  والذود عنها ضد المغرضين من أصحاب النفوس المريضة الذين يسعون إلى تشويه صورة الإسلام.

 وتعمل الجائزة على تعميق حب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوب الأجيال المعاصرة المحاطة بالكثير من الأفكار والتيارات التي تسعى للانحراف بهم، وتحفيزهم على الالتزام بدينهم وإدراك واجباتهم تجاه عقيدتهم ورسالتهم الإسلامية.

 وخصصت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) جوائز مميزة وضخمة تأتي على قدر أهمية الحدث حيث تصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 675 ألف دولار وهي على النحو التالي:

الجائزة الأولى (300) ألف دولار أمريكي والجائزة الثانية (200) ألف دولار أمريكي والجائزة الثالثة (100) ألف دولار أمريكي والجائزة الرابعة (50) ألف دولار أمريكي والجائزة الخامسة (25) ألف دولار أمريكي وتقوم المؤسسة بنشر القصائد الفائزة والتي تنقسم إلى فئتين الشعر الفصيح والشعر النبطي في ديوان لتحفظ للأجيال القادمة.

 وبلغ عدد المشاركات المتقدمة في النسخة الأولى لجائزة (كتارا) لشاعر الرسول عام 2016 حوالي 828 قصيدة من كافة الدول العربية حيث كانت بلاد الشام والعراق في الصدارة من حيث عدد المشاركات والذي وصل إلى 250 مشاركة تليها مشاركة مصر والسودان بحوالي 236 مشاركة ومن ثم دول المغرب العربي والذي وصل عدد مشاركاتها إلى حوالي 184 مشاركة و145 مشاركة من دول الخليج العربي واليمن.

 وعن فعاليات مهرجان (حب الرسول صلى الله عليه وسلم) تم إصدار كتاب نقدي في قصيدة (النبي) للشاعر جمال الملا الفائز في الدورة الأولى من الجائزة من حيث فنيات المديح والدرس اللساني إضافة الى إصدارات أخرى.

وجذبت جائزة (كتارا) لشاعر الرسول في نسختها الثانية 2017 اهتمام الكثير من الشعراء من مختلف أنحاء الدول العربية حيث بلغ عدد القصائد المقدمة 755 قصيدة فيما شاركت في فئة (الشعر النبطي) التي تم استحداثها في النسخة الأخيرة 125 قصيدة لما لهذا اللون الشعري من جمهور متذوق في الخليج العربي ومنطقة الجزيرة العربية فيما وصل عدد القصائد المشاركة في فئة الشعر الفصيح إلى 630 قصيدة.

وتنوعت المشاركات من كافة الدول العربية وغير العربية حيث جاءت دول الخليج العربي في الصدارة بحوالي 225 مشاركة تليها بلاد الشام والعراق ب209 مشاركات ثم مصر والسودان ب178 مشاركة وبعدها دول المغرب العربي ب138 مشاركة فضلا عن 5 مشاركات من عدة دول غير عربية فيما بلغت المشاركات النسائية 52 قصيدة عن الفئتين.

 وشهدت الدورة الثانية إصدار كتاب المديح النبوي في الشعر القطري وكتاب يضم بين دفتيه 30 قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وإصدارات أخرى منها قرص مرن للقصائد الثلاثين المتأهلة في الدورة الثانية من الجائزة.

 وتصاحب الجائزة فعاليات مختلفة من معارض وندوات ضمن مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها: معرض الخط العربي المصاحب للمهرجان والذي قدم في نسخته الماضية 30 لوحة موضوعها إحدى الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتم اختيارها بعد تحكيم المشاركات في مسابقة الخط العربي التي أطلقتها (كتارا) حيث تم الإعلان عن أسماء الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى من المسابقة إذ تنافس في هذه المشاركة 180 خطاطا عبر العالم بالإضافة إلى معرض (شعراء عبر العصور) في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وجد الزائر صورا شعرية تصب في غايات معانيها المقصودة تقدير عظمة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم حيث الكتابة الشعرية في حقه كانت وما زالت من أخصب أنماط الكتابة في اللسان العربي منذ بزوغ فجر الإسلام فهي مصدر متجدد لإلهام الكتاب والشعراء والأدباء.

 

ديوان العرب 

 أطلقت وزارة الثقافة والرياضة العام الجاري مركز قطر للشعر (ديوان العرب) تأكيدا على اهتمام دولة قطر بمختلف الآداب والفنون ومنها الشعر العربي الذي كان له اهتمام  كبير في الجزيرة العربية وخاصة قطر منذ القدم.

يحتفي المركز الذي تزامن تدشينه مع اليوم العالمي للشعر في الحادي والعشرين من مارس الماضي بالشعراء ويعمل على تهيئة البيئة الخصبة والمناسبة لهم للقيام بواجبهم الإبداعي تجاه بلدهم لتحقيق مزيد من الإبداع وتحقيق النهضة الأدبية والشعرية في قطر.

وتتمثل رسالة المركز في نشر الثقافة الخاصة بالشعر لخلق جيل من الشعراء المبدعين في الدولة وتهيئة المناخ الأمثل للشعراء والأخذ بأيدي المواهب القطرية الشابة من خلال رعايتها ودعمها وتوجيهها والمساهمة في الارتقاء بالمستوى الفكري والأدبي للشعراء القطريين مع تبني المشاريع الشعرية التي ترتقي بذوق المجتمع وتحافظ على هويته الثقافية والعمل على تحديد المعايير والأطر العامة للشعر بما يتناسب مع الطبيعة الثقافية للمجتمع القطري.

وأخذ المركز على عاتقه الإسهام في إثراء الفعاليات الوطنية والمجتمعية وفق مجاله وإقامة وتنظيم الورش والدورات والفعاليات الأدبية المتعلقة بشؤون الشعر بغرض التطوير، وتعميق الاعتزاز بالأدب الوطني في الدولة وتأصيله من خلال مراجعة التراث الأدبي فيما يخص الشعر وتحليله ونشره وإعداد الدراسات المتعلقة بشؤون الشعر داخليا وخارجيا وكيفية الاستفادة من التجارب المتعلقة به وإبداء الرأي فيما يحال إليه من موضوعات تتعلق بشؤون الشعر من الجهات الأخرى وتعزيز التبادل الثقافي فيما يخص الشعر بين الدولة وكل دول العالم وبالأخص الدول العربية وإنشاء شراكات ثقافية وميدانية بين المركز ومؤسسات الدولة ذات الصلة.

ويأتي قرار إنشاء مركز قطر للشعر (ديوان العرب) استنادا إلى المادة (44 مكرر) من المرسوم بقانون رقم (5) لسنة 1984 بتنظيم الأندية وموافقة سعادة وزير الثقافة والرياضة على اتخاذ إجراءات تأسيس هيئة ثقافية في دولة قطر تتبع وزارة الثقافة والرياضة تحت مسمى مركز قطر للشعر (ديوان العرب) للاسهام في النهوض بالحراك الأدبي فيما يخص الشعر بكل قوالبه وأساليبه وإطلاقه في فضاء إبداعي حر وفق معايير تراعي التراث الأدبي للمجتمع القطري وعمقه الثقافي العربي.

  

   المتحف العربي للفن الحديث

 

تأسس (متحف المتحف العربي للفن الحديث) عام 2010 ويقع في المدينة التعليمية في حرم مؤسسة قطر وأقيم في مبنى مدرسة سابقة تم ترميمها وهو جزء من متاحف قطر وتشمل مقتنيات (متحف) والتي تتشارك بملكيتها متاحف قطر ومؤسسة قطر أكثر من 9 آلاف عمل مما يجعلها المجموعة المتخصصة الأكبر من نوعها في العالم.

وتعود بدايات متحف إلى مجموعة أولى من الأعمال اقتناها سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني.

 وينظم (متحف) معارض كبيرة متنوعة المواضيع بالإضافة إلى برامج تعليمية واسعة تضطلع بدور هام في جعل المتحف مركزا للحوار والبحث ومصدرا لرعاية الإبداع كما يستضيف معارض منفردة وجماعية من قبل فنانين من أرجاء العالم بالإضافة إلى أنشطة خاصة بالفن الحديث والمعاصر.

وفي بداية التسعينيات استهل سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني العمل على اقتناء مجموعة خاصة بالفن الحديث والمعاصر تركز بشكل خاص على المنطقة والصلات الثقافية من شمال إفريقيا إلى آسيا ومن تركيا وإيران وكان الفضاء الفني الخاص بمتحف عبارة عن مبنيين في مدينة الدوحة تم استلهامها من الكيفية التي سيبدو عليها المتحف العربي للفن الحديث وهو عبارة عن مركز للإشعاع الفني المكثف في المنطقة.

واستمر تطوير المتحف كفضاء ملهم للحوار والبحث في مجال الفن الحديث والمعاصر بوجود فنانين مقيمين في الدوحة وكذلك كمكان لإنتاج وعرض الأعمال الفنية حيث يركز نشاطه حاليا على تقديم مجموعته من الأعمال الدائمة بالإضافة إلى تنظيم معارض كبيرة تتمحور حول أعمال منفذة حديثا.

وتعتبر المجموعة الفنية لمتحف أكبر مجموعة للفن الحديث والمعاصر في المنطقة والوحيدة من نوعها في العالم وتحتوي على آلاف القطع الفنية التي تم جمعها على مدى أكثر من 25 عاما وهي في تزايد مستمر يفوق عددها اليوم 9000 عمل فني من العالم العربي وأقاليم أخرى مرتبطة تاريخيا بالجزيرة العربية مثل إيران وتركيا والهند.

 وتمثل مجموعة (متحف) التيارات الأساسية ومراكز الإنتاج الفني في مجال اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية المشغولة على ورق والأعمال التركيبية وأعمال الفيديو والتي يعود تاريخها لأواسط القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا ومن الروائع التي يمتلكها المتحف (بغداديات) للفنان جواد سليم و(النيل) للفنان محمود مختار.

 ويبقى الفنانون وأعمالهم في المجموعة كمعالم على زمنهم ويلعبون ادوارا فاعلة في تحديد الميول الفنّية الجديدة والنماذج البديلة للمجتم، ويجري توثيق التغييرات التي حدثت في المجتمعات والثقافات المحلية خلال فترة الانتقال إلى الحداثة والمعاصرة.

 

موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربي

 

يقدم مشروع موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربي موردا رئيسيا عن الفنانين من العالم العربي وتاريخهم وذلك بالتعاون مع متاحف قطر ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث وذلك في سياق تطوير المتحف والمعرفة بمجموعته حيث بادر فريق البحوث بمتحف بتكليف مجموعة من الأكاديميين والباحثين المستقلين بكتابة سير الفنانين تحت إشراف البروفيسورة ندى الشبوط المديرة الاستشارية السابقة والمؤسسة للبحوث في متحف.

وتوفر موسوعة متحف للفن الحديث والعالم العربي وهي موسوعة ثنائية اللغة ومتاحة للعموم على شبكة الإنترنت موردا علميا مدققا حول الحقائق الأساسية والمعلومات المعمقة عن الفن الحديث في العالم العربي وتهدف إلى توفير قاعدة من البيانات الموحدة عن الفنانين العرب وتشجيع وجهات نظر متعددة حول الحداثة في العالم العربي كما تقدم رؤية شاملة عن تطورها.

ويشمل مستخدمو الموسوعة مؤرخي الفن والخبراء والطلاب الجامعيين والباحثين والمترجمين الذين يرغبون في الحصول على المعلومات المفصلة حول الفنانين الحداثيين من العالم العربي والحداثة بشكل عام بالإضافة إلى المعلومات المتخصصة في هذا الجانب.

صالات متاحف قطر

 

صالات عرض الفنون فضاءات لاكتشاف التجارب الإبداعية ولإثراء المشهد الثقافي في دولة قطر حرصت متاحف قطر على نشر مساحات متميزة في أماكن مختلفة داخل الدولة ليتم من خلالها نشر الأعمال الفنية لرواد الفنون المحليين والعالميين وقد جهزت هذه الصالات بكافة التقنيات الحديثة في خدمة عرض التجارب الفنية المميزة والاحتفاء بالتجارب مثل: جاليري متاحف قطر في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) وقاعة جاليري الرواق بحديقة متحف الفن الإسلامي جاليري مطافئ الفنانين وجاليري كراج مطافئ الفنانين وغيرها.

 

جاليري متاحف قطر في كتارا

 

يعتبر جاليري متاحف قطر بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا مكانا مثاليا لإقامة الفعاليات والبرامج الفنية وذلك لما يتضمنه من مسارح وقاعات حفلات موسيقية ومطاعم تنتشر من حوله وتشكل مساحة العرض هذه منصة لمتاحف قطر لتقديم مجموعة مقتنياتها ومشاريعها.

ويستضيف جاليري متاحف قطر أعمال الفنانين المحليين والعالميين ومن أبرز هذه المعارض معرض الفنان يان باي مينغ الذي ضم صورا لشخصيات عربية معروفة استخدمت كوسيلة لتسجيل الأحداث التاريخية، ومعرض الفنان فرانشيسكو فيزولي الذي صور فيه المعاناة في حياة المشاهير من النساء، ومعرض المصورة بريجيت لاكومب الذي سلطت فيه الضوء على الرياضيات في العالم العربي.

 

قاعة الرواق بمتحف الفن الإسلامي

 

تستضيف قاعة الرواق الواقعة بجانب حديقة متحف الفن الإسلامي وبموقعها المميز في قلب الدوحة الفعاليات التي يتضمنها برنامجها المتنوع من المعارض عبر مساحتها الواسعة وتقدم العديد من المعارض الهامة ومن بينها معرض (هنا هناك) الذي ضم اعمالا فنية عديدة من إبداع 42 فنانا من قطر والبرازيل ومعرض (الذات) للفنان الياباني تاكاشي موراكامي الذي مزج الخطوط الفاصلة بين الفن الرفيع والفن الشعبي وخاطب بشخصياته الكرتونية الملونة الصغار والكبار والخبراء والهواة على حد سواء وكذلك معرض (رفات) للفنان داميان هيرست والذي حوى قطعا فنية جديدة وغريبة بالإضافة إلى معرض (مال لول) الذي ضم اعمالا لفنانين قطريين ومجموعة من المقتنيات الشخصية الخاصة لعدد من المواطنين.

 

استديوهات مطافئ الفن

 

يعد مبنى مطافئ الفن والفنانين مركزا متميزا لتبادل الخبرات الابداعية ويشكل نقطة انطلاق مثالية للابداع ويتيح الفرصة أمام الفنانين المقيمين في قطر للاقامة لمدة تسعة أشهر كما يتيح برنامج مطافئ مساحة لكل فنان ليستخدمها كأستوديو خاص به.


 متاحف مشروع مشيرب الحضاري

 

 يعد مشروع (مشيرب - قلب الدوحة) أول مشروع عالمي مستدام وعصري يهدف لإعادة إحياء وسط مدينة الدوحة تم افتتاحه رسيما في 20 أكتوبر عام 2015 وينقسم إلى أربع مراحل مختلفة وقد تم إنجاز حوالي نسبة 80 في المئة من المشروع وسينتهي من عملية التطوير بالكامل في منتصف عام 2018.

 ويمثل افتتاح متاحف مشيرب علامة مضيئة في سبيل تطوير (مشيرب - قلب الدوحة) وتتويجا للمرحلة الأولى من مشروع (الحي التراثي) الذي يعتبر من أول الأعمال الحفرية التي قام بها علماء الآثار في وسط المدينة والتي أسفرت عن اكتشاف عدد من الآثار التي تعكس حياة العاصمة اليومية القديمة.

 وتضم متاحف الحي التراثي أربعة مبان تاريخية اعيد ترميمها كجزء من عملية تجديد واسعة النطاق تشمل قلب المدينة وتستهدف بعث الحياة من جديد في مركزها التجاري القديم وإعادة خلق وتحديث الحياة القطرية التقليدية التي تقوم على روح الجماعة والتجارة والشعور بوحدة المصير والمباني الأربعة الأثرية هي متحف (بن جلمود) ومتحف (المؤسسة) ومتحف (محمد بن جاسم) ومتحف (رضواني) وقد تم تحويلها إلى متاحف عالمية من موقعها في أقدم حي في العاصمة الدوحة وتمثل جزءا اساسيا من التاريخ العريق لدولة قطر.

ويسلط متحف (بن جلمود) بطابعه الأثري الضوء على تنوع الثقافات وروح الحضارة الإنسانية عبر الأزمان ويعكس النتائج الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي مرت بها دولة قطر بالإضافة إلى إبراز الفترة الزمنية التي اشتهرت بتجارة العبيد في المناطق المجاورة لساحل المحيط الهندي ويعرضها بتفاصيلها انتهاء بتحقيق الحرية والرخاء.

 ويحظى زوار المبنى بفرصة السفر عبر التاريخ من خلال التجول في المتحف ويكتشفون أهمية فترة العبودية التي ساهمت في تكوين الحضارات على مدى آلاف السنين ويمنح هذا المتحف فرصة لزواره بالتأمل في مراحل فترة العبودية التي سادت العالم فضلا عن مساهمته في الدعوة لمقاومة أي نشاط يحرض على الاستعباد واستغلال العمال على جميع الأصعدة.

 أما متحف (المؤسسة) فيحكي قصة أول مقر رئيسي لأول شركة بترول في قطر والأفراد الذين بادروا وساهموا في تطوير القطاع البترولي والذين خططوا للحظة تحول مجتمع قطر إلى مجتمع حديث وفيه يتعرف الزوار على قصة أول عمال قطريين عملوا بجهد لوضع حجر الأساس للمجتمع الجديد بالرغم من التحديات والصعوبات التي شكلتها الحرب العالمية الثانية وكيف أنهم استمروا في بذل جهدهم بإخلاص وتفان ومضوا قدما ليبدأوا عهدا جديدا لاستكشاف النفط.

أما متحف (محمد بن جاسم) فينقل زواره إلى بساطة مدينة الدوحة القديمة والمختلفة كليا عن مظهر العاصمة الحالي كما يسلط الضوء على مراحل الماضي والحاضر وجوانب الاستدامة التي تندرج تحت مشروع (مشيرب قلب الدوحة).

  

النادي العلمي القطري .. شعلة من الابتكار

 

يعتبر النادي العلمي القطري أحد المؤسسات العلمية الرائدة إقليميا وعالميا وذلك لما يقدمه من أنشطة علمية عالية الجودة تصقل مواهب وقدرات المبدعين والموهوبين في كافة أعمارهم وتأخذ بيدهم إلى طريق الإبداع والابتكار.

ويعمل النادي العلمي القطري باستمرار بما يقدمه من برامج وتخصصات إلى تشجيع الابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا بما يتيح لمنتسبيه مواجهة التحديات بروح إبداعية واعية ومدركة.

وتشتمل برامج النادي العلمي على العديد من الأنشطة والفعاليات للمبتكرين القطريين الكبار والصغار كما ينظم الدورات والورش العلمية في شتى المجالات من خلال مراكزه ومنها التجارب العلمية والروبوتك والعلوم الميكانيكية والبرمجيات والفاب لاب والطاقة المتجددة والتقنيات البيئية والفلك والمبتكرين.

 وقد دشن النادي العلمي مركز الصنع والابتكار (فاب لاب قطر) كأول معمل تصنيع رقمي معتمد من المنظمة العالمية للفاب لاب ويهدف إلى تشجيع فئات المجتمع على التصنيع والابتكار في بيئة داعمة للإبداع حيث تتوفر فيه جميع البرامج التي تمكن الشباب من إنجاز مشاريعهم بالإضافة إلى أحدث الأدوات وأجهزة التصنيع اليدوية والرقمية بما يساهم في اختزال الوقت والجهد والتكلفة لأي مشروع كذلك دعم الشباب المبتكرين وتوفير الخدمات اللازمة لهم ونشر المشاريع العلمية لاطلاع الشباب على أحدث الاختراعات وتوفير المدربين لتطوير أفكار مشاريع الشباب عبر لجنة خاصة تسجل ابتكارات الشباب والبحث عنها عالميا وتسجيل براءات الاختراع بالمنظمات الخليجية والعالمية.

وشارك النادي العلمي القطري بوفد طلابي في فعاليات معرض (ايتكس) الدولي الذي أقيم في ماليزيا مؤخرا كما شارك في فعاليات معرض الصناع العالمي «Maker faire» الذي أقيم في دولة الكويت للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وهو معرض يهتم بالأمور المتعلقة بالصنع والابتكار وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا والتجهيزات الخاصة بمعامل الفاب لاب بالإضافة إلى عرض الأجهزة المتخصصة التي تستخدم لتسهيل عملية التصنيع وينقسم إلى قسمين: الأول للمشاريع التكنولوجية والثاني للمشاريع الفنية والحرفية.

 وسيشارك النادي في فعاليات الملتقى العلمي السادس عشر للشباب والطلبة والذي سيقام في البرازيل اعتبارا من الخامس من شهر أغسطس الجاري ولمدة ثمانية أيام بمشاركة عدد من الطلبة القطريين الذين يعرضون خلاله ابتكاراتهم وابداعاتهم العلمية حيث يلتقي الطلبة من انحاء العالم في الملتقى ويعرضون ابتكاراتهم وابداعاتهم العلمية وسيقومون برحلات وزيارات للمؤسسات العلمية التي تثري خيالهم العلمي إلى جانب تبادل التجارب والانشطة العلمية واستثمار أوقات الفراغ بالعلوم والتكنولوجيا.

 وستحظى المشاركة القطرية باهتمام كبير في هذا المحفل الشبابي الذي يعد تظاهرة علمية ضخمة تجمع الشباب والطلبة من انحاء العالم ليتبادلوا الخبرات ويكتسبون المعارف والمهارات عبر مجموعة من المؤتمرات والحلقات النقاشية وورش العمل التخصصية المعنية بصقل مهاراتهم الابتكارية والإبداعية بالإضافة إلى تزويدهم بآخر المستجدات العلمية في مجال التصنيع الرقمي حيث يتعرف منتسبوا النادي على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من توفير بيئة علمية ابداعية وجاذبة تمكن الشباب من التعلم والابتكار بما يخدم المجتمع القطري.