قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم امس الأحد إنه ألغى اجتماع قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي الذي كان مقررا بعد ظهر يوم الاحد مع استمرار اجتماع قادة منطقة اليورو حتى انتهاء المحادثات حول اليونان.
وقال توسك في تغريدة على تويتر إن اجتماع قمة منطقة اليورو سيبدأ الساعة 1400 بتوقيت جرينتش متأخرا ساعة عن موعده الأصلي «ويستمر حتى انتهاء المحادثات حول اليونان».
كان من المنتظر أن يجتمع قادة منطقة اليورو يوم الأحد للمصادقة على قرار بإجراء محادثات حول خطة إنقاذ جديدة أو إتخاذ خطوات بمشاركة القادة الآخرين في الاتحاد الأوروبي لاحتواء تداعيات الإفلاس المحتمل لليونان.
في خطوة جديدة مرتبطة بالشأن اليوناني، وضعت ألمانيا خطة لخروج مؤقت لليونان من منطقة اليورو لمدة 5 أعوام.
وقال مصدر أوروبي إن ألمانيا وضعت خططا لخروج مؤقت لليونان من منطقة اليورو لخمسة أعوام، في حال فشلت في تحسين اقتراحاتها للحصول على خطة المساعدة.
وصرح المصدر، الذي اطلع على المقترح الألماني، بأن الوثيقة داخلية، لم توزع في اجتماع منطقة اليورو، وتتضمن خيارين، الأول تحسين الاقتراحات، والثاني هو الخروج المؤقت من منطقة اليورو. ووفق مصادر مطلعة على المحادثات، فإنه لم يتم التباحث في الوثيقة الألمانية خلال اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو في بروكسل الهادف إلى تفادي خروج اليونان من اليورو. وذكرت تقارير أن برلين وضعت خطة لخروج اليونان من منطقة اليورو لخمسة أعوام على الأقل.
كما جاء في التقارير الإخبارية أن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله وضع خطة لخروج اليونان من منطقة اليورو لخمسة أعوام على الأقل، إذا فشلت في تحسين اقتراحاتها للحصول على خطة المساعدة.
وأفاد وزير المالية الألماني بأن اقتراحات اليونان لخطة المساعدة الثالثة بأنها تفتقر إلى قطاعات مهمة من الإصلاحات.
وفي وقت سابق استبعد شويبله التوصل إلى «نتيجة سهلة» في المستقبل المنظور في المفاوضات مع اليونان حول برنامج إنقاذ جديد، مؤكدا على اتباع نهج متشدد حيال أثينا قائلا «سنجري مفاوضات بالغة الصعوبة».
وبينت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه زونتاغز تسايتونغ» الألمانية أن الخطة تتضمن البقاء على اليونان كعضو في الاتحاد الأوروبي واستمرار تقديم الدعم التقني والإنساني للبلاد، مشيرة إلى أن برلين تقدمت بالوثيقة إلى الدول الأعضاء لأن الاقتراحات المقدمة من اليونان ليست كافية.
ومنذ عام 2008 حاولت اليونان أن تخرج من الأزمة عن طريق الاقتراض لسداد الديون، ودأبت الحكومات المتعاقبة على إظهار قدرتها على ضخ المال في الاقتصاد بغض النظر عن المصدر.
وردا على الاقتراح الألماني وتصريحات شويبله، قال وزير المالية اليوناني السابق غيانيس فاروفاكيس إن وزير المالية الألماني «لم يكن ينظر إلى خروج اليونان من اليورو باعتباره الإمكانية الوحيدة للتفاوض بوضوح فحسب، بل إنه يسعى كذلك إلى إخضاع كل منطقة اليورو لما يمليه».
وأضاف فاروفاكيس بأن وزير المالية الألماني «يريد طرد اليونان من منطقة اليورو لتخويف الفرنسيين وإجبارهم على الخضوع لنموذج لمنطقة اليورو يسود فيه انضباط صارم».
واجتمع وزراء مالية منطقة اليورو لمناقشة المقترحات الأخيرة التي تقدمت بها أثينا فيما شكك بعض المسؤولين في قدرة اليونان على تنفيذ الإصلاحات المطروحة، حيث صرح رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم بأن الإصلاحات التي قدمتها الحكومة اليونانية لا تكفي للتمهيد لاتفاق حول استئناف المساعدة الدولية لأثينا. يذكر أن بريطانيا أعدت خطة طارئة لخروج اليونان من منطقة اليورو، وقد التقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الـ9 من فبراير مع كبار المسؤولين الاقتصاديين لمناقشة احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو وذلك في إطار الإعداد لخطة طارئة. وصرح متحدث رسمي باسم كاميرون أن هناك مخاطر من انتشار «عدوى» ما يحدث في اليونان وحدوث اضطرابات في الأسواق.
ذلك وكان من المقرر ان يلتقي وزراء مالية منطقة اليورو في بروكسل الأحد 12 يوليو مجددا، بعد أن عجزوا السبت عن التوصل لاتفاق مبدئي حول خطة إنقاذ لليونان. ومن المقرر أيضا أن يعقد قادة منطقة اليورو اجتماعا حاسما في الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش قد يحدد مصير اليونان في منطقة اليورو، وذلك بعد لقاء وزراء المالية.
وفشل وزراء مالية منطقة اليورو بعد اجتماع استمر قرابة تسع ساعات يوم اول أمس السبت في التوصل إلى قرار بخصوص حزمة المساعدات الثالثة والمقترحات الجديدة التي قدمتها أثينا للدائنين الدوليين. ويسعى وزراء مالية منطقة اليورو من خلال اجتماعهم إلى نقل شيء بناء إلى قمة قادة الدول الأعضاء.
وكان من المخطط الأحد انعقاد قمتين الأولى لقادة الدول الـ 19 الأعضاء في منطقة اليورو والثانية لقادة الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أن دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي أعلن اليوم الأحد إلغاء قمة الاتحاد الأوروبي، حيث قال عبر حسابه في تويتر: « لقد قمت بإلغاء اجتماع المجلس الأوروبي اليوم. اجتماع منطقة اليورو سيبدأ الساعة 16:00 (توقيت بروكسل) وسيستمر حتى ننتهي من المفاوضات بشأن اليونان».
هذا وتسود المفاوضات أجواء من انعدام الثقة تجاه أثينا من قبل بعض الدول مثل ألمانيا وفنلندا وسلوفاكيا ومالطا، مع كلام من بعض الدول يدور صراحة عن خروج اليونان من منطقة اليورو.
ولخص مصدر أوروبي الوضع بقوله «هناك بعض الدول التي تعرقل» ولا تريد اعتماد خطة ثالثة للمساعدة، فيما تبدو ألمانيا وفنلندا المتشددتين في مواقفهما من أثينا، وعلى وشك القول صراحة إنهما لا تريدان اليونان في منطقة اليورو.
كما أكد مصدر آخر أن أكثر من نصف الدول الأعضاء يرى أن المقترحات اليونانية (للحصول على خطة مساعدة ثالثة) لا تطمئن، وقد طالب وزراء المالية الأوروبيون اليونان أن تطبق مزيدا من الخطوات قبل بدء مفاوضات بشأن خطة مساعدة ثالثة. وأوضح مصدر أوروبي مقرب من المحادثات أنه «من الصعب على كثيرين من الوزراء إقناع برلماناتهم والحصول على تفويض لبرنامج مساعدة مع تدابير مماثلة تقريبا لتلك التي حصلت في أواخر يونيو ، إذ أن المبلغ أكبر بكثير».
وبحسب حسابات الدائنين فإن أقرت خطة المساعدة الثالثة التي تطالب بها أثينا فإن اليونان قد تتلقي ما بين 74 و82 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات.
وتجعل هذه العقبات مسألة خروج اليونان من منطقة اليورو أمرا أكثر احتمالا لاسيما أنها باتت في وضع على شفير انهيار مالي مع اقتصاد يتلاشى شيئا فشيئا ومصارف مغلقة منذ أسبوعين.
قال نائب رئيس البرلمان الأوروبي وعضو حزب سيريزا الحاكم في اليونان ديمتريوس باباديموليس إن ألمانيا تحاول إذلال أثينا بإدخال طلبات جديدة في اتفاق الإنقاذ.
وفي إظهار لمعارضة ألمانيا القوية لحزمة إنقاذ جديدة لليونان تقدم وزير المالية الألماني بورقة يوم السبت تتضمن مطالبة أثينا باتخاذ إجراءات قوية أو خروج اليونان مؤقتا من منطقة لفترة مدتها خمس سنوات فيما يبدو طردا ضمنيا.
وقال باباديموليس لتلفزيون ميجا «ما يبدو هنا هو محاولة لإذلال اليونان واليونانيين أو الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس.»