أغلق سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تعاملات جلسة امس على انخفاض بسبب عزوف العديد من المستثمرين عن الشراء والمضاربات التي ما زالت تطال عموم الأسهم المتداولة والمؤثرات الداخلية والخارجية المختلفة. وافتقدت الجلسة الى المحفزات الايجابية التي تدعم أوامر المستثمرين الشرائية اذ سيطرت حالة من التباين على منوال الاداء العام بسبب استمرار انعكاسات طبيعة التداولات خلال شهر رمضان لا سيما مع دخول فترة العشر الأواخر منه.
ومن الملاحظ قلة ولوج عدد كبير من المتداولين الى السوق يتوقع ان تستمر الى ما بعد انقضاء اجازة عيد الفطر وهو ما تترجمه بعض المؤشرات لاسيما المتعلقة بالسيولة التي تتناقص تدريجيا الى مستويات متدنية جدا.
وكان واضحا كذلك استمرار غياب صناع السوق الحقيقيين عن وتيرة الحركة ما ساهم كثيرا في دخول المضاربين على الاسهم التي تم التداول عليها وخاصة الاسهم الشعبية التي لم تتجاوز اسعارها السوقية ال100 فلس حيث زادت نشاطاتها بصورة كبيرة في الدقائق الأخيرة قبل الاغلاق.
ويبدو ان السوق بات يسير وفق آليات تفرضها العديد من المجموعات المضاربية وفق مصالحها الخاصة حتى بلغ الامر أن تستحوذ اسهم شركتين فقط على ما نسبته 25 في المئة تقريبا من حركة الجلسة حيث اتضح ان هناك من يضغط على اوامر المتداولين ليقوم بعملية التجميع في ضوء انحدار اسعار الاسهم للاستفادة منها مجددا في وقت آخر ما بعد الاجازة. ورغم الانعكاسات السلبية التي افرزتها الازمة اليونانية على اسواق المال العالمية علاوة على تراجع اسعار النفط وضبابية مستقبل الاقتصاد الدولي فان السوق المحلي لم يتأثر بصورة مباشرة بهذه العوامل حيث تفرض خصوصية التداولات اتجاهها المتفرد عن غيرها من اسواق المنطقة.
يذكر أن المؤشر السعري لسوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) اغلق الجلسة على انخفاض 20 نقطة ليصل الى 4ر6147 نقطة في حين بلغت القيمة النقدية نحو 18ر6 مليون دينار تمت عبر 1562 صفقة نقدية وكمية اسهم بلغت 12ر64 مليون سهم.
وقال المُحلل الفني والاقتصادي في M & R للاستشارات المالية الإسلامية علي العنزي: «هبوط مؤشرات البورصة الكويتية اليوم، مع تراجع أغلب البورصات المجاورة يعود إلى استمرار التقلبات الكبيرة في أسعار النفط، حيث هبط أمس الاثنين، إلى أقل مستوى له منذ ثلاثة أشهر تقريبا، مما أثر على نفسيات المتداولين».
وهبطت أسعار النفط العالمية في ختام تعاملات، مسجلة أكبر تراجع يومي لها في ثلاثة أشهر، وذلك بعد أن رفضت اليونان شروط حزمة الإنقاذ في استفتاء، حيث تراجع سعر النفط الأميركي عند التسوية 4.40 دولار أو 7.73 بالمئة إلى 52.53 دولار للبرميل. وهبط سعر نفط خام برنت عند التسوية 3.78 دولار أو 6.27 بالمئة إلى 56.54 دولار للبرميل.
وقال «العنزي»: «النفط تعرض للهبوط، أمس واليوم، واستمر في التراجع وهذا مؤشر ليس جيدا، وسببه الرئيسي ارتفاع الدولار، وارتفاع عدد منصات الحفر الصخري».
ونوه «العنزي» إلى أن من الأسباب المؤثرة في تراجع البورصة اليوم مشكلة اليونان التي لازالت مُثارة ولم تُحل بعد، بالإضافة إلى وجود محفزات بالسوق، والهدوء المعتاد في رمضان.
وذكر «العنزي» أن «أغلب الأسهم التي شغلت اهتمام المضاريين في الفترة الماضية، تعرضت اليوم لعمليات بيعية مكثفة؛ بهدف التسييل لحين وضوح الرؤية وجني الأرباح فنيا».
وقال «العنزي»: «تراجع السيولة اليوم يدل على عزوف كثير من المتداولين عن الأسهم الكويتية؛ بسبب عدم وضوح الرؤية بالنسبة للنفط المحرك الأساسي لميزانيات معظم دول الخليج، وخروج اليونان من الاتحاد الأوروبي». ومن الناحية الفنية، أشار «العنزي» إلى أن «المؤشر لايزال سلبيا، ولن يأتي الاستقرار إلا بعد اختراق مستوى 6200 نقطة». وتوقع «العنزي» في ختام حديثه مع «مباشر» أن «تستمر المؤشرات الكويتية في الهبوط في جلسة، غدا الأربعاء، مع استمرار العمليات المضاربية وعلى الأخص على الأسهم الرخيصة».