توقع تقرير الاستقرار المالي الصادر عن مؤسسة النقد العربي السعودية «ساما»، أن تسجل سوق النفط العالمية، ارتفاعا تدريجيا بشكل متزامن مع توقعات النمو العالمي، الذي يتوقع أن تبلغ نسبته 3.5 بالمئة في عام 2015.
ورجحت وكالة الطاقة الدولية استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط في كل ربع من عام 2015 مقارنة بالأرباع نفسها في السنة السابقة، حيث يتوقع أن ينمو إجمالي الطلب العالمي على النفط ليبلغ 93.5 مليون برميل في اليوم، مسجلا ارتفاعا نسبته 1.0 بالمئة مقارنة بعام 2014، ويعد هذا النمو تحسنا مقارنة بالنمو المنخفض نسبيا الذي بلغت نسبته 0.7 بالمئة في عام 2014، لكنه ليس بمستوى الارتفاع البالغ 1.4 بالمئة المسجل في عام 2013.
ووفقا للتقرير، فقد كان 2014 عاما تاريخيا بالنسبة لصناعة النفط على مستوى العالم، حيث استحوذت دول من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» OECD» ، ولأول مرة، على النصيب الأكبر من الطلب العالمي على النفط، فقد استحوذت على ما نسبته 50.6 بالمئة من إجمالي الطلب لعام 2014، فيما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع نصيب هذه الدول إلى ما نسبته 51.2 بالمئة في عام 2015.
ويعود السبب الرئيس لهذا التحول إلى الانخفاض الكبير في الطلب على النفط من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي انخفض من ذروته في عام 2005، من 50.4 مليون برميل في اليوم إلى المستوى المتوقع البالغ 45.6 مليون برميل في اليوم في عام 2015، أي أنه انخفض بنحو 4.8 مليون برميل أو بنسبة 9 بالمئة خلال العشر سنوات الماضية.
كما يتوقع أن تستقر أسعار النفط عند مستويات أعلى في عام 2015 نتيجة الارتفاع المتوقع في الطلب.
وأَضاف التقرير، أنه في نهاية شهر (يونيو) 2014، بلغ سعر نفط برنت ذروته عند 112.36 دولار أمريكي، ثم انخفض سعره بشكل كبير حتى وصل إلى 46.59 دولار أمريكي في منتصف شهر (يناير) من عام 2015، مسجلا بذلك انخفاضا نسبته 59 بالمئة.
ثم تحسنت أسعار النفط بعد ذلك، حيث تجاوزت 62 دولارا أمريكيا في منتصف شهر (أبريل) من عام 2015، ومن المرجح أن تواصل أسعار النفط تحسنها بشكل تدريجي حيث تبددت الاختلالات في الطلب والعرض، بسبب الطلب المرتفع المتواصل من الاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وأدت أسعار النفط المنخفضة الحالية إلى خفض نشاطات الإنتاج والتنقيب والتطوير النفطي من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط، كما أن التوترات الجيوسياسية المستمرة قد تؤدي إلى اختلالات في إنتاج وعرض النفط، ما يساعد على استمرار ارتفاع أسعار النفط.