عينت أثينا النائب الأول لوزير الخارجية اليوناني للعلاقات الاقتصادية الدولية إيفكليديس تسوكالوتوس، وزيرا للمالية خلفا للوزير المستقيل يانيس فاروفاكيس. وجاء قرار تعيين تسوكالوتوس وزيرا للمالية عقب اجتماع استمر ما يقارب 7 ساعات لمجلس القوى السياسية الرئيسية في البلاد، عقد اليوم بطلب من الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس.
وذكرت لجنة أسواق المال اليونانية أن بورصة الأسهم ستظل مغلقة حتى اليوم الأربعاء مع استمرار إغلاق البنوك في حين تسابق اليونان الزمن لتفادي إعلان إفلاسها والبقاء في منطقة اليورو.
وتوجه رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس إلي بروكسل امس الثلاثاء لحضور قمة طارئة لمنطقة اليورو في محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تحصل بموجبه على تمويل مقابل تطبيق إصلاحات لضمان بقاء اليونان في منطقة اليورو.
ذلك وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس أن بلديهما يحترمان خيار الشعب اليوناني. مع ذلك فقد أشارت المستشارة الألمانية إلى أن على أثينا أن «تصوغ الآن مقترحات دقيقة (حول ديونها) كي تستأنف المفاوضات». وأضافت أن دول منطقة اليورو قد أظهرت «قدرا كافيا من التعاطف» مع اليونان، مشددة على أن الظروف الأولية لاستئناف المفاوضات لم تتهيأ بعد».
وقالت ميركل إنه يتعين على الدول الـ18 لمنطقة اليورو أن تبدي موقفها خلال القمة التي انعقدت امس  الثلاثاء اثناء مثول الجريدة للطبع ، والتي تعتبر، بحسب قولها «جزءا آخر من النظام الديمقراطي».
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن على حكومة رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس تقديم عروض محددة حتى يتسنى لليونان البقاء في منطقة اليورو. وأضاف أن الباب ما زال مفتوحا للمناقشات لكن الوقت المتبقي لذلك أصبح قليلا ويجب العمل بسرعة ، مضيفا أنه يجب الحفاظ على التوازن في هذا الوضع ما بين التضامن والمسؤولية. 
ودعت الولايات المتحدة واليابان كلا من اليونان والاتحاد الأوروبي إلى التوصل لتسوية بشأن الديون اليونانية وبقاء أثينا في منطقة اليورو، بينما قال الرئيس الفرنسي إن الباب ما زال مفتوحا أمام اليونان لإيجاد حل للأزمة.
ففي واشنطن، دعا البيت الأبيض قادة الاتحاد الأوروبي والمسؤولين اليونانيين إلى إيجاد تسوية تتيح بقاء أثينا في منطقة اليورو، وذلك غداة رفض اليونانيين في استفتاء لخطة دائني هذا البلد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش ايرنست إن «الاستفتاء انتهى لكن رؤيتنا تبقى  نفسها»، معتبرا أن من مصلحة الطرفين إيجاد حل «يتيح لليونان البقاء في منطقة اليورو»، مشيرا إلى أن «المهمة التي تواجه القادة الأوروبيين هي نفسها».
ودعا إيرنست الجانبين إلى «التوافق على مجموعة إصلاحات وعلى تمويل يضع اليونان على سكة إدارة دائمة لدينها، ولكن أيضا يضعها على سكة نمو اقتصادي». وتباحث الرئيس الأميركي باراك أوباما  مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بشأن اليونان، بحسب ما أفاد البيت الأبيض.
وأكد الرئيسان «أهمية التوصل إلى السبيل الذي يتعين اتباعه لتتمكن اليونان من متابعة الإصلاحات والعودة إلى النمو داخل منطقة اليورو»، وأقرا أن «ذلك سيتطلب تسويات صعبة من الجميع».
من جهة أخرى اتصل وزير الخزانة الأميركي جاك لو هاتفيا برئيس الوزراء اليوناني ألكسيس  تسيبراس وكذلك بنظيره اليوناني الجديد إقليدس تساكالوتوس، وفق ما أفاد متحدث في بيان، وأكد لو، في اتصاله، رسالة أوباما الذي حض أثينا ودائنيها على إيجاد «مخرج بناء» للأزمة. 
وفي طوكيو، حث وزير الاقتصاد الياباني أكيرا أماري، ، اليونان والاتحاد الاوروبي على التوصل لاتفاق يصب في مصلحة الجانبين وبقاء اليونان في منطقة اليورو. قال الوزير الياباني ‘نه ينبغي لليونان والاتحاد الأوروبي أن يعملا بجد للتوصل لاتفاق يكون في مصلحة الجانبين ويبقي اليونان في منطقة اليورو.
وأضاف أماري أنه يجب على اليونان والاتحاد الأوروبي أيضا أن يتخذا خطوات لتقييد الضرر الاقتصادي للاضطرابات التي هزت الأسواق المالية. وأبلغ أماري الصحفيين «اليونان فعلت بالفعل الكثير لاستعادة الانضباط المالي مثل خفض معاشات التقاعد والرواتب.. أتفهم أسباب تعبير الشعب اليوناني عن شعوره بالإحباط...العالم يتوقع أن تتعاون اليونان والاتحاد الأوروبي بشأن خطة نهائية للإنقاذ المالي».
كما تراجع اليورو مقابل الدولار والجنيه الاسترليني امس  الثلاثاء مع هبوط عائدات سندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات وتحرك فروق أسعار الفائدة في غير صالح العملة الأوروبية الموحدة.
وجاء هبوط عائدات السندات الألمانية واليورو بعدما أبقى البنك المركزي الأوروبي على السيولة الطارئة للبنوك اليونانية عند المستويات الحالية لكنه زاد من الضمانات التي يطلبها. وأجج ذلك المخاوف من نفاد السيولة في البنوك اليونانية قريبا ومن أن تمتد مشكلات اليونان إلى دول أخرى في جنوب أوروبا.
وهبط اليورو مقابل الدولار 0.3 في المئة إلى 1.1025 دولار مرتفعا من مستواه المنخفض عند 1.0969 دولار الذي لامسه أمس الإثنين. وتراجع 0.4 في المئة مقابل الاسترليني إلى 70.80 بنس مع استفادة العملة البريطانية من تدفقات بحثا عن ملاذات آمنة.
وتراجع الدولار الاسترالي 0.3 في المئة إلى 0.7476 دولار امريكي بعدما أبقى البنك المركزي في استراليا على معدل السيولة مستقرا كما كان متوقعا.
وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس نتائج الاستفتاء الذي أظهر رفض غالبية اليونانيين لشروط المقرضين الدوليين. وقال المكتب الصحفي للكرملين في بيان له إن بوتين أعرب عن دعمه للشعب اليوناني في مواجهة المصاعب التي تمر بها اليونان. وجرت هذه المكالمة بمبادرة من الجانب اليوناني.
وجاء في البيان: «نوقشت نتائج الاستفتاء الذي جرى في اليونان، وشروط تقديم الدعم المالي من المقرضين الدوليين لأثينا، وكذلك بعض مسائل مواصلة تطوير التعاون الثنائي بين روسيا واليونان». وفي وقت لاحق ناقش الرئيس بوتين مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد في اتصال هاتفي أيضا تداعيات الاستفتاء اليوناني.
وقال المكتب الصحفي للكرملين إن الطرفين اتفقا على مواصلة البحث عن حل أمثل لديون اليونان مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة الأطراف. كما ناقش الرئيس بوتين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند خلال اتصال هاتفي، نتائج الاستفتاء في اليونان وانعكاسات ذلك على تطور الأوضاع المستقبلية في منطقة اليورو، حسبما أفاد المكتب الصحفي للكرملين.