أفادت دراسة تاريخية مصرية حديثة بأن غدا الثلاثاء هو ليلة رأس السنة الفرعونية الجديدة، وبعد غد الأربعاء، هو أول أيامها، والتي تبدأ بالتزامن مع شروق نجم الشعرة اليمانية، الذى يمثل الآلهة إيزيس، في المعتقدات المصرية القديمة.

وقالت الدراسة، التي أعدها الدكتور أحمد عوض، الباحث في علوم المصريات، إن المصري القديم عرف السنة الكبيسة، وعرف الفارق بينها وبين السنة البسيطة.

وقال عوض إن المصري القديم استخدم ما يسمى بـ «التقويم المدني» و»التقويم القمري الفلكي» في تنظيم كافة أموره الدينية والحياتية اليومية.

وأشار إلى أن التقويم القمري الفلكي، هو تقويم التزم بتقلب أطوار الشهر القمري، مثل التقويم القمري الأصلي، مع إضافة الشهر الثالث عشر، للسنة القمرية الثالثة، لكل ثلاث سنوات قمرية، وذلك لمدة تسع سنوات... وعليه يتم تكرار المنوال السابق لعدد أيام الشهر الثالث عشر بالسنة القمرية .. وسجلت البرديات تقويما قمريا ورد فيه عدد أيام للشهر القمري، تارة 29 يوما، وتارة 30 يوما، وتارة 31 يوما.

وحسب الباحث عوض، احتفل المصري القديم بالسنة القمرية ذات الثلاثة عشر شهرا، ولقب ذلك العيد باسم عيد «السنة الطويلة» وأيضا احتفل بالسنة القمرية ذات الإثنى عشر شهرا، ولقب ذلك العيد باسم عيد «السنة القصيرة».

وطبقا لعوض، تغدو مواقيت الفصول والشهور وما يتبعها من أعياد دينية، في وضعية ثابتة، مما يكفل إمكانية الاحتفال بها، وإقامة شعائرها المقدسة، في أيام محددة، من كل عام، وذلك دون تأرجح أو تغيير.

وتباينت آراء العلماء بشأن أنواع التقاويم في مصر القديمة، حيث يرى فريق من علماء المصريات، أن المصريين كان لهم ثلاثة تقاويم الأول هو «العام المدني» الذي اعتمد على تاريخ الدورة الشمسية الثابتة، والثاني هو «عام الشعرى الثابت» ويعتمد على ثبوت موعد شروق نجم «الشعرى اليمانية» وهو ما يعرف بظاهرة «الشروق الاحتراقي»، والثالث هو «العام القمري البدائي» الذي كانت تتحدد بدايته بحدوث ظاهرة «الشروق الاحتراقي».

واتفق علماء آخرون على وجود عام «مدني» وعام «القمري البدائي»، إلا أنهم رفضوا فكرة وجود عام «الشعرى» الثابت.

وكان التقويم المصري القديم، الأكثر دقة، بين التقاويم التي عرفتها شعوب العالم القديم، وكان فيضان النيل هو أهم أحداث السنة، قد جعلهم يدركون أن تقويمهم القديم مهم، كان المصريون قد احتفظوا بهذا التقويم طيلة أربعة آلاف عام.

وكان قدماء المصريين هم أول من احتفلوا بليلة رأس السنة في التاريخ، وحرصوا قبل خمسة آلاف عام، على إقامة الاحتفالات بليلة رأس السنة، في كل عام، وسط مظاهر عظيمة واحتفالات صاخبة.

واحتوت السنة المصرية القديمة على العديد من الأعياد التي ارتبطت بالتقويم، مثل رأس السنة، وأعياد كل شهرين، وبدايات الفصول.