قال د. بسام الشطي - عضو لجنة إغاثة سوريا بجمعية إحياء التراث الإسلامي - بعد عودته من رحلة الى مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية باعتبار أنهم الأكثر تضررا والأشد حاجة وأن هذه الرحلة استمرت مدة أسبوع تم فيها تقديم مساعدات أهل الكويت لإخوانهم اللاجئين السوريين بالتعاون مع جمعية أهل الحديث السورية في تركيا، حيث شملت مناطق أورفا وتل أبيض والريحانية وكلس، وقد استفادت أكثر من (1000) أسرة من هذه المساعدات، إضافة للأيتام والمصابين والأرامل والنازحين الجدد، حيث تم توزيع المساعدات يدا بيد حرصا وتأكيدا على استفادتهم منها.
وتأتي هذه الرحلة ضمن حملة ( دفء الشتاء ورغيف الخبز ) للاجئين السوريين، والتي هي ثمرة من ثمرات توجيهات صاحب السمو أمير البلاد، والذي أعطى أوامره الكريمة بمساعدة الأشقاء السوريين منذ بدابة الأحداث المؤلمة.
وأضاف الشطي أن جمعية إحياء التراث الإسلامي كثفت عملها على الحدود التركية السورية، وكذلك اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، وهي تدعو الجميع للمشاركة في هذا المشروع مستذكرين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).  وعن المعونات المقدمة خلال الزيارة أوضح الشطي أنها من أجود أنواع السلع ذات الجودة والمتانة تحتوي على بطانيات وكرتون مواد غذائية لسبعة أشخاص ولمدة عشرين يوما تقريبا، بالإضافة لـ (3) أكياس كبيرة من الفحم وحقيبة ملابس شتوية متكاملة مع توزيع (100) دولار لكل أسرة. وأكد الشطي أن حاجة هؤلاء اللاجئين أكثر من ذلك، وأن هذه الإغاثة كانت سريعة وعاجلة، ولا يمكن أن نغطي اللاجئين والنازحين كلهم، والذين يتجاوز عددهم (4) ملايين حسب آخر الإحصائيات، وهم في زيادة يومية مخيفة.
موضحا بأنه تمت زيارة مدرسة يدرس بها قرابة (2000) طفل، وبها قرابة (600) يتيم، ومنهم من يحتاج الى نظارات طبية وسماعات علاجية، وكتب مدرسية ومصاحف وملابس ومصلى، وقد تم عمل اللازم لهم.
وحول أبرز المشاهدات خلال هذه الرحلة قال د. بسام الشطي: هناك طفلة ذهب والدها ليشتري لها الحليب، وفي هذه الأثناء ينزل صاروخ على بيتهم فماتوا جميعا إلا هذه الطفلة، والأب خرج ولم يعد، فهبت جارتهم فأخذتها لتعيش مع أطفالها الثلاثة؛ حيث توفي زوجها.
وهناك أرملة قتل زوجها وعندها ستة أطفال معاقين (تخلف ذهني) ومقعدين، وهي ترعاهم بصبر ورضا بقضاء الله وقدره، وتكتم تعبها ومرضها وكبر سنها؛ فهي تحتاج إلى عربة، وغيارات، وأدوية، وأوان لإطعامهم.
وهناك منظر أوجعني جدا، وهو منظر أم لأربعة أيتام، ولا يوجد عندها مال لشراء الفحم، فاشترت أحذية قديمة حتى تحرقها في وسط البيت ؛ مما أثر على عيون الأطفال وصدورهم وزادت من معاناتهم بسبب الدخان.
كما أن هناك بعض المناطق لم تصلها منظمات إنسانية أو خيرية أو وفود ؛ لأنها حدودية متلاصقة ولا تبعد إلا أمتارا قليلة، وتسمع دوي الانفجارات وإطلاق النار، وترى الأدخنة المتصاعدة، ومع ذلك يسكن الناس على الأرض، ويأتون بكراتين أو قطع بلاستيكية لتكون لهم مأوى يسكنون فيه.
فالحرب لا شك أنها أثرت على صحتهم وتعليمهم وإيمانهم وأجسادهم؛ فتجد أمراضا لم تجدها من قبل، وبعضهم يمشي ويتحدث مع نفسه ويفكر في قوت يومه، ومشكلات مستمرة، وهم بحاجة إلى من يذكرهم بالله ويصبرهم ويعلمهم، ويوجد ما يشغلهم؛ لأنهم يعيشون في فراغ منذ خمس سنوات وإلى الآن. وحول أهداف حملة (دفء الشتاء ورغيف الخبز) أوضح الشطي بأن الحملة تركز على توفير مواد التدفئة وتوفير المواد الغذائية، وخصوصا الخبز للمناطق التي تعاني في الحصول عليه من خلال إنشاء عدد من المخابز في بعض المناطق السورية وفي مخيمات اللاجئين، وكذلك توفير الطحين اللازم ومصاريف تشغيل هذه المخابز.  موضحا بأن سعينا لنصرة إخواننا سبب لتفريج الكربات عنا، فالجزاء من جنس العمل، قال صلى الله عليه وسلم : (ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ). وحث الشطي المحسنين على مواصلة تبرعهم لمشروع إغاثة سوريا، مبينا أن هناك العديد من المناطق في الداخل السوري وفي المخيمات بحاجة ماسة لهذه المساعدات، وذلك لوجود نقص كبير في المواد الغذائية، ومواد التدفئة، وقد وصل الأمر لحد موت بعض الأشخاص، وخصوصا الأطفال نتيجة البرد الشديد والجوع. سائلين الله -تبارك وتعالى- أن يفرج عنهم، ويصرف عنهم كل سوء، ويزيل همهم، ويرفع البلاء عنهم، ويصلح شأنهم ليعودوا إلى بلادهم في سلام وأمن ورغد.
وأضاف د بسام الشطي : لقد خلفت الجرائم التي ارتكبها النظام السوري الآلاف من المصابين الذين – وفقا لأحدث الإحصائيات – بلغ عددهم المليون حالة تقريبا تعاني من نقص في الرعاية الصحية، وازدادت المحنة مع تعمد النظام قصف المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحررة، وذلك وفق التقارير الدولية. وفي ختام تصريحه أشاد د بسام الشطي - عضو مشروع إغاثة سوريا بجمعية إحياء التراث الإسلامي - بتفاعل الشعب الكويتي مع هذه الحملة والذي يعبر عن معدنه الأصيل، فشكرا لكم أهل الكويت، كلمة قالتها كل أسرة، وكل يتيم، وهذه أمانة أوصلها لكم، فبارك الله لكم في أموالكم وفيما رزقكم، وقد سلمت أماناتكم يدا بيد. أسأل ربي أن يتقبلها من الجميع.
وأن إدارة المشروع مستمرة في أعمالها ومشاريعها، وقد خصصت إدارة خط للمتبرعات النساء هو 98008897، بالإضافة إلى الخط الساخن للمشروع 97222650، 
ومشروع إغاثة سوريا يقوم باستقبال المتبرعين بمقر جمعية إحياء التراث الإسلامي الرئيسي بمنطقة قرطبة قطعة 5، وفي كافة فروع الجمعية في مختلف مناطق الكويت، وتسهيلا على المتبرعين قمنا بتجهيز موقع إلكتروني للتبرع (أونلاين) مباشرة وبأمان تام من خلال البوابة الالكترونية لجمعية إحياء التراث الإسلامي www.alturath.net <http://www.alturath.net/>.