بمشاعر صادقة وقلوب يعتصرها الألم والأسى أبنت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت شهيدي الحادث الأليم الذي وقع بمسجد الإمام الصادق بالصوابر عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس الشهيد الدكتور جاسم الخواجة والباحث الإعلامي بإدارة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة الشهيد علي الناصر، وذلك بحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الدكتور بدر العيسى ومديرجامعة الكويت بالإنابة أ.د. حياة الحجي وأمين عام الجامعة أ.د. نبيل اللوغاني ونواب المدير والأمناء المساعدين وحشد كبير من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة.
وفي كلمة ألقاها وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د.بدر العيسى قال فيها: « انه لايملك من الكلمات ما يعبر به عن فقدان الكويت لهذه الكوكبة من الشهداء الأبرار ومنهم من فقدتهم الجامعة لاسيما أستاذ علم النفس الدكتور جاسم الخواجة والباحث الإعلامي الشاب علي الناصر سائلا المولى أن يتقبل الشهداء بواسع رحمته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل «.
وذكر د. العيسى أنه كان ممن عاصروا وزاملوا الدكتور جاسم الخواجة والذي يعد من الكفاءات المدافعة عن تخصصهم في علم النفس والاجتماع، ومن المحاربين عن وطنهم فضلا عن حبه لعمله ووطنه وأصدقائه ومجتمعه.
واستطرد قائلا :» إن جامعة الكويت فقدت كذلك أحد شبابها وهو الشهيد علي الناصر والذي كان ممن عملوا على وضع الكاميرات في مسجد الامام الصادق الذي استهدفه الإرهابي «.
وتابع د. العيسى قائلا : « إن التطرف عبارة عن حروب تشنها بعض الأطراف بهدف القضاء على مجتمعاتنا «، مؤكدا ان المجرم الذي نفذ هذا الحادث الجبان قد شحن بأفكار متطرفة وأنه واحد من ضمن ملايين يعيشون بيننا».
وذكر أن « أصحاب الفكر المتطرف يهدفون إلى إشاعة الرعب والفوضى بين المجتمعات» مشيرا إلى العمليات الإرهابية التي استهدفت الكويت وتونس وفرنسا الجمعة الماضية وأن «من قاموا بها يحملون ذات الفكر المتطرف والهادف إلى القضاء على ثقافاتنا ومجتمعاتنا».
وأكد على أن تواجد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في موقع الحادث فور وقوعه، فضلا عن ترابط الشعب الكويتي وتلاحمه ساهما في حماية الكويت من التطرف والتصدي له.
وبدورها توجهت مديرة جامعة الكويت بالإنابة الأستاذة الدكتورة حياة الحجي في كلمتها إلى طلبة الجامعة قائلة إنهم لم يواجهوا الأزمة التي حدثت في الخليج أثناء غزو الكويت، ولم يدركوا المحنة العظيمة التي مر بها الوطن، مبينة أن ما يحصل اليوم درس للجميع.
وشددت الحجي على أنه يجب النظر للطالب باسمه وأخلاقه وتعامله، وليس بالقبيلة والطائفة والفئة، لافتة إلى ضرورة التعايش مع الآخرين دون وجود مثل هذه الأساليب الطائفية البغيضة.
ومن جانبه قال أمين عام الجامعة أ.د. نبيل اللوغاني في كلمته :» أن قلوبنا يعتصرها الحزن والألم لفراق أعزاء كانوا بالأمس القريب بيننا يؤدون واجبهم بكل صدق وأمانة وحب لهذا الوطن المعطاء، أعطوا فأجزلوا العطاء وبذلوا الغالي والنفيس حتى كان يوم الشهادة في يوم العبادة، معزيا برحيل الشهيد الدكتور جاسم الخواجة عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية، شهيد العمل الإرهابي الآثم الذي استهدف بيتا من بيوت الله في هذه الأيام المباركة في شهر رمضان الفضيل».
وتابع أ.د. اللوغاني قائلا: «أن جامعة الكويت قد فقدت أبا بارا بأبنائه الطلبة، وأحد أعمدة العلم، سخر علمه في البناء، ونهل من هذا العلم أجيال وأجيال متعاقبة، فكان مثالا يحتذى به في هذا الصرح الأكاديمي، حيث لم يأل جهدا في تأدية رسالته التعليمية على أكمل وجه منذ انضمامه للعمل فيها عام 1980 أي طوال 35 عاما «.
واستطرد قائلا: أنه وبمزيد من الحزن والأسى تنعى الأسرة الجامعية الشاب الخلوق صاحب الابتسامة الدائمة الشهيد علي ربيع الناصر الباحث الإعلامي بإدارة العلاقات العامة والإعلام، والذي كان مثالا رائعا للعطاء والطموح، سعى دائما وبإخلاص لخدمة الجامعة وكان متميزا وحريصا على أداء عمله على أكمل وجه.
كما تنعى الإدارة الجامعية الموظف السابق بجامعة الكويت الشهيد علي الفيلي داعيا المولى القدير أن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
 وباسم أسرة جامعة الكويت تقدم اللوغاني بخالص العزاء لأهالي شهداء مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر الذين راحوا ضحية العمل الإرهابي الآثم، سائلين العزيز القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، كما تقدم بأحر التعازي لجميع أهل الكويت على هذا المصاب الجلل الذي تعرض له وطننا الحبيب، متمنين الشفاء العاجل للمصابين وأن يحفظ الله الكويت الحبيبة وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان تحت ظل قيادة أمير البلاد المفدى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.
ومن جهته أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د.عبدالرضا أسيري إدانة كلية العلوم الاجتماعية لهذا العمل الإرهابي، معربا عن بالغ الحزن والأسى لفقدها الشهيد الزميل الدكتور جاسم الخواجة عضو هيئة التدريس بالكلية الذي راح ضحية هذا العمل الجبان الغادر الذي لم يراعي حرمة شهر رمضان الفضيل ولا مكانة المسجد العظيمة ولا يوم الجمعة الفضيلة، فأودى بحياة 27 شهيد وإصابة 222 مصاب.
وقال: «إن أيدي الشر التي ماتت قلوبها وعميت أبصارها وصمت أسماعها عن قول البارئ عز وجل: ( ومن قتل نفسا بغير حق فإنما قتل الناس جميعا )، لا دين لها سوى إراقة الدماء والعبث بأرواح الناس ومقدراتهم طالت المصلين وكان من ضمنهم فقيدينا الغاليين د. جاسم الخواجة، والسيد / علي ربيع الناصر، الباحث الإعلامي بإدارة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة، لقد عاش الزميل الشهيد الدكتور جاسم حياته الأكاديمية والخاصة يحبه ويقدره الجميع متحليا بالأخلاق الحميدة وعمل على تكوين أسرة كريمة نرى ثمارها أمامنا في تحليهم بالقيم والأخلاق العالية.
وتوجه أ.د. أسيري بأصدق التعازي إلى الزميلة الدكتورة هدى جعفر عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بالكلية في استشهاد شقيقها.
وذكر أسيري أنه تقديرا للدور المتميز للدكتور جاسم الخواجة في التدريس والبحث العلمي قررت الكلية إطلاق إسمه على إحدى القاعات الدراسية بها.
سائلا الله تعالى أن يرد كيد الإرهابيين إلى نحورهم ويخلص أوطاننا من شرورهم وأن يتغمد شهدائنا بواسع رحمته وأن يلهمنا وأهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ وطننا الحبيب الكويت من كل مكروه وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يرفع شأنه ورايته عالية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد الأمين.
وشارك زملاء الشهيدين بكلمات معبرة في حق الشهيدين ونقلوا مشاعرهم تجاه هذا العمل الإرهابي وهم: رئيس قسم علم النفس د.عثمان الخضر، والدكتورة أمثال الحويلة نيابة عن رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس، والوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة سابقا فيصل مقصيد، الدكتور محمد الفيلي، الدكتور طلال العلي، الدكتورة فاطمة عياد، وابن الشهيد الدكتور جاسم الخواجه، وكلمة من أعضاء النادي السيكولوجي،والزميل غنام الغنام.