مر عام على إعلان تنظيم داعش الإرهابي دولته المزعومة، وهو العام الذي احتفى به التنظيم على طريقته الخاصة بعمليات إرهابية متفرقة يوم الجمعة الماضي، استهدفت (الكويت وتونس وفرنسا). وفي هذا الإطار، تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل التنظيم، وما إذا كان عامه الثاني سوف يشهد تمددًا أو انحسارًا؟.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات متضاربة بشأن العام الثاني بالنسبة للتنظيم، بعضها يشير إلى مزيدٍ من الدموية والتوحش، مع تمدد التنظيم وتوسعه، وبعضها يعتقد بنهاية داعش في عامه الثاني وتوجيه ضربات قوية له.
وفي هذا السياق، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء حسام سويلم، إنه على المستوى العسكري "من المتوقع أن يشهد تنظيم داعش انحساراً وتراجعاً من كافة البقاع التي سيطروا عليها، وذلك بحلول نهاية العام 2016، ومن المتوقع كذلك أن يتم توجيه ضربات عسكرية قوية له ستؤدي لتقهقره، سواء كان مصدرها الميليشيات الشعبية المقاومة أو الجيوش الوطنية أو ضربات التحالف الدولي".
أحداث الجمعة
وأضاف "أحداث يوم الجمعة الدموي الماضي والتي صدمت وجدان العالم كله، تسببت في لفت الأنظار إلى أن التنظيم يمثل خطراً كبيراً على الإنسانية وعلى العالم كله"، موضحاً أن "وصول التنظيم لارتكاب عملية إرهابية في إحدى دول أوروبا هو إشارة تنبيه بأن التنظيم ليس بعيداً عن أي مكان في العالم، وأنه في حالة عدم التكاتف من أجل القضاء عليه لن تكون هناك أي دولة في مأمن من خطره، كما أوضح أن هناك مقدمات لتلك الهزيمة المحققة للتنظيم، كان آخرها قدرة القوات الكردية في حماية كوباني (عين العرب) من هجمات التنظيم وطرد عناصر ذلك التنظيم الإرهابي من أراضيهم، ما يبرهن على أن هزيمة التنظيم آتية لا محال ولكنها مرهونة بالإرادة السياسية والشعبية".
وأضاف الخبير العسكري، أن "التنظيم رغم تصاعد نفوذه وتوغل وجوده في عدد من الدول العربية مثل سوريا والعراق، إلا أن ذلك التوغل سيكون سبباً في هدم أركان وأسس تلك الدولة الداعشية الطفيلية المزعومة، كما أنه سيتم توجيه ضربات قاسية ومتتالية ستحول التنظيم من حالة الهجوم للدفاع، مما يجعل من نهاية العام المقبل نهاية للتنظيم".
ثبات
فيما رأى الجهادي السابق ياسر سعد، أن "العام الثاني لدولة داعش المزعومة لن يشهد أي نوع من التراجع عن الدموية والجرائم الإرهابية التي ميزت التنظيم عن غيره من التنظيمات الجهادية، بل إن التنظيم سيزداد ضراوة وقسوة، فلم تصل بعد العناصر الإرهابية المنتمية له لأقصى ما يمكنها فعله من دموية وسفك الدماء، فالتنظيم سيظل رافعاً لوتيرة الدموية والوحشية ليظل جاذباً لكافة العناصر الجهادية حول العالم".
وأشار للاختلاف بين التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة حاليا، فهناك تيار إسلامي سياسي لا يعادي الدولة ولا يكفر المجتمع ومنخرط في العمل السياسي مثل حزب النور السلفي في مصر، وهناك تنظيمات جهادية تصطدم مع الدول وحكوماتها وترغب في الاستيلاء على السلطة واحتلال تلك الدول محاولة لتمثيل الجنة والأرض المثالية للشباب المتمرد.
وأضاف سعد، أن "التنظيم سيشهد في العام الثاني تصاعداً ملحوظاً إن لم يتم صياغة خطاب ديني له أسس وقواعد لمقاومة التوجهات المتطرفة والأفكار الدموية التي تنتشر في العالم، والترويج المستمر لأفكار التيار الوهابي المحرضة على التطرف والعنصرية، وعلى دول العالم أن تنأى بمؤسساتها الدينية عن أي صراع سياسي حتى لا يتم الخلط بين توجهات المؤسسات الدينية وبين الصراعات القوية التي يشهدها العالم مما قد يتسبب في النيل منها ومن قياداتها والتشكيك فيهم، ورغم أن تلك الإجراءات تستغرق وقتاً طويلاً إلا أنها ستقي العالم كله شر الإرهاب والدمار والتخريب".