قالت رئيسة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت الدكتورة حنان حمدان اليوم الاثنين إن جهود دولة الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أسهمت بإنقاذ ملايين اللاجئين حول العالم.
وأضافت حمدان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة اليوم العالمي للاجئ الذي يصادف غدا الثلاثاء أن دولة الكويت بقيادة سمو الأمير قامت على مدار هذه السنوات بجهود جبارة لإنقاذ الملايين عبر حشد الدعم الدولي وإقامة المؤتمرات الدولية وإنشاء آليات تهدف إلى حث الدول وكبار المانحين على الإيفاء بالتزاماتهم.
وأوضحت أن دولة الكويت قدمت حتى عام 2016 مساهمة قدرها 360 مليون دولار أمريكي للمفوضية لأزمة كل من سوريا والعراق مشيرة إلى أنه في عام 2015 حلت الكويت بالمرتبة الثانية في قيمة التبرعات للازمة السورية بمؤتمر المانحين الثالث إذ تعهدت ب 500 مليون دولار.
وذكرت "أن الكويت هي سادس أكبر مانح للمفوضية" على الصعيد العالمي فيما استمر التعاون والشراكة الاستراتيجية خلال العام الحالي حيث وقعت المفوضية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية اتفاقية بقيمة 10 ملايين دولار لتحسين الظروف المعيشية للاجئين السوريين في شمال العراق.
وبينت أن مكتب المفوضية في الكويت قام أيضا بالتعاون مع القطاع الخاص الكويتي لصالح اللاجئين إذ وقع المكتب مذكرة تفاهم مع احدى شركات الاتصالات المتنقلة في الكويت وهي شركة (زين) للاتصالات عام 2016 للتوعية بأزمة اللاجئين السوريين.
وأشارت حمدان إلى أنه تم اطلاق حملة إلكترونية مشتركة لمساعدات الشتاء بعنوان (زين مع اللاجئين).
وأفادت بأن الاحتفال باليوم العالمي للاجئ يهدف إلى تعريف بقضية اللاجئين وتسليط الضوء على معاناتهم واحتياجاتهم وبحث سبل الدعم في ظل تزايد الأزمات وتفاقم أعدادهم حول العالم.
ونوهت بدور الكويت والتزامها المستمر في العمل الإنساني الدولي وعلى شراكاتها الاستراتيجية مع المنظمات الإنسانية الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وعن دور المفوضية العالمي لفتت إلى وجود المفوضية في مقدمة الخطوط الأمامية للأزمات الإنسانية الرئيسية في العالم في سوريا والعراق وجمهورية إفريقيا الوسطى وأفغانستان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وحالات طوارئ أخرى لا حصر لها.
وقالت حمدان إن المفوضية تعمل على قدم وساق لمواجهة تحديات "وجود أكبر عدد من النازحين حول العالم بالتاريخ" إذ أجبر أكثر من 3ر65 مليون شخص على ترك منازلهم في جميع أنحاء العالم منهم نحو 3ر21 مليون لاجئ أكثر من نصفهم دون سن 18 عاما.
وأضافت أن تفاقم أعداد اللاجئين ينذر "بكارثة إنسانية حقيقية" تتطلب تضافر الجهود الدولية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة مشددة على أهمية الدور الذي تلعبه حكومات الدول ومنظماتها الخيرية والقطاع الخاص في دعم القضايا الإنسانية.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ست سنوات أشارت إلى أن إجمالي عدد اللاجئين حتى الآن بلغ أكثر من 5 ملايين لاجئ في دول الشرق الأوسط وأوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
وبينت أن عدد النازحين داخليا جراء أعمال العنف المتصاعدة هناك بلغ نحو 5ر6 مليون شخص بينهم 8ر2 مليون طفل نزحوا داخل سوريا وهو أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم مشيرة الى نزوح أكثر من 2ر1 مليون شخص حتى الآن هذا العام.
وقالت حمدان إن المفوضية بدأت بدعم النازحين داخليا في سوريا عام 2012 بتوفير الحماية والخدمات المجتمعية وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية والمساعدة في المأوى وخدمات الرعاية الصحية والدعم التعليمي.
وفي الصومال لفتت إلى أن حركة النزوح هناك استمرت ليصل عدد النازحين إلى حوالي مليوني صومالي حتى عام 2017 في حين يقدر عدد النازحين داخل الصومال بحوالي 9ر1 مليون لاجئ صومالي.
وعن اليمن أشارت إلى أنه يعيش أزمة إنسانية مع وجود خطر المجاعة موضحة أن من بين ثلاثة ملايين يمني نزحوا بسبب النزاع حتى عام 2017 عاد مليون منهم إلى ديارهم وسط ظروف محفوفة بالمخاطر.
وعن الوضع في جنوب السودان بينت أنه قد يصبح خلال العام الحالي أسرع أزمة للاجئين من حيث النمو في العالم إذ سعى أكثر 8ر1 مليون لاجئ بمن فيهم مليون طفل إلى الحصول على الأمان في كل من أوغندا والسودان وإثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأضافت حمدان أن المعدل الحالي للأشخاص الفارين من جنوب السودان إلى السودان تجاوز تقديرات المجتمع الإنساني في شهر مارس الماضي كما تشهد أوغندا أيضا توافد اللاجئين من جنوب السودان إذ من المتوقع أن تستضيف أكثر من مليون لاجئ.
وأقرت الجمعية العامة للامم المتحدة ذكرى اليوم العالمي للاجئ في 20 شهر يونيو كل عام منذ إنشاء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 14 ديسمبر 1950 وتقوم المفوضية بحماية حقوق اللاجئين وعديمي الجنسية منذ أكثر من ستة عقود وساعدت عشرات الملايين من الناس على استئناف حياتهم.