المعجزة كانت بليغة كغيرها من المعجزات التي أيد الله بها أنبياءه
قوم ثمود كانوا  بعد قوم عاد وتكررت قصة العذاب معهم بشكل مختلف
اشقى القوم قتل الناقه وذلك في قوله تعالى إذ انبعث اشقاها فكذبوه فعقروها
مساكن ثمود كانت في الحِجْر ولذلك سماهم الله أصحاب الحِجر

 
معجزة رسول الله صالح عليه الصلاة والسلام هي الناقة التي أخرجها الله لقومه من الصخرة فكان من شأنها أن لها شرب يوم ولقومه شرب يوم، وفي يوم شربها يشربون من لبنها حتى عقرها أحدهم فعذبهم الله وقد قص الله ذلك في كتابه فقال: قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {الشعراء: 253-159} وقوله على لسان نبيه صالح لما قال لقومه: قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ  {الأعراف: 73} وقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن أبي الطفيل قال : قالت ثمود لصالح ائتنا بآية إن كنت من الصادقين : قال : فقال لهم صالح ، اخرجوا إلى هضبة من الأرض فخرجوا ، فإذاهي تتمخض كما تتمخض الحامل ، ثم انها تفرجت فخرجت من وسطها الناقة فقال لهم صالح : هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ  إلى قوله لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ . قال ابن عباس كما عند القرطبي وغيره : قالوا لو كنت صادقاً فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر ، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا . فدعا الله وفعل الله ذلك.
وخلاصة القول أن تلك المعجزة كانت بليغة كغيرها من المعجزات التي أيد الله بها أنبياءه وأقام بها الحجة على أقوامهم والدليل على إعجازها قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، ثم إن خروجها على الوضع المذكور كاف في الإعجاز فإذا انضم إلى ذلك أنها تشرب في اليوم الواحد ما يشربه قوم صالح كلهم وتدر من اللبن مثل ما تشرب من الماء كان كل ذلك واضحا في وجه الإعجاز.
قصة النبي صالح
أرسله الله إلى قوم ثمود - قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من أولاد سام بن نوح، وهي قبيلة ثمود، وسميت بذلك نسبة إلى أحد أجدادها، وهو: ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح --، وقيل: ثمود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح.والنبي صالح من هذه القبيلة، ويتصل نسبه بثمود - وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين.
أما نسبه: فهو: صالح بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر -أو- صالح—بن جابر بن ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح .
إرسال صالح لثمود
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى، فأرسل الله سيدنا “صالحا” إليهم.. وقال صالح لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما أن الحق لا يتبدل ولا يتغير.
فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله.. إنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في القوم.. وكان صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له:
قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ .
تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح. إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت. لقد كان لنا رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟! يا للكارثة.. كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه. ويستنكرون ما هو واجب وحق، ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة .
تآمر الملأ على الناقة
وتحولت الكراهية عن سيدنا صالح إلى الناقة المباركة. تركزت عليها الكراهية، وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة. كره الكافرون هذه الآية العظيمة، ودبروا في أنفسهم أمرا.
وفي إحدى الليالي، انعقدت جلسة لكبار القوم، وقد أصبح من المألوف أن نرى أن في قصص الأنبياء هذه التدابير للقضاء على النبي أو معجزاته أو دعوته تأتي من رؤساء القوم، فهم من يخافون على مصالحهم إن تحول الناس للتوحيد، ومن خشيتهم إلى خشية الله وحده. أخذ رؤساء القوم يتشاورون فيما يجب القيام به لإنهاء دعوة صالح. فأشار عليهم واحد منهم بقتل الناقة ومن ثم قتل صالح نفسه.
لكن أحدهم قال: حذرنا صالح من المساس بالناقة، وهددنا بالعذاب القريب. فقال أحدهم سريعا قبل أن يؤثر كلام من سبقه على عقول القوم: أعرف من يجرأ على قتل الناقة. اذخرج اشقى القوم وشرب الخمر وقتل الناقه وذلك في قوله تعالى إذ انبعث اشقاها فكذبوه فعقروها وفي قوله فتعاطى فعقر. اتفق على موعد الجريمة ومكان التنفيذ. وفي الليلة المحددة. وبينما كانت الناقة المباركة تنام في سلام. قتلوها
هلاك ثمود
علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضبا على قومه. قال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟ قالوا: قتلناها فأتنا بالعذاب واستعجله.. ألم تقل أنك من المرسلين؟ قال صالح لقومه: تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ
بعدها غادر صالح قومه. تركهم ومضى. انتهى الأمر ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام.
ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح وهم يهزءون من العذاب وينتظرون، وفي فجر اليوم الرابع: انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة. انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي. هي صرخة واحدة.. لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعا صعقة واحدة.
هلكوا جميعا قبل أن يدركوا ما حدث. أما الذين آمنوا بسيدنا صالح، فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا.
مساكن ثمود
كانت مساكن ثمود بالحِجْر، ولذلك سماهم الله في القرآن الكريم أصحاب الحِجر بقول القرآن: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [ سورة الحجر: 80 - 84]
والحِجْر: أرض بها جبال كثيره نحت فيها منازل قوم ثمود وتقع في المملكة العربية السعودية شمال المدينة المنورة. وآثار مدائن هؤلاء القوم ظاهرة حتى الآن، وتسمى مدائن صالح، كما تعرف ديارهم باسم (فجّ الناقة).
حياة صالح 
لقد فصل القرآن الكريم قصة سيدنا صالح مع قومه في نحو إحدى عشرة سورة، وأبرز ما فيها النقاط التالية:
إثبات نبوته ورسالته إلى ثمود.
ذكر أن ثمود كانوا خلفاء في الأرض من بعد عاد.
ذكر أن هؤلاء القوم كانوا:
آمنين ممتَّعين بنعمة من الله في جنات وعيون، وزروع مختلفة، وأشجار نخيل مثمرة.
يتخذون من السهول قصوراً، وينحتون الجبال بيوتاً فارهين.
أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله.
ذكر أن صالحاً -- دعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل، وأمرهم بالتقوى، ونهاهم عن عبادة الأوثان، فآمن معه ثُلة قليلة، أما أكثرهم فكذبوه، واستكبروا عن اتّباعه، وكفروا برسالته، وطلبوا منه معجزةً تشهد بصدقه، فجاءهم بمعجزة الناقة، وقال لهم: ذروها تأكل من أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب، فأصروا على العناد، وبعثوا أشقاهم فعقر الناقة، فقال لهم: “تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب”. ولما حان أجل العذاب أرسل الله عليهم الصيحة مصبحين، فدمرتهم تدميراً، وأصبحوا في ديارهم جاثمين هلكى، وأنجى الله برحمته سيدنا صالحاً والذين آمنوا معه. وتم بذلك أمر الله وقضاؤه: “سنة الله في الذين خلَوا من قبل”.
قصة ناقة سيدنا صالح عليه السلام قصة جديرة بالتدبر والتأمل، والتذكر والاعتبار، لما فيها من الدروس والعبر، وتلكم هي سمة القصص القرآنية بصفة عامة، لأن كثيراً من القصص القرآنية غالباً ما تكون مقرونة بذكر الأنبياء والمرسلين، فقصة الناقة قرنت بسيدنا صالح عليه السلام، وقصة البقرة قرنت بسيدنا موسى عليه السلام، وقصة الهدهد قرنت بسيدنا سليمان عليه السلام، ونحن المسلمين إن لم نعتبر بقصص القرآن فبماذا نعتبر؟
وقد جاء في النص القرآني الشريف ما يؤكد أن في القصص القرآني عبرة لأولي الألباب، فها هي ذي قصة سيدنا يوسف عليه السلام، يبدؤها ربنا سبحانه وتعالى بقوله {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَ&<648;ذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين}، ويختمها بقوله جل وعلا: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}، ومن أصدق من الله قيلاً؟
وإذا كان الله عز وجل يؤيد كل رسول بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه، فقد جعل معجزة سيدنا صالح عليه السلام هي الناقة العشراء التي خرجت من الصخرة على مرأى من الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين، ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون، ويحفرون الآبار، ويحرثون الأرض، وما سمع أحد أن الجبل يوماً تمخض عن ناقة أو حتى عن قطة، ولكنه تأييد الله لأنبيائه بالمعجزات البينات، وخوارق العادات، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
سيدنا صالح عليه السلام كان يعيش بين قوم جبارين، وهم قبيلة ثمود التي كانت تعيش في شمال شبه جزيرة العرب، وقد أنعم الله عليهم بالزروع والثمار، فبدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار وما شكروا الله على نعمه، بل طغوا وبغوا وعاثوا في الأرض فساداً، فبعث الله تعالى إليهم سيدنا صالحاً عليه السلام)يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن قلوبهم القاسية، وطباعهم الغليظة، وتمسكهم بضلال آبائهم الأولين، كل ذلك حال بينهم وبين الانصياع لدعوة الحق، والاستجابة لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم، وصدق الشاعر إذ يقول:
إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة.. كالأرض إن سبخت لا ينفع المطر
قال لهم أخوهم صالح: {..... يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ* قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَ&<648;ذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}.
ثم طلبوا منه أن يدلل على صدق رسالته بأن يخرج لهم من الصخرة ناقة عشراء، «أي في بطنها حمل منذ عشرة أشهر»، وهم على يقين من أن الصخرة لا تلد إلا إذا حدثت معجزة، وهم منكرون لذلك تماماً، فمتى حملت الصخرة حتى تلد؟ وأي عقل يقول هذا القول؟
لكنّ أخاهم صالحاً قال لهم: أعلمُ أن الله على كل شيء قدير، فهل إذا خرجت الناقة العشراء من الصخرة تؤمنون بأني رسول الله إليكم؟ قالوا: نعم، فوقعت المعجزة وأخرج الله لهم الناقة من الصخرة، فسجد صالح شكراً لربه، وآمن معه عدد قليل، لكن الكثرة الكثيرة ظلت على كفرها وعنادها، وسخروا من القلة المؤمنة، كل ذلك والناقة تمر عليهم في بيوتهم فيأخذون من لبنها ما يريدون، وهم بنعمة الله كافرون، وأمر الله نبيه صالحاً عليه السلام أن ينبئهم أن الناقة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم، ولكن الشر الذي جبلوا عليه جعلهم يتمادون في غيهم ويصرون على عنادهم، {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}.
هؤلاء التسعة فكروا في قتل الناقة ونفذوا مؤامرتهم الدنيئة، {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ}، فتوعدهم سيدنا صالح بأن انتقام الله منهم سيكون قريباً، {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}، فلما كان اليوم الرابع أنزل الله تعالى نقمته بهم، {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا* فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}.
ألا ما أشقى من يقابل النعمة بالجحود، والعطاء بالكفران، ألا ما أتعس من يرد النعمة على المنعم، يأكل خير ربه، ويمنع رفده، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}، {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.
تلكم هي ناقة صالح التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، والتي خلقت في غير رحم، فكانت معجزة وآية، {أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ}. فاعتبروا يا أولي الأبصار.