اكد مدير إدارة الإفتاء في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية رئيس اللجنة العلمية للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي تركي المطيري أن من أهم الواجبات وأفضل الأعمال في الدين الإسلامي هو التفقه في الدين، وتعلُّم العلم الشرعي الذي يفيد المسلمين جميعا ومن خلاله يعم الخير بينهم.
وأوضح المطيري في تصريح صحافي لمناسبة استضافة وزارة الاوقاف للدورة الـ22 لمجمع الفقه الاسلامي الأحد المقبل الموافق 22 مارس الحالي وحتى 25 منه: إن المجمع يطرح العديد من القضايا الفقهية المعاصرة التي تحتاج من العلماء والفقهاء مناقشتها وإبداء الرأي الشرعي بشأنها.
وتابع إن الخير كل الخير هو التفقه في الدين، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :» من يُرِد الله به خيرا يفقهه في الدين» (متفق عليه). وقد خلق الله عز وجل الإنس والجن لعبادته، وأرسل الكتب السماوية من أجل تعليمهم وتفقيههم بدينهم. وفي الصحيحين قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: « أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ فقلتُ الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألاّ يُعذب من لا يشرك به شيئا».
وذكر المطيري: من المعروف أنه لا سبيل لمعرفة العبادة الحقيقية والأحكام الصحيحة إلا بالتفقه بالدين، وبالتالي فإن المسلمين جميعا بحاجة إلى رأي شرعي وراجح في القضايا الخلافية على وجه التحديد، وأنه لا يمكن الوصول إلى حقائق علمية مبنية على الأدلة الشرعية والرأي الراجح الذي لا لبس فيه ولا غموض، إلا من خلال البحث والإطلاع على الأحكام الشرعية السابقة للعلماء والفقهاء المشابهة للقضايا المعاصرة، ومعرفة رأيهم فيها، أو الاجتهاد اعتمادا على النصوص الشرعية، موضحا: إنه انطلاقا من ذلك، تأتي اجتماعات المجمع الفقهي، لتضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق في العديد من القضايا المطروحة للمناقشة، مشيرا إلى أن المشاركين في الاجتماعات، التي ستعقد في الكويت على مدار أربعة أيام متواصلة، سوف يناقشون قضايا اقتصادية وفقهية، وأخرى تتعلق بماهية الولاية العامة للمرأة، إضافة إلى العديد من القضايا التي تطرح ما بين فينة وأخرى، ومن ثم سيخرج « المجتمعون» في نهاية اجتماعاتهم بتوصيات مهمة.
وبيّن المطيري أهمية مثل هذه المؤتمرات التي تحرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على استضافتها، فمن خلالها تعم الفائدة بين المسلمين جميعا، خصوصا أن الرأي فيها هو رأي فقهي جماعي وليس فرديا، وبالتالي تكون مثل هذه الآراء أكثر ثقة لدى المسلمين، مشيدا بمثل هذه المؤتمرات، لاسيما أن مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي يحرص على إقامة مؤتمراته بشكل دوري في مختلف الدول الأعضاء في المنظمة بهدف مواكبة القضايا المستجدة لدى المسلمين.
وتمنى المطيري نجاح مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الثاني والعشرين وتحقيق الأهداف المرجوة منه وخروجه بتوصيات تفيد الامة الإسلامية جمعاء.