نغتنم حلول شهر رمضان المبارك لنرفع إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وإلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد وإلى أبناء الكويت وإخوانهم المقيمين أسمى التبريكات بحلول شهر رمضان المبارك جعله الله شهر إيمان وعمل صالح متقبل، ونسأل الله العلي القدير أن يمن علينا بنعمة الأمن والاستقرار، إنه نعم المولى ونعم المجيب.
يمر علينا هذا الشهر الكريم والجميع يعلم أحوال أمتنا وما تتعرض له من مخططات لتمزيقها وإضعافها لتحقيق أطماع أعدائنا من الصهاينة والصفويين، من خلال احتلال أجزاء من بلادنا، وكيف عمقوا الخلافات المذهبية والعرقية وحققوا أحلامهم المريضة بأن جعلوا العربي يقتل العربي، واستنزفوا عائداتنا في الحروب والدمار والقتل دون أن يصيبهم شيء منها، فالعراق ضاع جنوبه لتحتله دولة الفرس، والشام أصبح أرضا لينة للتمدد الصهيوني، ناهيك عن احوال باقي الأمة العربية التي شغلتها اوضاعها الداخلية عن أي جهد يؤدي إلى انهاء المأساة التي نعيشها.
ويبقى خليجنا هو الجزء المضيء من الأمة الذي يعيش في استقرار ونمو دائم وتعاون مثمر وتنافس في التطور وتسابق في الإبداع وذلك بفضل الله اولا ثم بجهود قياداته وشعوبه، حيث اننا يجمعنا دين واحد وأصل وتقاليد مشتركة حتى يعجز الآخر عن التعرف على بلد الخليجي، فاتحادنا قائم منذ أربعة عقود، وتربطنا أواصر تعاون أمني واقتصادي واجتماعي وقوانين موحدة، بل تحولنا مؤخرا إلى قوة عسكرية يحسب لها ألف حساب، وأثبتنا ذلك في حرب تحرير الكويت، واليوم نواجه التغلغل الصفوي في جنوب الجزيرة في عاصفة الحزم التي حققنا بها أمننا وكسرنا بها شوكة الفرس الذين يرعون الإرهاب.
وبالرغم من كيد الحاقدين ومحاولاتهم بث الخلافات بيننا، إلا أن وحدتنا أقوى من نواياهم، ونبقى قادرين على حل المشاكل بيننا بالحوار ولن يستطيعوا النيل من مجلسنا، فنحن نعلم وتعلمنا أن العالم اليوم للمتحالفين وأن التمزق هو سبيل الضياع مصداقا لقوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وإننا نملك حق قيادة الأمة العربية والإسلامية لأننا أصل الدين والعروبة، ولأننا نعرف مسؤوليتنا في نشر العقيدة الصافية ونشر الخير في ارجاء العالم، فقد أصبحنا بجدارة قادة للأعمال الإنسانية ومنبع الخير للبشرية.
ومهما اختلفنا فإن مسؤوليتنا الإنسانية العظيمة ودورنا الإنساني سيجعلانا نتجاوز عن بعض الصغائر، فأسلافنا تجاوزا عن خلافاتهم وانقذوا البشرية ونشرو العقيدة السمحة وأنقذوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، فنسأل الله العلي القدير أن يمن على خليجنا بالأمن والخير والإيمان وأن يمنع عنا شرور الحاسدين والمتربصين وأن يهدي قلوبنا إلى الخير والتقوى، إنه نعم المولى ونعم المجيب.