اعرب ولي العهد البريطاني امير ويلز الامير تشارلز عن سعادته بافتتاح المبنى الجديد لمركز اكسفورد للدراسات الاسلامية معتبرا هذه المناسبة مرحلة "مهمة ونقطة فاصلة" في تاريخ المركز.
واشاد الامير تشارلز وهو الرئيس الفخري للمركز في كلمة له بمناسبة افتتاح المبنى الجديد اليوم الثلاثاء بسخاء وكرم عدد من قيادات الدول العربية والاسلامية في تمويل مشروع المبنى الجديد للمركز "ليواصل خلال العقود المقبلة تأدية رسالته النبيلة في تعليم الدراسات الاسلامية وربط جسور التفاهم بين الثقافات والحضارات".
ودعا في هذا الصدد الى تكثيف الجهود الاكاديمية والاجتماعية والانسانية الهادفة الى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة ونبذ التطرف والعصبية.
ورأى الامير تشارلز ان "الوضع الراهن بات يفرض علينا جميعا واكثر من اي وقت مضى العمل مع بعض من اجل دعم المبادرات التي تسعى لتشجيع التواصل الحضاري والحوار العقلاني البناء".
وقال ان مركز اكسفورد يجد نفسه في وضع مثالي لقيادة جهود التواصل الحضاري في وقت شاع فيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي شعار "الخوف من الاخر" سواء كان ذلك الاخر مسلما او نصرانيا او يهوديا او من اي ديانة اخرى.
وشدد على اهمية ان يبحث الناس عما يجمعهم تحت مظلة الانسانية عوضا عما يفرقهم مضيفا ان "كل الحضارات والثقافات تتعلم من بعضها البعض ولا يمكن لاي منها ادعاء الكمال".
بدوره اعرب عضو مجلس امناء مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية الامير تركي الفيصل آل سعود عن امله في ان يصبح المركز شعلة اكاديمية في بريطانيا لتدريس طلبة العلم من شتى انحاء العالم الثقافة الاسلامية.
وقال في كلمة له ان القائمين على شؤون المركز سيعملون على تشريف رسالته واهدافه التي أنشئ من اجلها ليكون منبعا صافيا لتدريس الثقافة الاسلامية وجسرا متينا لتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات.
واشاد بجهود كل من عمل على تأسيس المركز من اكاديميين ومسؤولين بجامعة اكسفورد ومن دعمه ماديا من قادة الدول العربية والاسلامية وفي مقدمتهم دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وقطر والامارات وعمان الى جانب ماليزيا وبروناي.
واثنى الامير تركي في هذا السياق على دور ولي العهد البريطاني الامير تشارلز في دعم نشاطات المركز وتأسيس المبنى الجديد مضيفا ان المركز حظي ايضا بشرف نيل الميثاق الملكي الذي يجعل منه مؤسسة اكاديمية متميزة في مجال الدراسات الاسلامية في المملكة المتحدة.
واعرب عن تطلعه لمزيد من الدعم والتعاون مع داعمي مركز اكسفورد ومن يتبنون اهدافه في العالمين العربي والاسلامي ليواصل نشر رسالته لاجيال قادمة.
من جانبه قال مدير المركز الدكتور فرحان نظامي في كلمة مماثلة ان مركز اكسفورد اسس ليكون فضاءا لدراسة الاسلام والعالم الاسلامي من زوايا اكاديمية متعددة تعكس تنوعه الثقافي وايضا ليكون منارة للتفاهم بين العالمين الاسلامي والغربي.
وذكر ان المركز تطور منذ انشائه عام 1985 الى ما هو عليه اليوم بفضل جهود الكثيرين من اكاديميين وبفضل عطاء وسخاء عدد من الدول العربية والاسلامية التي رأى قادتها من خلال حكمتهم ونظرتهم الثاقبة اهمية تأسيس ودعم مركز للدراسات الاسلامية ليكون بين معاهد جامعة اكسفورد العريقة.
واكد ان مركز اوكسفورد للدراسات الاسلامية سيظل ملتزما بالتفوق الاكاديمي في البحث والنشر في مجال تخصصه وسيعمل على تشجيع الحوار المستمر والتعاون بين المؤسسات الاكاديمية حول العالم.
يذكر ان مركز اكسفورد للدراسات الاسلامية يقوم بدور مهم في تشجيع التواصل وتبادل الآراء عبر سلسلة من نشاطات البحث العلمي والتدريس والنشر ويهدف بصفة اساسية لخلق فهم اعمق للاسلام والعالم الاسلامي حيث يسعى المركز لاقامة جسر من التواصل بين العالم الاسلامي والغربي.
وكان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قدم في عام 2010 تبرعا بقيمة 10 ملايين جنية استرليني مساهمة من دولة الكويت في تشييد المركز الذي يتخذ من مدينة اكسفورد مقرا له.