قتل 17 شخصا في العراق أمس الاثنين في اشتباكات بين متشددي تنظيم الدولة الاسلامية وقوات موالية للحكومة في بلدة قريبة من أكبر مصفاة نفطية في البلاد وهي نقطة محورية في الجهود الرامية للتصدي للتنظيم المتشدد.
وتبادل الجانبان السيطرة على المصفاة الواقعة قرب بلدة بيجي الأمر الذي يعكس الصعوبات التي يواجهها الجيش العراقي للاحتفاظ بالمنطقة التي استردها من قبضة المتشددين خلال اشتباكات استمرت شهورا.
ووقع القتال أمس الاثنين على طريق يستخدمه تنظيم الدولة الاسلامية لخطوط الامداد من بيجي الى بلدة الصينية القريبة الواقعة إلى الغرب.
وقال مسؤول أمني كبير في المنطقة إن 12 متشددا واثنين من جنود الحكومة وثلاثة من المقاتلين الشيعة الذين يساندون القوات الحكومية قتلوا.
وتقع بلدة الصينية تحت سيطرة التنظيم الذي يهيمن على ثلث أراضي العراق وأجزاء من سوريا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان نحو 40 انتحاريا يدخلون البلاد شهريا، داعيا في كلمة القاها أمس الاثنين دول الجوار الى الحد من تدفقهم.
وقال العبادي “يدخل العراق كمعدل شهري اربعين انتحاريا في الشهر، يتسببون بقتل الابرياء من العراقيين”، وذلك في كلمة متلفزة خلال احتفال.
واضاف “اليوم معاناتنا الحقيقية من المقاتلين والارهابيين الذين يأتون من خارج الحدود، من كل هذه الدول، من كل هذه المجتمعات، من مجتمعات لا تعرف العراق ولم تعش في العراق”، من دون ان يسمي هذه الدول والمجتمعات.
واشار الى ان “عدد المقاتلين في العراق الاجانب الآن اصبح يفوق عدد العراقيين، من مختلف دول العالم”، مؤكدا “نحتاج الى علاج».
واعتبر انه “على الآخرين (...) ان يوقفوا مجيء هؤلاء الارهابين الى بلادنا وان يوقفوا ماكينة القتل والتدمير والارهاب».
وتعد العمليات الانتحارية من ابرز التكتيكات العسكرية التي يعتمدها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال البلاد وغربها منذ هجوم كاسح شنه في يونيو 2014. وغالبا ما يعلن التنظيم عن عمليات نفذها جهاديون اجانب، بعضهم من دول غربية.
كما يسيطر التنظيم على مساحات واسعة في شرق سوريا وشمالها، ويتحكم بالجزء الاكبر من الحدود المشتركة بين البلدين ما يوفر حرية انتقال لمقاتليه عبر، على رغم الضربات الجوية اليومية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة واشنطن منذ الصيف الماضي، ضد مواقعه في سوريا والعراق.
وحذر العبادي من ان “هذه المنظمة الارهابية لن تتمكن الجيوش الموجودة في المنطقة بتشكيلتها الحالية من الصمود امامها. هذه ليست حربا عادية».
واضاف “هذه ليست حرب جيش مع جيش، هذه منظمة ارهابية تسيطر على مساحات شاسعة (...) تقوم باعمال ارهابية وجهد ارهابي».
وتمكنت القوات العراقية والكردية في شمال البلاد من استعادة بعض المناطق من التنظيم خلال الاشهر الماضية. الا ان التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق اساسية في العراق، ابرزها الموصل (شمال) ثاني كبرى مدن البلاد، والرمادي (غرب) التي سيطر عليها في مايو الماضي.