بدأ الملتقى الإعلامي العربي أعمال دورته الرابعة عشرة اليوم الأحد برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء تحت عنوان (الإعلام حياة).
واستهلت جلسات اليوم الأول للملتقى المقام في فندق الريجنسي مع أمين عام اتحاد الأطباء النفسيين العرب الدكتور طارق الحبيب الذي تناول أهمية فهم أنماط الشخصيات في بيئة الإعلام واستغلال وتوظيف كل شخصية في الوظيفة المناسبة له في مجال الإعلام من أجل تحقيق الهدف الإعلامي.
وأوضح الحبيب أن الشخصيات الإنسانية تتنوع ولكل منها سمات تميزها وتخلق اختلافها عن الشخصيات الاخرى وهنا تكمن أهمية الفهم والوعي بهذه الشخصيات والسمات لدى مديري المؤسسات الإعلامية والمسؤولين عن التوظيف في المجال الإعلامي.
وذكر أن كل نوع من أنواع الشخصية يحمل سمات قد يراها الآخرون سلبية أو مزعجة في التعامل لكنها قد تكون سمة نافعة ومميزة وتحمل حاملها إلى مراتب النجاح إذا ما تم فهمها وتوظيفها في مكانها الصحيح.
وبين أن الأمثلة في ذلك عديدة مثل الشخصية التي تجيد وتستمتع بتشكيل ضغط ما على الآخرين وهذه سمة قد تكون مزعجة في التعامل لكنها مفيدة جدا لوظيفة مقدم البرامج خصوصا السياسية أو البرامج الحوارية.
وتابع "أن الشخصية النرجسية ذات الأنا المتضخمة يمكن استغلالها بإعداد البرامج الجديدة وذات المواد الفريدة من نوعها حيث يستطيع في هذا المنصب أن يحقق لنفسه الإشباع في العمل على مادة جديدة وموضوعات غير مطروقة".
وبين أن هذه الشخصية هي مخالفة تماما للشخصية التجنبية التي تستشعر ضعفها ونقصها في العديد من المواقف ويجب استغلالها في إعداد المواضيع ذات الطبيعة المتكررة من أجل تعزيز قدراتها على أنها شخصية قادرة على التجديد.
أما الجلسة الثانية بعنوان (الإعلام..الأثر..التغيير..التعبير..الصحافة بين الورقي والإلكتروني) وقدمها المذيع محمد الوسمي فتناولت بحث مسألة مهمة تمس المجال الإعلامي و تؤثر عليه مباشرة في السنوات الأخيرة.
ومن هذا المنطلق قال رئيس تحرير موقع (عمون) الأردني سمير الحياري إن الصحافة الإلكترونية حاليا هي المكتسحة لكنها ما تزال تتقدم بخطوات بطيئة في المجتمع العربي وذلك قد يعود للاوضاع الاقتصادية في أغلب المجتمعات العربية.
ولفت الحياري في هذا الشأن إلى حالات عدم الاستقرار السياسي في مجتمعات عربية أخرى مما يؤثر على إمكانية استخدام المتلقي للاعلام الإلكتروني الذي قد يكون صعبا ومكلفا في هذه الظروف.
من جانبه قال رئيس تحرير موقع (اعلام أورج) المصري محمد عبدالرحمن إن الصحافي يظل مجبرا على الرجوع إلى مصادر الإعلام الورقي قبل الإلكتروني لما تظل تتمتع به من مصداقية كبيرة نفتقدها في المصادر الإلكترونية التي يستطيع أي شخص غير متخصص وغير مهني الدخول إليها ونشر أي خبر دون التأكد منه.
في السياق نفسه قال المدير الشريك لمؤسسة تيك انفيست في الكويت فهد الشارخ إن العالم يخطو خطوات ثابتة نحو تحول الإعلام بكل وسائله إلى مفهوم (الإعلام الجديد) المعتمد على الأجهزة الإلكترونية موضحا أن العديد من رجال الأعمال بدؤوا بفهم هذا التغير القادم و العمل على الاستثمار في مجال الإعلام الإلكتروني.
وفي الجلسة الثالثة تحدث الداعية المصري الدكتور عمرو خالد حول قضايا إعلامية مختلفة بين علاقة الإعلام بتعزيز مكارم الأخلاق و دور الإعلام في العملية التربوية والغاية الحقيقية من وراء الإعلام وما على الإعلاميين تقديمه لمجتمعاتهم حيث شارك الحضور في الحوار من خلال طرحهم تجارب شخصية لهم حول تأثير الإعلام عليهم وعلى المحيطين بهم.
أما الجلسة الرابعة فطغت عليها الشخصيات الإعلامية النسائية لتطرح موضوع (الشهرة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي) أدارتها الاعلامية البحرينية اميرة الكوهجي.
وقالت الإعلامية السعودية لجين عمران خلال الجلسة إن وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت الشخصية الحقيقية لها بشكل أكبر ومنحتها مساحة للتعبير عن آرائها واهتماماتها الخاصة ومتابعة مباشرة لردود الأفعال من المتابعين وقياس تجاوبهم لحظة بلحظة.
أما الإعلامية الأردنية علا الفارس فسردت تجربتها في صنع النجاح على شاشات التلفزيون وكسب ثقة المتلقي لنقل هذا النجاح إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي صنعت نجوما وأسقطت آخرين "وهنا يكون الامتحان الصعب للاعلامي الذي يجب أن يحسن استغلال هذه الوسائل وعدم الانسياق وراء زيادة أعداد المتابعين على حساب مصداقية الخبر".
من ناحيتها قالت الإعلامية الكويتية لولو العسلاوي إن تجربتها جاءت "عكس السير" خلافا لزميلتيها حيث بدأت من وسائل التواصل الاجتماعي التي قادتها لدخول عالم الإعلام التلفزيوني وتقديم البرامج.
وأضافت العسلاوي أن ذلك جاء بعد أن حققت شهرة واسعة كانت بدايتها في مجال تصميم الأزياء وتسويقها إلكترونيا مخاطبة جميع الشباب بالعمل في كل ما يجدون بداخلهم شغفا تجاهه وطرق جميع الأبواب ولابد أنهم سيجدون في نهاية المطاف باب النجاح.
وأيدتها في الرأي الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب التي أكدت أن الشغف هو ما يجب أن يدفعك لطريق النجاح مبينة أن استغلال حب الناس لك في ما يساعدك على تحقيق احلامك وطموحاتك أمر جيد شريطة ألا يضر بمحبيك.
ولفتت شلهوب إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت مساحة من العلاقة المباشرة بين الجمهور وصاحب الحساب الذين قد يعتبرون أنفسهم جزءا من حياة هذا المشهور "وأنهم يجب أن يكونوا ملمين ومشاركين بقوة في كل تفاصيلها وقد يساهم هذاالأمر في التعدي على خصوصية هذا المشهور".
ومن المقرر أن تختتم جلسات اليوم الأول للملتقى بحوار مفتوح حول الفن والإعلام مع الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي ومن المزمع أن تتناول جلسات الملتقى الإعلامي العربي في يومه الثاني غدا مواضيع متنوعة حول الثقافة الإعلامية ومستقبل الإعلام وقضايا المجتمع.