تراجعت أسعار النفط بعدما قالت السعودية أكبر مصدِّر للخام في العالم، إنها على استعداد لزيادة إنتاجها إلى مستويات قياسية جديدة بما قد يزيد من تخمة المعروض. وقالت السعودية إنها تجري محادثات مع مشترين هنود لتوريد كميات إضافية من الخام، ما يعني أن المملكة قد تتجاوز مستوى إنتاجها القياسي البالغ 10.3 مليون برميل يوميا الذي سجلته في (مايو).
وتراجع سعر خام برنت 32 سنتا إلى 64.79 دولار للبرميل بينما انخفض سعر الخام الأميركي الخفيف 53 سنتا إلى 60.24 دولار للبرميل؛ بحسب ما نقلت وكالة رويترز. وأعلنت منظمة «أوبك» أن سعر سلة خاماتها الـ12 وصل إلى 62.14 دولار للبرميل مقارنة بسعر اليوم الذي قبله والذي وصل إلى 62.41 دولار للبرميل.
وتضم سلة خامات «أوبك» الجديدة، التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الإنتاج، 12 نوعا هي خامات: مربان الإماراتي، ومزيج صحارى الجزائري، والإيراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، والتصدير الكويتي، والسدر الليبي، وبوني الخفيف النيجيري، والبحري القطري، والعربي الخفيف السعودي، والفنزويلي ميراي، وجيراسول الأنجولي، وأورينت الإكوادوري.
وانخفض سعر برميل النفط الكويتي 16 سنتا ليبلغ 61.12 دولار مقابل 61.28 دولار للبرميل في تداولات اليوم السابق، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وكانت أسعار الخام الأميركي سجلت مطلع الأسبوع الماضي مستوى مرتفعا بلغ 61.82 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى لها منذ مطلع (مايو).
كما سجلت السعودية في الشهر المذكور مستوى قياسيا جديدا من الإنتاج بلغ 10.3 مليون برميل يوميا. وأي زيادة للإنتاج في سوق تواجه بالفعل تخمة في إمدادات المعروض ستكون إشارة إلى أن أوبك مصرة على قرارها الحفاظ على حصتها في السوق العالمية.
ويُنظر إلى هذه الاستراتيجية على أنها عامل رئيس في الهبوط الحاد الذي أصاب أسعار النفط على مدى الـ12 شهرا الماضية. وكانت السعودية في العادة تخفض صادراتها من النفط في أشهر الصيف التي يبلغ فيها الاستهلاك المحلي ذروته بسبب درجات الحرارة الشديدة والحاجة إلى مكيفات الهواء. وكانت «أوبك» قد وافقت قبل أسبوع على إبقاء سقف إنتاجها دونما تغيير للأشهر الستة المقبلة.
وارتفع الجنيه الاسترليني لأعلى مستوى له في عشرة أيام أمام اليورو أمس، بفعل قلق المستثمرين من عجز اليونان عن السداد، وبعد تعليق للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بخصوص قوة اليورو. وتضررت المعنويات تجاه اليورو والأسهم الأوروبية يوم الخميس، بعدما أعلن صندوق النقد الدولي أن وفده غادر المفاوضات بشأن اليونان في بروكسل، وسافر بسبب خلافات كبيرة مع أثينا.
وقالت تقارير إعلامية إن حكومة ألمانيا تستعد لاحتمال عجز اليونان عن سداد التزاماتها. وقالت وكالة الطاقة الدولية أخيرا إن الطلب العالمي على النفط سيزيد أكثر بكثير من المتوقع هذا العام، في علامة جديدة على أن هبوط أسعار الخام يسهم في زيادة استهلاك الوقود.
ورفعت الوكالة في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2015 بواقع 280 ألف برميل يوميا إلى 1.40 مليون برميل يوميا، ليصل حجم الطلب هذا العام إلى نحو 94 مليون برميل يوميا. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسة الطاقة «القوة التي اكتسبتها السوق في الآونة الأخيرة ترجع في جزء منها بالتأكيد إلى النمو القوي غير المتوقع للطلب العالمي على النفط». لكن محللون من «جي. بي. سي إنرجي» قالوا إن هذا النمو متركز في النصف الأول من العام الحالي، بما يعني أن الطلب سيتراجع حتى نهاية العام.
سجلت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة في (مايو) أكبر زيادة لها في ما يربو على عامين ونصف العام مع ارتفاع تكلفة البنزين والغذاء، وهو ما يشير إلى أن موجة نزول الأسعار التي حركها النفط تقترب من نهايتها.
وقالت وزارة العمل الأميركية أمس إن مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي زاد 0.5 بالمئة الشهر الماضي مسجلا أكبر ارتفاع له منذ (سبتمبر) 2012. وجاء ذلك بعد انخفاض المؤشر 0.4 بالمئة في (أبريل)، كما ذكرت وكالة رويترز. وفي السنة المنتهية في أيار (مايو) هبط المؤشر 1.1 بالمئة ليسجل رابع انخفاض له في فترة 12 شهرا على التوالي. ونزلت الأسعار 1.3 بالمئة في 12 شهرا حتى (أبريل) مسجلة أكبر تراجع من نوعه منذ 2010. وكان مختصون اقتصاديون قد توقعوا ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين 0.4 بالمئة في الشهر الماضي وتراجعه 1.1 بالمئة عن مستواه قبل عام.وفي الشهر الماضي زادت أسعار البنزين 17 بالمئة مسجلة أكبر صعود لها منذ (أغسطس) 2009. وارتفعت أسعار السلع الغذائية 0.8 بالمئة في (مايو) وهي أكبر زيادة لها في نحو عام لتوقف موجة نزول استمرت خمسة أشهر متتالية. وزاد مؤشر الخدمات التجارية المتقلبة، الذي يعكس في الأغلب هوامش أرباح شركات تجارة التجزئة والجملة بنسبة 0.6 بالمئة في (مايو) بعد نزوله 0.8 بالمئة في الشهر السابق.
وانخفض المؤشر الرئيس الذي يقيس أسعار المنتجين الأساسية ويستبعد أسعار الأغذية والطاقة والخدمات التجارية بنسبة 0.1 بالمئة الشهر الماضي بعد ارتفاع 0.1 بالمئة في (أبريل). وارتفع مؤشر أسعار المنتجين الأساسية 0.6 بالمئة في 12 شهرا حتى (مايو).