عادت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في الأسواق الدولية بتأثير من هبوط الدولار الأميركي وتحسن متوقع في مستويات الطلب الصيني إلى جانب توقع انخفاض المخزونات الأميركية من النفط. وقال مدير تنمية الأعمال بمبادرة الطاقة الأوروبية ألكس فولر إن السوق يعود إلى مساره الصحيح وهو الارتفاع بسبب التوقعات القوية لنمو الطلب.
وأضاف أن تحسنات إيجابية طرأت على مستوى الطلب الصيني دفعت الأسواق إلى استئناف الارتفاع مدعومة بهبوط الدولار وتوقع هبوط المخزونات. وذكر أن سعر صرف الدولار أمام بقية العملات الرئيسية يظل العنصر الأكثر تفاعلا وتأثيرا في السوق في الفترة الراهنة ولفترات أخرى.
وتابع فولر أن مراكز الطلب العالمي في الصين والدول النامية تحمل أفاقا ايجابية واسعة لسوق النفط في الفترة المقبلة خاصة أن الآمال معقودة على هذه الدول في تحقيق التقارب بين العرض والطلب من خلال تسريع معدلات نمو الطلب.
ومن جانبه قال رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة كاليجاري الدكتور برنارد ماير إن إنتاج النفط الصخري يواجه صعوبات واسعة حاليا في ضوء استمرار الأسعار المنخفضة وهو ما أدى إلى توقف عديد من الحفارات. وأكد صعوبة استمرار إنتاج النفط الصخري في ظل التكنولوجيا الباهظة المستخدمة في إنتاجه خاصة ما يتعلق بتكسير الصخور العميقة واستهلاك كميات هائلة من المياه.
وتابع ماير أن الصعوبات نفسها تواجه النفط الرملي في كندا الذي يتسم بتكلفة اقل في الإنتاج لكن يعيبه انه نفط ثقيل وصعب النقل وأكثر تكلفة من النفط الخام في الشرق الأوسط.
واعتبر المحلل النفطي رالف فالتمان في حديثه  « تثبيت منظمة «أوبك» سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يوميا دون يعكس ثقتها في سياساتها النفطية ونجاح نهج الحفاظ على الحصص السوقية دون استهداف مستويات سعرية معينة وترك السوق تحركه آليات العرض والطلب.
وقال إن القرار طمأن الأسواق على وفرة واستقرار الإمدادات من الشرق الأوسط وتقليل تداعيات الأحداث السياسية على تجارة النفط العالمية. وشدد على أن الاجتماع حمل عديدا من الرسائل الأخرى الإيجابية، خاصة المتعلقة بالجوانب الإدارية فهناك اتفاقات متنامية للشراكة والتعاون سواء على مستوى المنتجين داخل «أوبك» أو مع المنتجين خارجها.
وقال إن المنظمة لم تبد أي تخوف من المنافسة مع المصادر الجديدة خاصة النفط الصخري وأكدت أنه أصبح مكونا مهما ومستمرا في خريطة الطاقة الدولية. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، فقد ارتفعت أمس فوق 64 دولارا للبرميل بعد أن أدت توقعات بنمو الطلب الموسمي في الاقتصادات المتقدمة وانخفاض إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى الحد من تأثير تخمة المعروض.
ويتجه الطلب على النفط للنمو في أشهر الصيف مع بدء موسم الرحلات الصيفية في أوروبا والولايات المتحدة وأسهم ذلك في تقليص تأثير تنامي تخمة المعروض التي أدت إلى تخزين النفط على متن ناقلات في البحر. ونال النفط مزيدا من الدعم بفضل آمال تبني الصين مزيدا من إجراءات التحفيز الاقتصادي بعد صدرت بيانات ضعيفة من ثاني اكبر اقتصاد في العالم.وصعد مزيج «برنت» الخام في عقود (يوليو) 1.97 دولار إلى 64.36 دولار للبرميل بعد أن كان قد أغلق منخفضا 62 سنتا في الجلسة السابقة. وزاد الخام الأميركي في عقود أقرب استحقاق 1.33 دولار إلى 59.47 دولار للبرميل بعد أن أنهى الجلسة على هبوط 99 سنتا، حسبما نقلته وكالة رويترز.