مبارك بنيه الخرينج
نائب رئيس مجلس الامه

 
 
قال نائب رئيس مجلس الامة مبارك الخرينج في رثاء رئيس المجلس السابق المرحوم جاسم الخرافي : بقلب يعتصره الحزن والأسى والألم والحسرة تلقيت خبر وفاة الاخ جاسم الخرافي رئيس مجلس الامة السابق ذلك  الشامخ ذو القلب الكبير والتواضع والأدب الجم وصاحب الابتسامة الدائمة المرسومة على محياه الطيب وصاحب الوجه البشوش في احلك الاوقات والمحن . 
 
هذا الحزن والأسى الكبيران اللذان اعتصر قلبي وكل احاسيسي لم يأتيا من فراغ أن رحيل الاخ الحبيب الكبير جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي رئيس مجلس الامة السابق رحمه الله تعالى عن دنيانا لشيء كبير على نفوسنا وفراقه يزيد احزاننا ولكن لانقول الا مايرضي  ربنا عز وجل إنا لله وإنا اليه راجعون0
 
لقد شاءت الاقدار ان اتشرف بمعرفة بو عبدالمحسن رحمه الله تعالى من خلال مجلس الأمه سنة (1996) و استمرت زمالتنا في(1999  و 2006 و 2009)  فكانت نعم المعرفة والصداقة ونعم العلاقة التي افتخر وأتشرف بها ماحييت .
 
إنها المعرفة الصالحه مع رجل يقدر الرجال والأصدقاء ويحترم الصداقه والمعرفة حتى وان اختلفت معه بوجهة النظر فهو ينظر للعلاقات مع الناس على انها الرصيد الدائم والخير المستمر للإنسان حاملا في قلبه الطيب حب الناس مهما اختلف معهم ومهما أساؤوا اليه فالعفو والصفح والتسامح سماته  رحمه الله تعالى.
 
فجاسم الخرافي رحمه الله تعالى علمنا التفاؤل في احلك الظروف ولا مكان للتشاؤم في حياته وقاموسه مرددا دائماً أن الكويت بخير مادمنا نحافظ على وحدتنا ونحافظ على لحمتنا الوطنية.
 
جاسم الخرافي رحمه الله تعالى مدرسة كبيرة تعلمنا منها الكثير من الخصال الحميدة والصفات الايجابية التى قلما تجدها فى شخص فقد جمعها الاخ الغالي جاسم الخرافي رحمه الله تعالى.
 
تشرفت بالعمل معه عن قرب من خلال منصبي امين السر ومراقب المجلس في دورات برلمانيه عدة ووكيلا للشعبة البرلمانيه وعضوا فيها لأكثر من دورة  فكان نعم القائد المحترف  للمجلس فقد كان من صفاته انه على تشاور دائم معنا أعضاء مكتب المجلس حول الاجراءات التي ينوي القيام بها سواء داخل المجلس أو خارجه وكان من عاداته انه بعد زيارة القياده السياسية البروتوكولية يطلعنا على ما دار في هذه اللقاءات التي تهم أعضاء المجلس وكان رحمه الله تعالى عند سفره سواء بزيارة رسمية او خاصة يطلعنا على كل الأمور فكان يعتبرنا شركاء معه في العمل والمسئولية
 
 
جاسم الخرافي رحمه الله تعالى
 
*يمثل البرلماني الناجح فهو يقف من الجميع بمسافة واحدة مرسخا مبدأ حيادية الرئاسة من أجل التواصل مع الجميع من اجل الكويت ونجاح مجلس الامة في دوره وتحمل مسئولياته الوطنية
*الاقتصادي المحترف الذي تبنى المشاريع التنموية ورفع اسم الكويت عاليا
*الوطني الذي حمل هم وطنه واهل الكويت  في كل مراحل حياته 
و يعتبر جاسم الخرافي رحمه الله تعالى
 
* من السياسيين العباقرة الذين رسخوا اعرافا في دنيا السياسة قلما تجدها في سياسي حاليا
* من نوادر الرجال الافذاذ الذي لايحمل في قلبه إلا الحب للجميع فهو صاحب القلب الطيب والمتسامح مع الخصوم قبل الاصحاب والأصدقاء 
*ومن ذو ي العطاء الخيري والإنساني اللا محدود داخل الكويت وخارجها
 
سيظل الاخ العزيز جاسم الخرافي رحمه الله تعالى مدرسة وطنية تعلمنا ومازلنا نتعلم منها خاصه لمن زامله واتشرف أن اكون احدهم نتعلم_منه  و من تاريخه ووطنيته ووفاءه وأخلاقه وكرمه وحسن معشره  واحترامه وادبه وتواضعه وحلمه سعه صدر وصبره.
 
كان رحمه الله رغم ضغوطات العمل والارهاق الذي يبدو عليه الا انه لم تخرج منه كلمة سيئة اويحدثك بعصبية بل كان كاظم الغيظ ويستبدلها بابتسامته المعهودة وطلته البشوشة وكان دائما حلالا لبعض الامور التي قد تحصل احيانا سواء بين السلطة التشريعيه والتنفيذيه أو بين اعضاء المجلس لذلك كنت اقول له انت اصبحت كالرجل الاطفائي ،وكان يظهر مافي قلبه ولايبطنه وكان صريحا وواضحا ونصوحا ومحبا للآخرين ولايحمل في قلبه حقدا او غلا ولامكرا ولايعرف المؤامرات ولا العداء الشخصاني حتي وان اختلف مع الاخرين او اختلفوا معه
جاسم الخرافي لايحتاج من شهاده مني ولكنني اردت ان اقول كلمه حق في رجل يعرف الحق جاسم الخرافي اعتبره مدرسه وأتشرف ان اكون احد تلاميذه واستفدت من هذه المدرسه _مدرسة الاخلاق والاسلوب الراقي في التعامل مع الاخرين مدرسه التسامح وزرع المحبة بين الناس والحرص كل الحرص علي التمسك بهويتنا الوطنيه ولايدخل بيننا احدا يفرقنا _فالكويت هي الاساس التي يجب ان نحرص عليها وعلي نظامنا ودستورنا .
هذه مدرسة ابوعبدالمحسن  رحمه الله واسكنه فسيح جناته فمهما قلت عنه فلن اوفيه حقه في هذا المقال.
ومما زاد حزني انني لم اتمكن من حضور جنازة الفقيد وتقديم واجب العزاء لاهله ومحبيه لوجودي خارج البلاد لظروف صحيه ولكن عزائي انني قابلته في مكتبه قبل يوم من سفره الاخير وذلك للسلام والاطمئنان عليه وتبادلنا الحديث حول الاحداث المحليه والاقليمية والعربية والدولية فما وجدته الا متفائلا بقادم الايام .
ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا أبا عبدالمحسن لمحزونون. 
وعزائنا الوحيد انك ستبقى حاضرا في قلوب اهل الكويت وستبقى اعمالك ومبادئك التي عملت من اجلها خالدة نبراسا ودليلا للأجيال القادمة.
 
رحم الله تعالى فقيد الكويت الكبير جاسم الخرافي واسكنه فسيح جناته وجزاه الله خيرا عن كل ما قدمه لبلده وأمته وللعالم اجمع. انا لله وانا اليه راجعون

                                   
             أخيك وتلميذك الذي لم ولن ينساك ماحييت