قال وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة الدكتور علي العمير يوم أمس الأول إن الاهتمام البالغ الذي يوليه سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد للقطاع الزراعي بنهج سياسة رشيدة تعتمد مخططات مدروسة في اطار استراتيجية فعالة بوأ الكويت مرتبة عالمية متقدمة في الأمن الغذائي.
 وأبرز الوزير العمير في تصريح لـ (كونا) على هامش مشاركته في اعمال المؤتمر الوزاري للتحالف العالمي للأراضي الجافة الذي تستضيفه مدينة مراكش المغربية الجهود التي تبذلها الحكومة الكويتية بقيادة سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء لتنفيذ هذه المخططات على أرض الواقع من خلال برامج تنفيذية ومشاريع ملموسة.
 واوضح ان هذه المشاريع والبرامج التنفيذية تهدف الى توسيع الرقع الزراعية على حساب الرقع الصحراوية وإرساء أمن غذائي في إطار تنمية شاملة مستدامة تضع في حسبانها الاعتبارات البيئية في ظل التحديات المناخية الراهنة مشيرا الى الانبعاثات الغازية وملوحة المياه ومعوقات تنمية الثروة الحيوانية.
 وشدد على أن الكويت في اطار هذه السياسة تمكنت من التوفر على تشريعات متقدمة اعتمدها مجلس الامة في اطار القوانين الجديدة لمكافحة التصحر وطموح تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والتي مكنت من تيسير الاستزراع بالحوافز المشجعة على توسيع مساحات الاراضي الزراعية وتوفير كل ما من شأنه تذليل الصعاب وازاحة العراقيل والمعوقات أمام مقاومة الجفاف والاراضي القاحلة في البلاد.
 وأوضح العمير أن اهتمام الكويت بالاستصلاح الزراعي شمل الميزانيات المخصصة لهذا الغرض من حيث دعم الاعلاف ومعالجة المياه لتخفيف نسب الملوحة المؤثرة على الاراضي الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية وتقديم الدعم المادي في المشاريع ذات الصلة.
 وأشار الى إشادة عدد من الهيئات والمنظمات الدولية ذات الاختصاص بجهود الكويت في مقاومة الجفاف والاراضي القاحلة التي بوأت «بلادنا مرتبة متقدمة في الامن الغذائي» وأصبحت تجربتها في اطاره مرجعا للعديد من دول المنطقة لاسيما وأن هذا المجال ما يزال مفتوحا ويعد بطموحات أوسع في ظل الرعاية الاميرية السامية والدعم الموصول لسمو رئيس مجلس الوزراء.
 وذكر ان الوفد الكويتي المشارك في مؤتمر مراكش سيقدم تجربة الكويت كما سيستفيد من التجارب الناجحة وسيستلهم من الجلسات النقاشية ضمن الورش الموضوعاتية الافكار الناجعة التي من شأنها تعزيز التجربة الكويتية وإغنائها في أفق إقرار النموذج الأمثل لربح رهان الأمن الغذائي بأقل التكاليف وأيسر السبل.
 وأكد العمير دعم الكويت للدعوة التي جدد إطلاقها وزير البيئة القطري أحمد بن عامر الحميدي لتوسيع الانضمام للتحالف العالمي للاراضي الجافة الذي يضم في عضويته 18 بلدا من بينها الكويت ضمن 50 دولة ذات أراضي قاحلة.
 وأعرب عن تطلعه الى أن يحقق مؤتمر مراكش الوزاري النجاح المأمول وإصدار توصيات في ختام اعماله تكون في مستوى الطموحات التي يعلقها العالم على هذا التجمع من أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين بالامن الغذائي.
 يذكر أن المؤتمر الذي يختتم اعماله اليوم السبت يشهد مشاركة الوزراء المعنيين من 18 بلدا عضوا في التحالف يتقدمهم وزير البيئة القطري أحمد الحميدي والوزير المغربي المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس إضافة الى رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي المدني والمدير التنفيذي للتحالف العالمي للاراضي الجافة السفير بدر بن عمر الدفع.
 وتتواصل أعمال المؤتمر في اطار ورش عمل تبحث مسودة المعاهدة التأسيسية وتقديم المقترحات والتوصيات المفضية للاعلان عن التحالف (إعلان مراكش) وصيغة التمويلات المبتكرة التي ستخفف عن الدول الاعضاء عبء تأمين الغذاء والأبحاث في المجال الزراعي من خلال (صندوق تمويل أعمال المنظمة) في افق الإعلان الرسمي عن انشاء التحالف العالمي للاراضي الجافة في مؤتمر الدوحة المقرر خريف العام الجاري.
من جانبها فقد قالت رئيسة مجلس الادارة مدير عام الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بالوكالة نبيلة علي الخليل اليوم ان المشاريع الزراعية المدرجة في خطة التنمية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء في الكويت بحلول عام 2040.
 وجاء ذلك في تصريح ادلت به الخليل لـ (كونا) على هامش مشاركتها في المؤتمر الوزاري للتحالف العالمي للاراضي الجافة وأبرزت الخليل أهمية المشاريع الزراعية التي يتم تنفيذها في اطار خطة التنمية في منطقتي العبدلي والوفرة الزراعيتين وفي مناطق أخرى في تأمين احتياجات الكويت من الغذاء.
 وأشارت الى مشاريع تربية الدواجن والمواشي وتنميتها وانتاج الحليب وزيادة اعداد الثروة الحيوانية واستصلاح الاراضي وزراعة الاعلاف الخضراء معتبرة كل ذلك عوامل مساندة لجهود الدولة في التصدي لظاهرة الجفاف والتصحر والاراضي القاحلة.
 وأعربت الخليل عن اعتزازها بالمشاركة ضمن الوفد الذي يرأسه وزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة الدكتور علي صالح العمير ممثلا لدولة الكويت في هذا المؤتمر الذي تتطلع الكويت من خلاله الى الظفر بالرئاسة الأولية للتحالف العالمي للاراضي الجافة.
 وقالت الخليل ان الوفد الكويتي «استعرض تجربة الكويت في استصلاح الاراضي ومعالجة المياه والتخفيف من ملوحتها كما استفاد من خبرات وتجارب الدول الاخرى المشاركة في المؤتمر».
 وأشادت بالجهود التي أثبتت الكفاءة الكويتية على الصعيد الدولي في تأمين الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه في الاراضي القاحلة.
 ووصفت مشاركة الوفد الكويتي في اعمال الورش بأنها ناجحة.
 ورحبت الخليل بمبادرة دولة قطر بإطلاق التحالف العالمي للاراضي الجافة الذي من شأنه توحيد الجهود الاقليمية والدولية للتصدي لظاهرة التصحر والجفاف سواء على مستوى البحوث او تبادل الخبرات.
 ومن المنتظر أن يصدر المؤتمر في ختام أعماله (إعلان مراكش) الذي سيتضمن الاعلان الرسمي عن التحالف العالمي للاراضي الجافة في اعقاب التصديق على مسودات المعاهدة التأسيسية وصيغة التمويلات المبتكرة التي ستخفف عن الدول الاعضاء عبء تأمين الغذاء والأبحاث في المجال الزراعي من خلال (صندوق تمويل أعمال المنظمة) واعتماد وثائق المؤتمر القادم للتحالف المقرر في الدوحة خريف هذا العام.
 ويشارك في المؤتمر وزراء الدول الاعضاء من 18 بلدا عضوا في التحالف يتقدمهم وزير البيئة القطري أحمد الحميدي والوزير المغربي المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس إضافة الى رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي المدني والمدير التنفيذي للتحالف العالمي للاراضي الجافة السفير بدر بن عمر الدفع.
 وتأسس التحالف العالمي للاراضي الجافة بمبادرة أطلقها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تعنى بالامن الغذائي في الدول ذات الاراضي الجافة على خلفية الازمة المالية العالمية التي وقعت في عام 2008.
 وانضم الى التحالف كل من الكويت والمغرب وقطر والاردن والعراق وموريتانيا وتونس وعمان والمكسيك والسنغال وتشاد والنيجر وبوركينافاسو وتنزانيا والجزائر وكازاخستان ومصر والبحرين والامارات وهي الدول المشاركة في مؤتمر مراكش الحالي.