شارك الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية اليوم الثلاثاء في الاجتماع الوزاري الخامس عشر لحوار التعاون الآسيوي والذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقد أدلى الشيخ صباح الخالد بكلمة خلال الاجتماع فيما يلي نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم سمو الأخ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، رئيس الاجتماع الوزاري الخامس عشر لحوار التعاون الآسيوي أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أعبر في مستهل كلمتي عن صادق التعازي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا باستشهاد نخبة من أبناء الإمارات وهم في مهمة ضمن برامج المساعدات الإنسانية في جمهورية أفغانستان الإسلامية نتيجة التفجير الإرهابي الذي وقع في مقر محافظ قندهار.
وفي هذا الصدد فإنني أجدد استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدين لهذا الهجوم الإرهابي الشنيع الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين والذي يتنافى مع الشرائع والقيم الإنسانية كافة ومؤكدا على موقف دولة الكويت الرافض للارهاب بأشكاله وصوره كافة ووقوفها مع المجتمع الدولي للتصدي له وتجفيف منابعه سائلا المولى جل وعلا أن يتغمد الشهداء بوافر رحمته وأن يلهم الشعب الإماراتي الشقيق وأسر الشهداء وذويهم جميل الصبر والسلوان وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية وأن يحفظ دولة الإمارات الشقيقة وشعبها الكريم من كل مكروه وأن يديم عليها نعمة الأمن والرخاء والازدهار.
كما أود أن اعرب عن بالغ الشكر والتقدير لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والشكر موصول لمملكة تايلند على الجهود التي بذلتها خلال رئاستها للاجتماع الوزاري الرابع عشر وأتقدم كذلك بالشكر للأمين العام لحوار التعاون الآسيوي وجهاز وأعضاء الأمانة العامة على حسن التنظيم والترتيب لاجتماعنا هذا.
وإنه لمن دواعي الاعتزاز أن نشهد ديمومة أنشطة واجتماعات منتدى حوار التعاون الآسيوي وعلى فترات متقاربة مما يدلل على عزم دوله على التفاعل الإيجابي على المستويين الإقليمي والدولي بغية تحقيق الأهداف التي قام عليها حوار التعاون الآسيوي فنحن نلتقي اليوم في دورتنا الخامسة عشرة للاجتماع الوزاري وهو ليس ببعيد عن القمة الثانية التي استضافتها مملكة تايلند قبل ثلاثة شهور ونتطلع للاجتماع الذي ستستضيفه مملكة البحرين في الشهر القادم للمنظمات الإقليمية مع الأمانة العامة لحوار التعاون الآسيوي فضلاً عن الدعوة الكريمة والمقدمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاحتضان القمة الثالثة للمنتدى.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة إن دولة الكويت ومن منطلق الإدراك التام بأهمية أن يحظى هذا الملتقى بالاهتمام المطلوب ليتم من خلاله تحقيق آمال شعوبنا وتطلعاتها فقد حرصت ومنذ انضمامها إلى المنتدى في عام 2003 على اتخاذ العديد من الخطوات لتعزيز عناصر التعاون الاستراتيجي بين دولنا فاحتضنت القمة الأولى للحوار في دولة الكويت في أكتوبر 2012 واستضافت مقر الأمانة العامة المؤقت منذ ذلك الحين.
وقد سعدت اليوم وبمباركتكم بالتوقيع على خطاب النوايا مع الأمين العام لحوار التعاون الآسيوي لتتشرف دولة الكويت باستضافة المقر الدائم للأمانة العامة للحوار مؤكدا أن نجاح جهاز الأمانة مرتبط بدعمنا وتضافر جهودنا ليتسنى له استكمال ممارسة دوره الهام وإنجاح المقاصد والمبادئ التي نسعى إليها جميعا نحو تعزيز عملنا المشترك.
وفيما يتعلق بمجالات التعاون الستة والتي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر القمة الثاني فإن دولة الكويت ستقوم بتنظيم ورشتي عمل في مجالي الاتصالات والتنمية المستدامة خلال الفترة المقبلة.
كما نتطلع للمشاورات القادمة الخاصة بمبادرة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بحشد موارد مالية بقيمة 2 مليار دولار امريكي لتمويل المشاريع الإنمائية في الدول الآسيوية غير العربية والذي ستساهم دولة الكويت فيه بمبلغ 300 مليون دولار أمريكي.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة إن الأمن الغذائي والطاقة والمياه من أهم المواضيع التي يجب التركيز عليها فهي تشكل عصب الحياة وعلينا أن نقوم بالبحث المستمر من أجل إيجاد كافة السبل التي تؤدي للمحافظة عليها ولن يأتي ذلك إلا من خلال التعاون والتنسيق والمشاركة فيما بين الدول الأعضاء خاصة إذا علمنا بأن دولنا غنية بالمصادر الطبيعية مثل الطاقة والمياه والغذاء والمعادن وغير ذلك الأمر الذي يحتم علينا جميعا التعاون في هذا المجال لزيادة الرفاه وتأمين العيش الكريم لدولنا وشعوبنا.
ولعل ما ورد في ورقة المفاهيم المقدمة في هذا الاجتماع من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة يجيب عن كافة تساؤلاتنا حول مدى أهمية أمن الطاقة والماء والغذاء كما تعتبر الخطة المقدمة من حوار التعاون الآسيوي هي خارطة طريق فعلية للمحافظة على تلك المصادر الحيوية المهمة.
ومن منطلق الإيمان بأهمية تنويع مصادر الطاقة بشكل عام والطاقات المتجددة والنظيفة بشكل خاص وحتمية العمل على الحد من استهلاك مصادر الطاقة الناضبة بشكل أكثر مسؤولية ورشد فقد بدأت مساعي دولة الكويت في مجال أبحاث الطاقة المتجددة وتوطين تقنياتها منذ عام 1980 وتوجت في عام 1984 بتشييد أول محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية لاستخدام الطاقة الشمسية الحرارية.
وقد باشرت دولة الكويت في تنفيذ العديد من المشاريع التطبيقية والبحثية التي تستهدف توفير حلول هندسية مبتكرة وقليلة التكاليف لاستخدامات مصادر الطاقات المتجددة وصولا لتحقيق رؤية الكويت بتأمين 15 بالمئة (خمسة عشر بالمئة) من حاجة الاستهلاك المحلي من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
ودأبت الكويت على تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة المتجددة لعل أهمها مجمع (الشقايا) الذي يهدف لتوفير قدرة إنتاجية تحقق وفرا في الوقود يعادل 5ر12 مليون (اثني عشر مليون ونصف) برميل نفط مكافئ سنويا وانخفاضا في كمية انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بنحو 5 (خمسة) ملايين طن سنويا.
كما شرعت الدولة في تنفيذ 15 (خمسة عشر) مشروعا لتركيب مولدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية على المباني الحكومية والمدارس والمواقف عدا عن استكمال مشروع ريادي لتزويد 150 (مئة وخمسين) وحدة سكنية قائمة بأنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.
ان خطة التنمية الحكومية لدولة الكويت للأعوام 2017 - 2019 تضمنت عددا من المشاريع التي تهدف إلى الإسراع في التوسع بإدخال أنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في المنازل بنحو عشرة أضعاف وصولا إلى 1500 (ألف وخمسمئة) منزل تمهيدا لتعميمها على كافة المنازل السكنية الخاصة والمرافق العامة والأسواق بهدف الوصول بانتاج الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2030 إلى نسبة 15 بالمئة (خمسة عشر بالمئة) المستهدفة والتي أعلنت عنها دولة الكويت في إطار اتفاقية باريس للتغيّر المناخي لعام 2015.
سمو الرئيس وفي الوقت الذي أجدد فيه الامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول أعضاء حوار التعاون الآسيوي في مساعيها الحثيثة للتقدم بثبات تجاه تنويع مصادر الطاقة النظيفة واستكمال مبادئ وأسس التنمية المستدامة فإنني أعرب عن أصدق التمنيات لأن يتكلل اجتماعنا هذا بالتوفيق والسداد وتحقيق الأهداف المرجوة منه في مواجهة التحديات التنموية والبيئية لما فيه خير ورفاه دولنا وشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وضم وفد دولة الكويت الذي ترأسه معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية كلا من سعادة السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح مساعد وزيرالخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرالخارجية وسعادة السفير علي سليمان السعيد مساعد وزيرالخارجية لشؤون آسيا وسعادةالسفير صلاح حمد البعيجان سفير دولة الكويت لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وعددا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.