سجلت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة انخفاضا دون مستوى 65 دولارا للبرميل مع صعود العملة الأميركية، غير أن أحجام التداول ظلت ضعيفة نتيجة إغلاق الأسواق في الولايات المتحدة ومعظم أنحاء أوروبا بسبب عطلة عامة.
 
وتأرجحت أسعار خام «برنت» والخام الأميركي بين نمو الطلب الذي دفع في اتجاه نمو الأسعار وبين الأداء القوي للدولار الأميركي الذي عرقل نموها في ظل علاقة عكسية بين الاثنين.
 
وقال المحلل في مبادرة الطاقة الأوروبية مايكل تورنتون إن الطلب العالمي على النفط يحقق كل يوم نموا ملموسا ويقود إلى ارتفاعات أصبحت السمة الغالبة على معظم فترات التعاملات في سوق النفط الخام.
 
وأضاف أنه لولا تأثير عوامل أخرى مضادة لاستمرت أسعار النفط الخام في تحقيق ارتفاعات قياسية.
وذكر تورنتون أن طلبا قويا في آسيا والولايات المتحدة نفسها قاد إلى ارتفاعات ملموسة في السوق عرقلها استمرار ارتفاع الدولار الأميركي أمام بقية العملات الرئيسة في العالم.
 
وقالت وزارة المالية اليابانية إن واردات اليابان من النفط ارتفعت 9.1 بالمئة إلى 3.62 مليون برميل يوميا في (أبريل) مقارنة بالعام السابق.
وفي الصين وصلت واردات النفط إلى رقم قياسي بلغ 7.4 مليون برميل يوميا في الشهر نفسه رغم تباطؤ الاقتصاد بعد أن عززتها إلى حد كبير مبيعات قوية للسيارات.
وقال المحلل في مبادرة الطاقة الأوروبية إن استمرار تراجع المخزونات الأميركية وتوالي توقف الحفارات النفطية من العوامل القوية الداعمة لاستمرار نمو الأسعار.
وينعقد قريبا الاجتماع الوزاري لمنظمة «أوبك» في ظل عودة الأسعار إلى الارتفاع ووصول إنتاج الدول الأعضاء إلى مستويات قياسية.
 
وقال مختص الطاقة في مؤسسة «أديسون» الإيطالية كارلو جيوردانو إن إعلان روسيا عدم ضرورة خفض إنتاج النفط العالمي يعد تحولا في توجهها بعد أن كانت تضغط في اتجاه إقدام «أوبك» على خفض الأسعار.
وأضاف أنه يعكس قناعة كبار المنتجين باتجاه «أوبك» بعد أن بدأت الأسعار في النمو والتعافي دون خفض الإنتاج وفى ظل حالة وفرة المعروض العالمي.
 
وذكر جيوردانو أن الجميع أدرك بعد الرؤية الاقتصادية للمنظمة وقدرتها على التنبؤ بمتغيرات السوق وأنها لم تنظر إلى مصلحتها فقط بل إلى مستقبل الاقتصاد العالمي ومصلحة سوق النفط بشكل عام.
 
وتابع أن روسيا أدركت أن الأسعار ستواصل النمو وأن زيادة الطلب العالمي قادمة بقوة رغم أن الأسعار لم تصل بعد إلى المستويات المرضية لاقتصادها.
 
من جهته، قال المحلل في شركة «ست» السويسرية بيش أرجيال إن تباطؤ وتيرة توقف الحفارات النفطية الأميركية جاء بسبب تجدد آمال منتجي النفط الصخري بعد ارتفاع الأسعار المتوالي.
 
لكنه حذر من عودة «حمى الإنتاج السريع وغير المدروس» الذي سيعيد أزمات الأسعار مجددا.
ويعتبر انخفاض منصات الحفر الأميركية الأسبوع الماضي الأقل منذ (ديسمبر) بعد تحسن أسعار السوق التي كسبت 35 بالمئة منذ بداية العام الجاري.
 
وقال أرجيال «يجب أن تدرك الشركات أن السوق لم تتعافَ بشكل كامل وهناك عدد العوامل السلبية التي تحاول التأثير فيها».
 
وأكد أن النفط التقليدي من إنتاج دول منظمة «أوبك» سيظل متفوقا على مصادر الإنتاج الأخرى بسبب عديد من المزايا النسبية والتنافسية في مقدمتها انخفاض تكلفة الاستخراج.
 
على صعيد أسعار الخام أمس، تراجع سعر «برنت» في عقود شهر أقرب استحقاق 62 سنتا إلى 64.75 دولار للبرميل. وهبط الخام الأميركي 46 سنتا إلى 59.26 دولار للبرميل.
 
يأتي هذا بعد ارتفع الدولار لأعلى مستوى مقابل اليورو والين في نحو شهرين وسجل أعلى مستوى له في شهر أمام سلة من العملات.
 
وكانت السوق لقيت في وقت سابقا دعما من بيانات قوية للطلب من آسيا والولايات المتحدة.
من جانبها، لم تعلن منظمة «أوبك» أسعار سلتها أمس بسبب إجازة عامة في أوروبا حاليا