تحت رعاية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للبيئة والمدير العام الشيخ عبد الله الأحمد وبحضور مدير عام البلدية أحمد المنفوحي ووكيل وزارة الأشغال العامة م. عواطف الغنيم، انطلقت، أمس، فعاليات ملتقى إعادة التدوير الأول من أجل بيئة مستدامة في الكويت والذي تتواصل فعالياته حتى يوم الخميس المقبل بحضور نخبة متميزة من كبار المتخصصين والعاملين في مجال إعادة التدوير والاستفادة منها في القضايا البيئية والاقتصادية وذلك تحت شعار « المخلفات الخرسانية من عبء إلى منفعة اقتصادية وبيئية». 
  وفي هذا السياق، أكد مدير عام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبد الله الاحمد أن الوعي البيئي بحاجة لمزيد من العمل المجتمعي ومساندة الجميع من جمعيات نفع عام وجهات حكومية وقطاع خاص للنهوض بالبيئة، في ظل اهتمام عالمي واقليمي متزايد باقتصاديات البيئة وأهمية السعي لنهضة صناعات التدوير في الكويت. 
خدمات متنوعة
ومن جانبه، أشار الرئيس التنفيذي في شركة الداو للمشاريع البيئية م. براك المراغي إلى الدور الكبير والمتميز الذي تقوم به الشركة في مجال تقديم الخدمات البيئية المتنوعة في القطاع البيئي والتي منها الاستشارات والتصاميم الهندسية والمقاولات بالإضافة إلى تطوير الأعمال. موضحا أن خدمات شركة الداو للمشاريع البيئية تغطي معظم جوانب القطاع البيئي وتتعدى ما تقدمه الشركات المحلية.
واستدرك بالقول بأن الشركة العربية الدولية للمشروعات الصناعية والشركة الصناعية لحماية البيئية تمتلك كل منهما مصنع لمعالجة وتدوير النفايات الانشائية حيث تعتبر هذه الصناعة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتتميز مصانعهما بخبرتها الفنية فضلا عن جودة معداتها الأوروبية عالية الكفاءة ودقتها في تحويل النفايات الإنشائية إلى منتجات متنوعة ذات ق&<740;مة تجارية مفيدة لاستخدامات متعددة، كما نوه إلى أن النفايات الإنشائية التي يتم إعادة تدويرها يتم اختبارها بصفة دورية و يتم الاعتراف بها و تأهيلها عن طريق الهيئات المحلية والدولية.
 مخلفات انشائية
وفي استعراضه لأبرز محاور الملتقى الرئيسية، أشار المراغي إلى أن المحاور ستناقش أبعاد وحجم المخلفات الانشائية والبناء وأثرها على البيئة والصحة العامة والمعالجة الفنية لمشكلة المخلفات الانشائية واستخداماتها الخرسانية والمواصفات الفنية لمخلفات المواد الانشائية واستخداماتها الخرسانية والتشريعات والقوانين الخاصة بمجال إدارة المخلفات الانشائية في المنطقة وتدوير المخلفات الانشائية كمنتج وطني وبديل موازي للمواد الخام والتقنيات الحديثة لتأهيل الأراضي المستخدمة لمواقع الردم الحالية. والحلول الحديثة في إدارة المخلفات الانشائية بتقنية النانو تكنولوجي والفرص المتاحة من إعادة التدوير وأثره على الاقتصاد الوطني. ومن المقرر أن يشهد الملتقى جلسات متخصصة ومناقشات علمية مستفيضة وورشتي عمل مهنية يقدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين وكذلك تنظيم زيارات ميدانية لمصانع المواد الأولية. 
اهتمام عالمي
وأوضح أمين عام منتدى التطوير الوظيفي د.فهد الفضالة أن الملتقى يأتي في ظل اهتمام محلي واقليمي واسع النطاق بالحفاظ على البيئة والسعي للاستفادة من المخلفات الخرسانية الصلبة من عبء إلى منفعة اقتصادية وبيئية كبيرة تساهم في تعزيز الأداء الاقتصادي وتحسن من الأوضاع البيئية التي تواجهها بعض القطاعات الاقتصادية. 
  وأكد أن الملتقى الذي تنظمه شركة الداو للمشاريع البيئية والشركة العربية الدولية للمشروعات الصناعية والشركة الصناعية لحماية البيئة بالتعاون مع شركة فهرست اندكس ينظم برعاية رسمية من بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة، بالإضافة لرعاية علمية من جمعية المهندسين الكويتية واتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية الكويتية ومعهد الامريكي للخرسانة بالكويت وذلك بحضور مهتمين وعلماء من مختلف التخصصات على المستويين المحلي والعالمي. 
  وقال إن الاهتمام الكبير بالملتقى من قبل المعنيين في بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة يأتي كون المؤتمر يناقش قضايا في غاية الأهمية ويتم طرحها للمرة الأولى حول إعادة التدوير وكيفية الاستفادة منها ودور الحكومة والقطاع الخاص فيها، لافتا أن المؤتمر وضع 6 أهداف رئيسية تتمثل في المحافظة على مواقع الردم الطبيعية من خلال تقنين مواقع الردم وتقليل استنزاف الموارد الأولية من الخامات من خلال استخدام مخلفات الخرسانة ودور الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مواجهة مشكلة تزايد المخلفات الخرسانية والاستفادة من التقنيات الحديثة في صناعة إعادة تدوير المخلفات الخرسانية وخلق مخرجات ذات قيمة عالية للمخلفات الخرسانية وإيجاد حلول للمشكلات التي تعترض صناعة إعادة التدوير.
التدوير ضرورة
ومن جانبه، أوضح مدير عام الشركة الصناعية لحماية البيئة م. جاسم الكندري أن حجم المخلفات الانشائية أن دولة مثل الامارات تستخدم 40 بالمئة من المواد التي يعاد تدويرها في المجالات الانشائية. واشار إلى أن المؤتمر يسعى لتقديم توصيات بهذا الخصوص للجهات الحكومية المعنية لاستخدام تلك المخلفات التي يعاد تدويرها. 
وقال إن إعادة التدوير ينتج عنها مواد قابلة للاستخدام في عدة مجالات منها الصلبوخ الذي يعاد تدويره وتصديره للعملاء بتكلفة أقل من الصلبوخ الطبيعي، مستدركا أن الشركة هي الاولى من نوعها في الشرق الأوسط التي تقوم باعادة تأهيل الأراضي المستخدمة كمناطق لدفن النفايات والمساعدة في تحقيق التوفير المثالي لصالح أراضي الدولة. 
وبين أن من بين الأمور الهامة التي تعزز من أداء الوضع البيئي في الكويت العمل على انشاء محطات معالجة المياه طبقا للمعايير والمواصفات التي تحددها القوانين المتبعة ووزارة الأشغال العامة. وأوضح أن هناك مشاريع كبيرة استفادت من صناعة إعادة التدوير منها مشروع مستشفى الشيخ جابر ومشروع طريق الجهراء وغيرها من المشاريع الوطنية التي تعزز من البنية التحتية سواء في إعادة تأهيل مناطق ردم النفايات التي تكتسح أراضي الدولة أو توريد موادها إلى المشاريع الحيوية الكبرى.   وبين أن تطوير استراتيجية إعادة التدوير في الاقتصاد تعتمد على مدى قدرة الدولة أو المستثمر على الاستفادة من المخلفات المنزلية، من خلال تحويلها إلى سماد عضوي، وكذلك الاستخدام الأمثل للمخلفات الصلبة، بواسطة مدى القدرة على فرزها بالشكل المطلوب.
حلقة وصل
ومن جانبه، قال رئيس اللجنة العليا للمؤتمر د.فيصل الشريفي أن الكويت لم تعد تحتمل مزيد من النفايات وأن المؤتمر يمثل حلقة وصل بين الجهود الحكومية والقطاع الخاص للتعامل مع الأزمة الكبيرة التي تواجهها من خلال إعادة التدوير باعتبارها من أهم المعايير العالمية التي تعزز من وضع تلك النفايات وتحويلها إلى منفعة اقتصادية وبيئية. 
واستدرك أن هناك دور فعال للقطاع الخاص في الاستفادة من المخلفات الانشائية الموجودة في الكويت والتي تعزز من تنمية الموارد البديلة وهو ما يعزز من العمل على ايجاد مصادر بديلة للطاقة.