قال صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إن اجتماع مجلس التعاون الخليجي يأتي في ظل ظروف إقليمية وأوضاع صعبة مما يتطلب المزيد من التشاور وتنسيقا مشتركا لدراسة أبعادها وتجنب تبعاتها لنتمكن من تحصين دولنا من تبعاتها.
وقال سموه خلال افتتاح القمة الـ37 لدول مجلس التعاون الخليجي أن الدول الخليجية تواجه تحديات جسيمة لا سيما على الصعيد الاقتصادي.
أصحاب الجلالة والسمو إن نظرة فاحصة للأوضاع التي تمر بها منطقتنا تؤكد وبوضوح إننا نواجه تحديات جسيمة ومخاطر محدقة فعلى المستوى الاقتصادي نعاني جميعاً من تحدي انخفاض أسعار النفط وما أدى إليه من اختلالات في موازنتنا وتأثيرات سلبية على مجتمعاتنا تتطلب منا مراجعة للعديد من الأسس والسياسات على مستوى أوطاننا كما يتطلب منا أيضا على مستوى علاقاتنا بالعالم البحث عن مجالات للتعاون تحقق المصالح العليا لدولنا وتسهم في تمكيننا من تحقيق التنمية المستدامة المنشودة لأوطاننا.
وفي إطار حديثنا عن التحديات فإننا نواجه جميعا تحدي الإرهاب الذي يستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة أبنائنا بل وأمن واستقرار العالم بأسره الأمر الذي يتطلب منا مضاعفة عملنا الجماعي لمواجهته ومواصلة مساعينا مع حلفائنا لردعه.
وقال سموه: أصحاب الجلالة والسمو لقد استضافت بلادي على مدى أكثر من ثلاثة أشهر مشاورات الأطراف اليمنية المتنازعة وبذلنا جهودا مضنية لمساعدتهم في الوصول إلى توافق يقود إلى حل سياسي يحفظ لليمن كيانه ووحدة ترابه ويحقن دماء أبنائه ولكن وبكل الأسف ذلك لم يتحقق واستمر الصراع الدامي الذي نعلن معه دعمنا لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد ونؤكد مجددا إدانتنا الشديدة باستهداف جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح لمكة المكرمة.
وتابع سموه: حول الوضع في سوريا فإننا نشعر بالألم لاستمرار معاناة أبناء الشعب السوري الشقيق مؤكدين دعمنا للجهود الهادفة للوصول إلى حل سياسي يحقن دماء أبناء الشعب السوري ويحفظ كيان ووحدة تراب وطنهم.
وفي العراق نعرب عن ارتياحنا ودعمنا لما تحقق من تقدم في مواجهة ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي متطلعين أن تتحصن تلك الإنجازات بتحقيق المصالحة الوطنية وإشراك كافة أطياف الشعب العراقي في تقرير مستقبل بلاده.
وحول القضية الفلسطينية نشعر بالأسف للجمود الذي يحيط بالجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط بسبب ممارسات إسرائيل وانشغال العالم بقضايا أخرى ونؤكد مجددا دعوتنا للمجتمع الدولي بضرورة القيام بمسؤولياته بالضغط على إسرائيل لحملها على القبول بالسلام وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وحول العلاقة مع إيران فإننا في الوقت الذي ندرك فيه أهمية إقامة حوار بناء بين دولنا والجمهورية الإسلامية الإيرانية نؤكد أن هذا الحوار يتطلب لنجاحه واستمراره أن يرتكز على مبادئ القانون الدولي المنظمة للعلاقات بين الدول والتي تنص على احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
من ناحيته، أكد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز أن الجهود مستمرة لإنهاء النزاع في اليمن.
وقال الملك سلمان خلال اجتماع المنامة أنه لا يخفى على الجميع الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، رافضا في الوقت ذاته التدخلات الخارجية السافرة في شئون المنطقة.
من جانبه، أكد العاهل البحريني الملك عيسى بن حمد رفضه للتدخلات الخارجية في شؤون مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن القمة تأتي في ظل ظروف غير إقليمية غير مسبوقة.
وأشاد ملك البحرين بالدور المميز الذي يقوم به أمين عام مجلس دول التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني.
وانطلقت بالعاصمة البحرينية المنامة أمس الثلاثاء أعمال الدورة ال37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشاركة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وناقش القادة الخليجيون خلال اعمال الدورة عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بالاضافة الى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك وسبل الخروج بقرارات تدعم طريق التكامل في جميع المجالات تجسيدا للروابط التاريخية والمصيرية بين قادة وشعوب دول المجلس.
وكان اكتمل وصول قادة دول مجلس التعاون الخليجي والممثلين عنهم إلى العاصمة البحرينية المنامة للمشاركة في القمة الخليجية ال37 التي ستنعقد اليوم الثلاثاء بحضور رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي.
وكان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقدمة مستقبلي قادة دول المجلس والممثلين عنهم حيث استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بقاعدة الصخير الجوية الجوية وسط البلاد تمهيدا لانطلاق القمة.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
واستقبل العاهل البحريني ايضا نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد.