تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وبحضور وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الاحمد اقيمت صباح أمس احتفالية المرأة الثالثة 2015 (نساء من بلدي) وذلك على مسرح المكتبة الوطنية.
 وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقت المنسق العام لاحتفالية المرأة الثالثة كوثر الجوعان كلمة قال فيها:
 في البدء كانت الكلمة... وكلمتي في هذا المقام ليست ككلماتي التي اعتدت أن افتتح بها أنشطة المعهد المختلفة... كلمتي أستشعرها بواجب أكبر من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه وطني وبإحساس المواطنة التي نبتت من جذور هذه الأرض الطيبة وشبت وترعرعت على مبدئي الولاء والوفاء وأن حب الوطن إقرار بانعكاس لمشاعر الاحتواء من أولي الأمر فينا فحب الوطن ليس شعارا نرفعه بل واقعا نعيشه ونصنعه.
 الحضور الكرام: باسمكم جميعا أزجي جل التحايا والتقدير لقائد العمل الانساني وسط عالم يموج بالصراعات لصاحب السمو أميرنا الشيخ صباح الاحمد الذي شرفني بالرعاية الأدبية والمعنوية حين علم بأن المناسبة هي لتقدير واعتراف بدور فاعل ترك علامة على خارطة تاريخ الوطن لأخت الرجال وفي كل مرة يتضاعف لدينا الاحساس بأن المرأة في بلدنا محاطة بسياج الاحترام والتقدير والاعتراف بدورها من قمة الهرم ورمز الدولة يجب ان يتعزز كلما أطلت المناسبة التاريخية التي أعادتها الى دائرة الضوء بقوة وتعزز بحب فطري للوطن ليصبح هواء نتنفسه وشعورا نحمله وطريقا نسلكه.
 وأريد أن ألفت إلى أهمية توجهنا في هذا نحو توثيق الدور الانساني المجتمعي لكل امرأة كويتية وضعت لبنة وتركت علامة في بناء مجتمعنا مهما اختلفت المشارب على مر السنين... وذلك انطلاقا من المسؤولية الوطنية لدى المعهد وضمن أهدافه الأساسية وذلك شهادة للتاريخ وشهادة نوثقها للأجيال وسيكون هذا الاجراء تقليديا سنويا باذن الله تكرم خلاله باقة من نساء الكويت المعطاءات المتميزات اللواتي آمن بأن للوطن علينا حقا مهما كان حجم العطاء ومهما كان ميدانه وهذا حق وواجب علينا واستثمار حقيقي لموقع الوطن العالمي وصورته أمام أنفسنا أولا وبشهادة العالم ثانيا.
 ولزاما علي أن أقول للمحتفى بهن تلك الباقة الرائعة من نساء من بلدي من الرائدات كلمة شكر واجبة حيث تظل حالة من الاعجاب والتقدير هي بوصلة الاحترام التي تربط الاجيال ببعضها ففيها نكران للذات وطاقة ايجابية محفزة للسير على نفس النهج لهذا اخترت كلمات الشكر والامتنان لتكون الحد الفاصل بين الاعتراف بالجميل ونكرانه مما أوجب علي الشكر باسم معهد المرأة للتنمية وباسم الكويت لكل من ساهمت ووضعت لبنة في بناء منظومة العطاء الانساني غير المحدود ولكل من سعت من أجل حقوق مسلوبة...
 وفي مستهل حديثي إليكم طاف بخاطري وذاكرتي مقال لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد نشر له في جريدة الوطن حين بلغت حملة الجريدة قمتها لحشد المواطنين لتعديل قانون الانتخابات رقم (35 / 1962) لمساواة المرأة بالرجل في مباشرة الحقوق السياسية والذي قدمته الحكومة في الفصل التشريعي شهر 3 / 2005 وقال سموه في مقاله القيم «إن منح المرأة كامل حقوقها السياسية هو بالدرجة الأولى رغبة اميرية» وكان سموه آنذاك رئيسا للوزراء وقال ان رغبة سمو الأمير تقديرا من سموه للدور الكبير الذي لعبته المرأة الكويتية في كل الظروف على امتداد تاريخ الكويت ومشاركتها لأخيها الرجل في صنع النهضة المباركة التي تشهدها البلاد منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا وقال سموه «لقد كنت وما أزال على قناعة بأن حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية لا يتعارض البته مع احكام الشريعة الاسلامية الغراء فشريعتنا السمحة تؤيد وتقر هذا الحق للمرأة في مشاركتها للرجل في صنع القرار السياسي واتخاذه « وأكد سموه في مقاله علما «أن حقوق المرأة السياسية هي قضيتنا جميعا وليست قضية الحكومة ومجلس الأمة فقط».
 وآثرت أن انقل بعضا من مقال صاحب السمو هذا ونحن نشهد حالا من التراجع لوضع المرأة وابتعادها عن مواقع صنع القرار الأمر الذي يطرح السؤال الصعب هل عاد أصحاب العناد السياسي لممارسة أدوارهم.
 وان موقف المتفرج لم يعد مناسبا الآن ونحن نشهد علنا من تعدى واختطف نجاحاتنا وما وصلنا به من طريق مهد للمرأة الوصول بحقوقها السياسية في فترة ما رغم التراجع الحالي وغياب المرأة عن المجالس التشريعية والتزوير اللهم الا من واحدة فقط وكذلك المناصب القيادية وصنع القرار.. هذا الوضع المؤسف حقا أتاح لجمعيات مهنية اعتلاء المشهد رغم الاختلاف الجذري للتوجه العام لحركة المرأة السياسية واختصاص تلك الجمعية بالهندسة وقمن بطرح قضايا المرأة السياسية ولن أتعرض هنا لشخص فليس من طبعي شخصنة القضايا ولكنني أتكلم في العموم فما حدث مؤخرا تحت مظلة داعمة متنفذة لتوجه الجمعية المهنية لم يحالفه النجاح فالمثل يقول «أعطي الخبز لخبازه» لكن ما يعنيني في الامر برمته وقوف القطاعات المعنية بالشأن موقف المتفرج الذي لم يعد مناسبا الآن فالجمعية النسائية اكتفت بالحصول على الحق ولم تواصل نضالها من أجل افراز كافة الحقوق المدنية بل ان التراجع العلني يشير بأصابع الاتهام الأولى لمواقف تلك الجمعيات واذا كنا نسعى لرد الاعتبار لمشوار حافل بالعطاء ونكران الذات فانه يتعين على المرأة أن تعمل على تصحيح هذا الوضع قبل فوات الاوان فعلى مستوى الحراك الشعبي فان القضية توجب على الجميع بما فيها القوى السياسية وكل من تعنيه مصلحة الكويت أن يتحرك لكشف غموض وازاحة المرأة عن المواقع القيادية وصنع القرار ونعيد انتزاع الحقوق لتعود المرأة الى الواجهة السياسية فالأمر لم يعد قضية المرأة وحدها بل اصبحت مسؤولية مجتمع بأكمله المرأة والرجل معا اذا كنا نتطلع الى تنمية مستدامة كما نقرأها في خطط الدولة التنموية.
 ان محطة التطور السياسي المقبلة ستكون من جانبنا حافلة بالنشاط وانتهز الفرصة لأدعو الجميع للتضامن والتعاون وترك مقاعد الشتات والصراعات والمبادرة لتقييم الوضع الراهن لوضع المرأة وحقوقها بموضوعية وحياد ثم توقع ما تؤول اليه الامور.
 ستبقى الكويت وكما أقول دائما وطنا يعيش فينا لا نعيش فيه لأنها الحرية والكلمة الجميلة والواحة الفسيحة واليد الحانية التي تجاوزت الحدود بانسانيتها وضمدت الجراح وساندت وعضدت جهود الاشقاء لتبقى دائما كويت العرب.   بعدها ألقت هنادي العماني وهي أول محامية كويتية كفيفة كلمة شرحت خلالها الصعاب التي واجهتها وكيف استطاعت التغلب عليها بدعم من والديها والمجتمع من حولها الى ان حصلت على الشهادة الجامعية في الحقوق.  وقد تم تقديم فقرات موسيقية تلاها عرض فيلم وثائقي بعنوان (عهد ووفاء) بعدها قام وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الاحمد بتكريم المحتفى بهن.