أكد مدير إدارة مساجد محافظة حولي الدكتور خالد الحيص أن تدارس كتاب الله تجارة لن تبور ومبعث خير كبير، لافتا إلى أن مساجد حولي حواضن آمنة لكل نشاط يعلي من شأن القرآن وتعلم علومه، مشيرا إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – خيركم من تعلم القرآن وعلمه -. وقال في كلمته بالأمسية القرآنية التي أقامتها جمعية المنابر القرآنية في القاعة الشرقية بمسجد الدولة الكبير أول من أمس بالتعاون مع وزارة الأوقاف متمثلة في إدارة مساجد حولي بحضور رئيس ومسؤولي جمعية المنابر ومن مساجد حولي سالم الاذينة والمستشار الاعلامي محمد عبد العزيز ومصطفى يس ونخب من قراء ومهتمين بعلوم القران قال الحيص : أن إدارة مساجد حولي وهى تشارك في هذا النشاط إنما تنطلق من قيم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المتمثلة في الشراكة والتميز والإبداع ونتعاون مع أي جهة ترفع من تلك القيم.
وثمن الحيص : جهود ضيف الأمسية من المملكة المغربية العلامة المقرئ الشيخ محمد الشريف السحابي الأعلى سندا في العشر الصغير النافعية والذي يعد أحد كنوز علم القراءات، جهوده في نشر القرآن الكريم والإقراء به، مثنيا على اقتطاعه من ثمين وقته لحضور هذه الأمسية، لافتا إلى إن جهود القائمين على جمعية المنابر كبيرة في إطار علوم القرآن، مشيدا بالتعاون المشترك بين وزارة الأوقاف وجمعية المنابر القرآنية في مشاريعها النوعية وفي مقدمتها مشروع عالية القراءات.
وأكد أن إدارة مساجد حولي تمد يد العون لجميع المؤسسات داخل الكويت وخارجها في سبيل نشر علوم القرآن لذا نحرص على استضافة العلماء من كافة دول العالم الإسلامي للاستفادة من علمهم، مؤكدا أن لتعاون مع جمعية المنابر فذ هذا النشاط يتناغم تماما مع الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية.
استهل الأمسية مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في جمعية المنابر القرآنية حسين العنزي بالترحيب بالحضور، والتأكيد على أهمية تدارس علوم القرآن وضرورة التعاون بين جميع المؤسسات العاملة في هذا المضمار لنقل الفوائد للجميع، وتألق العنزي في تقديم فقرات الأمسية والانتقال بين الحضور والمتحدثين بأدوات ربط في سلاسة وأريحية.
بدوره أشاد العلامة السحابي في كلمته باهتمام دولة الكويت بعلوم القرآن، مؤكدا أنها تضرب المثل الأعلى في ذلك، مشيرا إلى أن علم القراءات الذي سبق جمع القران يعد من اشرف العلوم وانه يحتاج إلى تضافر جهود كل المسلمين لنشره خاصة بعد أن تأخر المسلمون كثيرا في خدمته.
وقال أن القراءة تموت بموت الشيخ المسند إلا إذا كان قد علمه غيره، ومن هنا تأتي أهمية علم القراءات ونشره بين المسلمين عامة، داعيا إلى تآلف القلوب المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها وتناقل العلوم فيما بينهم لاسيما علم القراءات، مؤكدا انه متفائل ببوادر خير قادمة لإحياء علوم القراءات من جديد في الدول الإسلامية.
وفي أجواء علمية ماتعة دار حوار مفعم بروح الود والعلم القرآني بين العلامة السحابي والحضور من القراء وطلبة العلم والقائمين على العمل الخيري والدعوي في الكويت اماط فيه السحابي اللثام عن أسئلتهم ونقتطف منها قوله : الروايات العشر عن نافع أتى بها أهل المغرب منذ عشرة قرون من خلال تبادل الرحلات مع آهل الأندلس، وحافظوا عليها وخدموها كثيرا، لافتا إلى أنها كانت منتشرة في العراق والشام ومصر والأندلس وقراءها متواترون بكثرة والفوا فيها مصنفات في روايات عديدة ومن مميزاتها أنها إذا ما اخذ العالم كتاب من مصنفاتها يجد فيها عدة أوجه مفيدة.
وشرح السحابي الفرق بين الرواية والقراءة مؤكدا أن الرواية هي أن يروى الحافظ عن شيخه الحروف رواية عن فلان وعن فلان، أما القراءة فيقرأ على شيخه كل رواية على حده، ثم يأخذ طريق أبا يعقوب الأزرق مثلا من أول القران عن اخره ثم رواية عبد الصمد العتقي ويجمعها مع رواية ابا يعقوب ثم بن يزيد ثم اسحق وجميع الروايات يفردها كل راوى عن شيخه من أول القران إلى اخره، مضيفا ان أكثر القراءات انضباطا وأعلاها أخذا هي التي يجمع فيها الحافظ بين الرواية والقراءة معا.
من جهته أعرب رئيس مجلس إدارة جمعية المنابر القرآنية أحمد الباطني عن سعادته لاستهلال مشروع عالية القراءات بهذه الأمسية النافعة التي تفاعل فيها الحضور وهم من النخب القارئة لكتاب الله مع ضيف المنابر القرآنية العلامة محمد الشريف السحابي الذي أجاد في كلمته وفي الإجابة عن كافة التساؤلات بشأن علم القراءات. وأثنى على إدارة مساجد حولي وتعاونها المثمر مع الجمعية، مشيرا إلى إن المنابر حرصت على أن تكون رائدة في خدمة القرآن الكريم فجعلت مشاريعها موجهة إلى جميع فئات المجتمع. 
وشكر الباطني أيضا إدارة المسجد الكبير التي احتضنت الأمسية وفريق العمل الذي نظمها على درجة عالية وعلى رأسهم مدير عام الجمعية صباح اليعقوب ومدير العلاقات العامة والإعلام عريف الأمسية حسين العنزي.
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية المنابر القرآنية حسين العنزي إن استضافة الشيخ المقرئ المسند محمد السحابي وهو الأعلى سندا في العشر الصغير النافعية ينسجم مع أهداف ورسالة الجمعية وتحقيقا للتميز في تنفيذ مشاريعها، وباكورة لأعمال مشروع عالية القراءات الذي أعلنت الجمعية عنه مؤخرا، ولفت إلى إن إدارة مساجد حولي ممثلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أظهرت تعاونا كبيرا في هذا الصدد وتوجت ذلك بحضور مديرها الدكتور خالد الحيص لهذه الأمسية القرآنية الجليلة التي أفادت عدد كبير من القراء وطلاب العلم الحضور.