بات تطبيق سياسة المناظرات بين مرشحي مجلس الامة في الكويت على غرار المناظرات التي تشهدها الانتخابات الرئاسية في الدول الديمقراطية مطلبا مهما لتعريف الناخبين بالمرشحين المتقدمين للبرلمان ومساعدتهم على الاختيار الامثل.
وتمثل تلك السياسة وسيلة اعلامية متحضرة يتعرف خلالها الناخبون على البرامج الانتخابية للمرشحين ورؤاهم المختلفة حيال مختلف القضايا المحلية والاقليمية والدولية الى جانب الوقوف على مستوى وعيهم السياسي والثقافي والاقتصادي.
وأجمع عدد من الاعلاميين الكويتيين في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على اهمية المناظرات كوسيلة اعلامية تكشف للناخب اطروحات وبرامج المرشحين الانتخابية فيما تباينت آراؤهم حول مدى امكانية تطبيق هذا الاسلوب في الكويت.
وقال مقدم البرامج في قناة (الراي) محمد السداني ان اقامة المناظرات اسلوب سليم لعرض الافكار ودحض الحجج وتبادل الرؤى ومحاولة اقناع كل طرف للاخر بالادلة والبراهين.
الا انه استدرك قائلا ان "المجتمعات البرغماتية هي الوحيدة التي تستفيد من تلك المناظرات كونها تترك اثرا إيجابيا على الناخبين عند الاستماع للحجج المقنعة من المرشحين".
وأضاف ان تطبيق سياسة المناظرات بين مرشحي مجلس الامة في الكويت امر صعب وذلك لاعتبارات عائلية وقبلية وطائفية تعد اكثر أهمية بالنسبة للكثير من الناخبين.
وذكر ان "الناخب الكويتي يبني رأيه في الغالب على اولويات العلاقة الاجتماعية عند البدء بعملية التصويت دون النظر الى فكر المرشح ومستواه السياسي والثقافي".
من جهته اعرب مقدم البرامج في قناة (الصباح) سلامة عيسى عن تأييده لتطبيق سياسة المناظرات بين المرشحين وذلك لكشف حقيقة مواقف رجال السياسة على غرار المناظرات التي جرت أخيرا بين مرشحي الرئاسة الامريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون وكشفت عن تفاصيل دقيقة حول مواقف المرشحين.
واكد عيسى ان تطبيق المناظرات في الكويت سيمكن الناخب من التمييز التام بين المرشحين لاسيما ان المناظرة ستقام بين ضدين مختلفين في الاراء والمواقف.
واوضح ان سبب رفض الكثيرين لعقد مثل هذه المناظرات يعود لخشيتهم من كشف اوراقهم او مواجهتهم بمواقف او تصريحات سابقة وبالتالي فقدانهم لشيء من قواعدهم الشعبية قبل ايام من موعد الانتخابات.
من جانبه رأى مراسل ومقدم البرامج في قناة (الكوت) حمد النبهان ان المناظرات السياسية ممارسة رائعة للديمقراطية الحديثة التي تتبناها العديد من الديمقراطيات الرائدة في العالم المعاصر.
وقال ان المناظرات تحتاج قبل تطبيقها الى ثقافة توعوية للمجتمع بأهمية وجودها كونها تضع الناخب واقفا على أرضية صلبة تساعده على اختيار ممثله في البرلمان بعد الاستماع لافكاره وبرنامجه الانتخابي ومدى إمكانية تطبيقه على ارض الواقع.
وشدد النبهان على ضرورة ان تبتعد مثل هذه المناظرات عن نعرات التعصب في المجتمع حتى تغرس قيم ممارسة الديمقراطية الحقيقية لدى الناخب وتبنى عملية الانتخاب لديه على الاطروحات الحقيقية والبرامج الانتخابية بعيدا عن اي شيء يعكر صفو العرس الديمقراطي.
من جهته قال مقدم البرامج في اذاعة وتلفزيون الكويت عيد الرشيدي انه كان " من المفترض ان يعمل سابقا بفكرة تطبيق سياسية المناظرات بين المرشحين على غرار دوري الجامعات للمناظرات المعمول به في الكويت حاليا والذى حصل فيه طلبتنا على مراكز متقدمة على المستوى العالمي ولاسيما ان الكويت رائدة العمل الديمقراطي في المنطقة منذ الستينيات".
واكد ان اجراء المناظرات من الأدوات الديمقراطية الجيدة المعمول بها في الدول المتقدمة لمساعدة الناخبين على اختيار المرشح على أسس موضوعية بعيدا عن اي اعتبار شخصي او اجتماعي.
وشدد على اهمية ان تقام المناظرات بين المرشحين في حال تطبيقها بالكويت وفق قوانين وضوابط ونظم تضمن عدم خروجها عن نطاق الاداب والاعراف الاجتماعية.
بدوره اكد مقدم البرامج في قناة (الراي) عبد الوهاب العيسى أهمية تطبيق سياسة المناظرات بين المرشحين لانتخابات مجلس الامة لما لها من فائدة كبيرة تمكن الناخبين من التعرف على وجهات النظر المختلفة للمرشحين.
الا انه اشار الى صعوبة تطبيق مثل هذه المناظرات وذلك لطبيعة النظام الانتخابي في الكويت وكذلك لصعوبة البحث عن طرفين متناقضين بالافكار في ضوء محدودية القضايا التي يمكن الاختلاف عليها.
وافاد بأن " المناظرات السياسية بشكل عام موجودة على الساحة الاعلامية الكويتية وسبق لي شخصيا اجراء مناظرات بين عدد من الشخصيات وكذلك بين ممثلين عن القوائم المترشحة لانتخابات اتحاد الطلبة بجامعة الكويت واتحاد الولايات المتحدة الامريكية".