قدم المخترع الكويتي عيسى النصر الله أمس الاثنين في ملتقى العلوم 22 للشباب الخليجي مشروعا علميا يتضمن (تقوية جدران المفاعلات العاملة بطريقة الاندماج النووي) من خلال دراسة أثر التلف الاشعاعي على تلك الجدران.
وقال النصر الله وهو مهندس نووي كويتي ل (كونا) أن اختراعه هذا بدأ منذ مراحل الدراسة الجامعية بعد ان قدم مشروعا لاحدى المواد العلمية حول التأثير الاشعاعي على المعادن.
وافاد ان فكرة المشروع تنطلق من مبدأ علمي مفاده أن تفاعل الاندماج النووي يحصل عندما تصل المادة الى حالة البلازما وتكون تحت درجات حرارة وضغط عاليين مما يعرض الجدار الاول المحيط بالبلازما لبيئة قاسية إضافة إلى تعرضه لاشعاع عالي الطاقة يتطلب مادة قادرة على تحمل هذه الظروف.
وأضاف أن العلماء سعوا في السنوات الماضية الى إيجاد مادة تتحمل تلك الظروف القاسية لمدة خمس سنوات كحد أدنى مبينا ان هناك العديد من المواد التي تم اقتراحها وتخضع حاليا للتجارب والدراسات.
وذكر النصر الله أن مشروعه العلمي يهتم بالنظر إلى التأثير الاشعاعي على مادة ال(ستانليس ستيل) بأنواعها ومكوناتها المختلفة مبينا ان المشروع يبحث ايجاد توليفة مناسبة من هذه المكونات لتتحمل أكبر قدر من التلف الاشعاعي.
وأشار الى أن الاختراع ينظر إلى التأثير الاشعاع على المستوى الذري والتركيب البلوري للمعدن عن طريق برنامج المحاكاة الذي يوضح تحرك الايونات في المعادن.
وأضاف أنه أجرى دراسته عن طريق حساب كمية الطاقة المنتقلة من النيوترون الناتج عن تفاعل الاندماج النووي الى أنوية الجدار المحيط بالبلازما واحتمال إنتقاله إلى كل نوع من الذرات ثم يقوم باستخدام برنامج يدعى (تريم) لحساب معدل تحرك الذرات في القوام البلوري للجدار.
وأوضح أن النيوترونات الموجودة في المفاعلات تأتي على شكل نبضات و بالتالي يجب القيام بهذه العملية لعدة طاقات للنيتروناتو بعد ذلك يتم جمع معدل التحرك للطاقات جميعها لايجاد معدل تحرك الذرات الكلي.
وقال النصرالله أنه سيتم في مراحل المشروع القادمة استخدام هذا المعدل لدراسة الديناميكا الجزيئية للجدار إضافة إلى أثر الحرارة والضغط العالي المصاحب للاشعاع مبينا أن المادة التي تجتاز هذه المراحل البحثية تكون قابلة للاستخدام في المفاعل.
وذكر أن دراسة الاندماج النووي تشكل اليوم فرع أساسي من أبحاث الفيزياء كما أن أكبر تجربة في العالم يتم التحضير لها حاليا هي تجربة مفاعل إندماج نووي.
وأشار إلى أن مثل هذه التجارب يشارك في أبحاثها العديد من العلماء من مختلف الدول مبينا ان كل عالم يبحث في جزئية دقيقة من التجربة.
وأكد النصر الله أنه يعمل من خلال مشروعه للمشاركة في هذا التعاون العالمي لتطوير تكنولوجيا الاندماج النووي لتوليد طاقة المستقبل.وتستمر فعاليات ملتقى العلوم ال22 للشباب الخليجي الذي انطلق السبت الماضي سبعة أيام وتستهدف تنمية المواهب العلمية للفئة العمرية (11 – 25) عاما.