اعتبر متخصصون في قطاع النفط أن إعلان شركة أرامكو السعودية اكتشاف ثمانية حقول نفط وغاز في المنطقة الشرقية خلال العام الماضي، دليل يؤكد عزم المملكة على احتفاظها بمكانتها كأكبر دولة مصدرة للنفط حول العالم، وامتلاكها احتياطيات نفطية تدعم دورها الريادي في القطاع.وقال رئيس قسم هندسة البترول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن « الدكتور عبد الله السلطان ، إن الاكتشافات التي أعلنت عنها «أرامكو« أخيرا، تؤكد ريادة السعودية ليس فقط في مجال النفط بل في الغاز أيضا.وأضاف أن هذه الاكتشافات تعطي تطمينات للسوق النفطية العالمية، بأنه ما زال هناك كميات كبيرة من النفط والغاز، وأن هناك الكثير من الحقول لم تكتشف بعد، خاصة أن العالم قد تحدث في فترة من الفترات عن أن الاحتياطيات النفطية في العالم بدأت تتناقص.
 
وتابع «هذه الاكتشافات الحديثة تؤكد مكانة السعودية وريادتها كدولة مصدرة للنفط، وممارسة دورها القيادي للسوق النفطية، ويمكن الاعتماد عليها ليس فقط إقليميا في آسيا وإنما عالميا».لكن أكد ضرورة ألا تبطئ هذه الاكتشافات الجديدة خطط التوجه نحو الطاقة البديلة، خاصة أن النفط والغاز اللذين يتم اكتشافهما يتم استخدامهما بشكل أكبر في الصناعات البتروكيماوية ومنتجات ذات قيمة اقتصادية تعود بالفائدة الكبيرة على المجتمعات.
 
من جانبه، قال المختص النفطي وليد الرواف، ، إن احتياطيات أميركيا النفطية انخفضت بشكل واضح، وحتى لا يؤثر ذلك في وضع السوق النفطية العالمية، فإن السعودية تسعى دوما لمواجهة هذا الوضع من خلال اكتشاف حقول جديدة.وأضاف «السعودية في وضع جيد الآن وهي تواكب تطورات السوق النفطية، على اعتبار أن السعودية لا تفقد ريادتها للدول المنتجة والمصدرة للنفط». وتوقع استمرار «أرامكو« في سياسة البحث عن حقول جديدة للنفط والغاز، خاصة أن هناك حاجة متزايدة إلى النفط من دول شرق آسيا.وقال الرواف: «هناك من يقرأ وضع السوق النفطية من وجهة نظر غربية فقط، في حين أن منطقة الشرق الأوسط الآن أصبحت لاعبا أساسيا في السوق النفطية في العالم، بفضل الاستهلاك المتنامي للنفط من دول كالهند والصين».وذكر أن الصين تتقدم عاما بعد عام على أميركيا في استيراد النفط، ويتوقع أن تصبح أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.
 
وأكد أن هذا الأمر يجعل السعودية تسارع في تنفيذ استراتيجيتها نحو اكتشاف حقول جديدة، دون الإضرار بمصالح الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، خاصة الدول التي تعتبر اقتصادياتها ضعيفة نوعا ما.
 
واعتبر المختص النفطي الكويتي حجاج بوخضور في حديثه الاكتشافات الجديدة دليل على أن هنالك أخرى جديدة سيتم الإعلان عنها لاحقا، خاصة من الدول التي لها تأثير واضح على سوق النفط العالمية.
 
وأضاف أن سياسة السعودية النفطية تقوم على مبدأ إيجاد توازن في العرض والطلب في السوق، دون أن تضر بمصالح الدول الأخرى.
 
وتابع «هذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال انتهاج سياسة البحث والتنقيب عن حقول نفط وغاز جديدة وزيادة احتياطياتها من النفط والغاز، حتى يشعر المنتجون والمستهلكون بالطمأنينة بأن السعودية لا تزال ممسكة بزمام الريادة في صناعة النفط والغاز».