أكد المحلل النفطي الدكتور حسن قبازرد أن ارتفاع اسعار النفط في الأيام القليلة الماضية مؤقت ولن يستمر طويلا مشيرا الى ان الاسعار ستبقى عند مستويات 40 الى 50 دولارا لبرميل نفط خام القياس العالمي مزيج برنت.
وقال الدكتور قبازرد الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي في الشركة الكويتية لصناعة المواد الحفازة في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء ان تأثير اتفاقية منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) في الجزائر أخيرا بشأن تحديد مستويات الانتاج مازال لها تأثير على الاسواق وهو ما أدى الى ارتفاع الاسعار أكثر من 7ر2 دولار لبرميل النفط الكويتي يوم أمس الاثنين.
وأوضح أن لضعف الاقتصاد الامريكي وبالتبعية الدولار تأثيرا أيضا على الاسعار متوقعا ان تكون هذه الموجة من الارتفاع في الاسعار مؤقتة اذ ان مستويات الانتاج الى ارتفاع كما في شهر سبتمبر الماضي داخل (اوبك) وخارجها كما في العراق وليبيا ونيجيريا.
ولفت الى انه من عوامل تراجع الاسعار خلال الفترة المقبلة انخفاض استهلاك العديد من الدول ومنها دول الخليج بعد انخفاض معدلات الحرارة وعدم الحاجة الى استعمال اجهزة التكييف وهو امر معتاد سنويا كما في المملكة العربية السعودية التي ينخفض استهلاكها بنحو نصف مليون برميل يوميا في هذه الفترة "لكن التصدير ثابت عند نحو 5ر7 مليون برميل يوميا".
وتوقع قبازرد الذي كان رئيسا لدائرة الابحاث في (اوبك) ان تعود مستويات الاسعار الى ما بين 40 و50 دولارا لبرميل نفط خام القياس العالمي مزيج برنت مشيرا الى ان هذه الزيادة الحالية مؤقتة بسبب تصريحات دول اوبك وأخرى من خارجها من كبار منتجي النفط.
واضاف "لست متفائلا كثيرا بأن تصل الدول التي داخل أوبك وخارجها الى اتفاق حقيقي يتم تطبيقه إذ كانت هناك الكثير من الوعود السابقة التي حضرتها شخصيا من روسيا والمكسيك واذربيجان ودول آسيا الوسطى ولكنها في النهاية لم تخفض الانتاج".
واشار الى انه خلال الفترة من 2006 الى 2013 كان هناك حديث حول تخفيض الانتاج لم يتم مذكرا بعام 2008 "عندما خفضت اوبك انتاجها بنحو 5ر3 مليون برميل يوميا وفي اجتماع وهران بالجزائر وعدت روسيا بتخفيض انتاجها 400 الف برميل يوميا واذربيجان 150 الف برميل يوميا ولكنهما لم تلتزما بتنفيذ الوعود".
وافاد بأنه في عام 1998 وعدت روسيا ايضا دول اوبك بتخفيض الانتاج ولكنها لم تف بالوعد متوقعا ان تكون الوعود والتعهدات الحالية كما في المرات السابقة "مجرد وعود لا يتم تطبيقها فعليا".
واكد ان الدول التي تعتمد على النفط كمصدر رئيس للدخل ويكون عصب اقتصادها تحتاج الى زيادة الانتاج اذا ما انخفضت الاسعار من اجل توفير الميزانية المطلوبة والوفاء بتعهداتها الداخلية والخارجية ومن هذه الدول فنزويلا وايران ودول الخليج العربي اضافة الى الشركات النفطية الكبرى التي تحتاج الى توفير الرواتب لموظفيها واستكمال مشاريعها وصيانة منشآتها ولهذا لا يوجد تحكم جيد في تحديد مستويات الانتاج وتثبيتها.
واوضح قبازرد ان الفوائض النفطية في العالم تبلغ حاليا بين 5ر1 و 2 مليون برميل يوميا وهي تدخل الى المخزونات لدى الدول الصناعية الكبرى والتي اصبحت متضخمة حاليا حيث ان هذا المعدل في الفوائض موجود منذ عامي 2014 و 2015 واقل قليلا في 2016 مما يعني ان هناك زيادة كبيرة في المخزونات مؤكدا ان هذا المخزون سيضغط على السوق ويؤثر على الاسعار.
ولفت الى ان تصريحات (اوبك) ودول من خارجها في السابق حول توازن السوق كانت تؤكد انها ستعيد التوازن للأسواق في بداية 2016 "ثم عادت وقالت في نهاية 2016 وحاليا تقول في بداية 2017 لكن "أرى أن المعطيات الموجودة تشير الى انه لن يتحقق هذا التوازن في هذا التوقيت نظرا لضعف الاقتصاد وان الاستهلاك لن يكون بتلك القوة التي تتوقعها هذه الدول وستظل الاسعار اقل من 50 دولارا للبرميل".
وافاد بأن هناك بعدا آخر يؤثر على الاسعار هو النفط الصخري الذي بدأ يعود الى الواجهة من جديد بعد وصول الاسعار الى 50 دولارا حيث بدأت الحفارات في الزيادة مرة اخرى وعادت بعض الحقول المتوقفة للانتاج لان الجدوى اصبحت مثمرة مع زيادة الاسعار وبالتالي ستزيد الفوائض بشكل اكبر في السوق ما يؤثر على الاسعار ويدفعها للانخفاض من جديد.