باتت العلاقة بين الحارس الإسباني المخضرم إيكر كاسياس، وجماهيره أشبه بـ"الطلاق البائن"، بعد أن دأب أنصار "الملكي" إلقاء اللوم على الحارس الدولي في أي تراجع يصيب الفريق.

ومن ناحيته، لم يعد كاسياس يخفي حنقه وعدم رضاه عن هذه الاتهامات وطريقة تعامل الجماهير معه، في مشهد متصدع يبدو أنه أصبح غير قابل للإصلاح.

وودع ريال مدريد نظرياً مشوار الصراع على لقب الدوري الإسباني السبت، بعد سقوطه في فخ التعادل 2-2 أمام منافسه فالنسيا، ليتراجع عن ملاحقة برشلونة المتصدر بفارق 4 نقاط قبل جولتين فقط على ختام منافسات المسابقة، وهو الأمر الذي أضر بكاسياس أكثر من غيره من اللاعبين.

وضاقت جماهير "الملكي" ذرعاً من كثرة صافرات الاستهجان التي توجهها لقائد الفريق بين الحين والآخر، إذ أخفق كاسياس في التصدي للهدف الأول لفالنسيا رغم ملامسته للكرة قبل أن تسكن الشباك، كما أنه لم يفعل أي شيء يذكر للحيلولة دون تسجيل المنافس للهدف الثاني عن طريق أحد مهاجميه من داخل منطقة الجزاء.

واسترسلت جماهير ريال مدريد في موجة كبيرة من صافرات الاستهجان عقب الهدف الثاني لفالنسيا ضد الحارس المخضرم الذي تحول في الفترة الأخيرة إلى "بوق" للجماهير المدريدية تنفث فيه صافراتها مع كل إخفاق.

وهكذا أدرك كاسياس مقصد جماهيره، والتفت ناحية المدرجات خلال المباراة وأشار إليهم قائلاً: "هذا يكفي .. فلتذهبوا إلى الجحيم".

ولم يكن ما حدث فعلاً معتاداً يأتي به الحارس العملاق، الذي تحمل طوال الموسم برزانة ورجاحة عقل انتقادات قطاع من الصحافة ومن الجماهير، لكنه بدا هذه المرة كما لو كان فاض به الكيل.

وعقب نهاية المباراة، انطلق كاسياس ناحية غرفة خلع الملابس، ولم يبق داخل الملعب، كما كان يحدث في مرات سابقة، لتحية الجماهير مع زملائه ومطالبتهم بالاستمرار في مؤازرة الفريق في المباراة المقبلة، وهو ما يعطي دلالة قوية أن قائد "الملكي" تنازل عن تبادل المشاعر مع المدرجات.

وقالت صحيفة آس الإسبانية أن الأهداف تسببت في انطلاق وابل من صافرات الاستهجان ضد كاسياس، الذي يتحمل جزءً بسيطاً من المسؤولية.. العلاقة بينه وبيرنابيو أصبحت سيئة للغاية".

ولم تفلح كلمات الدعم والإشادة للمدير الفني لريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لحارسه الأساسي في تغيير الموقف، إذ قال: "كاسياس كان جيداً مثل الجميع".

ورغم تأكيد كاسياس أن مستقبله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستمرار ضمن صفوف ريال مدريد، قد يدفعه تردي العلاقة والانسجام بينه وجماهيره إلى تغيير رأيه، بعد أن وصلت الأمور إلى ذروتها وإلى نقطة اللاعودة.