ارتفعت أسعار النفط الخام مع صدور بيانات قوية عن الواردات الصينية هدأت المخاوف من تنامي تخمة المعروض لكن النفط يتجه لتكبد أولى خسائره الأسبوعية في أكثر من شهر. ووفقا لـ «رويترز»، فقد ارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 29 سنتا إلى 65.83 دولار للبرميل بعدما بلغ أعلى مستوى له في الجلسة 66.01 دولار للبرميل، ويتجه الخام لتسجيل هبوط أسبوعي بنسبة 1 بالمئة.
وزاد سعر الخام الأميركي 48 سنتا إلى 59.42 دولار للبرميل ولم يطرأ عليه تغير يذكر هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي، ولا يزال برنت منخفضا نحو أربعة دولارات عن ذورته في 2015 التي بلغها في وقت سابق هذا الأسبوع متأثرا بصعود الدولار وعلامات على أن بعض المنتجين الأميركيين سيزيدون أنشطة الحفر إذا استمرت الأسعار في الارتفاع.
ومن المقرر أن تنشر شركة خدمات النفط بيكر هيوز في وقت لاحق بياناتها الأسبوعية لعدد منصات الحفر الباحثة عن النفط في الولايات المتحدة وهي بيانات مهمة تعطي مؤشرا على نشاط القطاع الذي تراجع على مدى 21 أسبوعا متتاليا.
وعاد المتعاملون والمستثمرون للتركيز على وفرة المعروض من الخام والبنزين بعد موجة التفاؤل التي سادت الأسواق أول أمس التي أثارها أول هبوط في مخزونات النفط الأميركية منذ (يناير).
وبعد أن اتخذ الدولار مسارا نزوليا منذ بداية (مايو) قفز أمس الأول مدعوما بتقرير الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة لشهر (أبريل) الذي أظهر زيادة قوية، ويجعل صعود الدولار السلع المقومة بالعملة الأميركية أكثر تكلفة على حائزي اليورو والعملات الأخرى.
وقال فيل فلاين محلل أسواق النفط في برايس فيوتشرز جروب في شيكاجو إن الدولار بالتأكيد كان المحرك لهبوط السوق رغم أن الناس يعكفون أيضا على تقييم العوامل الأساسية للسوق ويعمدون إلي جني بعض الأرباح بعد شهر مدهش من المكاسب.
واستوردت الصين التي تعد أحد كبار المستهلكين للنفط العالمي 30.29 مليون طن من النفط الخام في (أبريل) (222 مليون برميل) بزيادة 13 بالمئة عن الشهر السابق الذي بلغت فيه الواردات 26.81 مليون طن وإن كانت الصادرات المقومة باليوان تراجعت 6.2 بالمئة في الشهر الماضي عن مستواها قبل عام.
وأظهرت بيانات الجمارك أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت 8.6 بالمئة في الشهر الماضي عن مستواها قبل عام لتصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 7.37 مليون برميل يوميا مع بقاء الطلب مرتفعا واستمرار نمو المخزونات.
ووجدت واردات الخام الصينية دعما في ارتفاع الطلب على النفط الذي ظل فوق عشرة ملايين برميل يوميا على مدى الأشهر السبعة الأخيرة.
وفي آذار (مارس) عدلت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب الصيني على النفط في 2015 إلى 2.7 بالمئة، وبعد أخذ صادرات قدرها 440 ألف طن في الحسبان بلغت واردات الصين الصافية من الخام في (أبريل) 7.26 مليون برميل يوميا لتظل عند مستوى قياسي.
ومع انخفاض أسعار النفط 40 بالمئة عن مستوياتها في (يونيو) الماضي تزيد الصين من احتياطاتها الاستراتيجية وإن كان بعض المحللين يقولون إن مساحة التخزين في البلاد قد تنفد وربما تتراجع الواردات.
وأشارت «تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس» إلى أن المؤشرات الأولية تظهر أن تدفقات الخام المنقولة بحرا إلى آسيا ستتراوح بين 80 مليونا و82 مليون طن (ما بين 586 مليونا و601 مليون برميل) في (مايو) بما يتماشى إلى حد كبير مع مستوياتها في (أبريل).