توقع مختصون نفطيون أن تستمر حالة التقلبات السعرية خلال الأسبوع الجاري امتدادا لحالة الأسبوع الماضي، الذي بدأ على سلسلة من التراجعات السعرية قبل أن يختتم الأسبوع بالعودة للارتفاعات، لكن الأسعار خسرت في المجمل 2 في المائة على مدار الأسبوع.
وتوقع المختصون أن تتلقى الأسعار دعما من استقرار الحفارات النفطية الأمريكية بعد شهرين من الزيادات المستمرة.
وأشار المختصون إلى أنه في المقابل سيؤدي ارتفاع الدولار المتوقع في الأيام المقبلة في الضغط على أسعار النفط الخام وفق العلاقة العكسية خاصة بعد تصريحات جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي التي أكدت فيها تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي، وهو ما قد يبرر الإقدام على قرار رفع سعر الفائدة.
واعتبر المختصون أن حالة المنافسة على رفع الإنتاج وزيادة الحصص السوقية ربما تضغط أيضا على الأسعار خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير النفط الجديد جبار اللعيبي بضرورة استمرار البلاد في زيادة الإنتاج لبلوغ ما أسموه بالحصة العادلة للعراق في السوق النفطية.
وفي هذا الإطار، أوضح ألان ماتيفاود مدير الأبحاث في شركة “توتال” العالمية للطاقة، أن الموقف العراقي ما زال غامضا وربما يراه البعض متناقضا، لأنه بحسب تصريحات وزير النفط العراقي فإن بلاده تدعم جهود منظمة “أوبك” في استقرار السوق وتعافي الأسعار، إلا أن بغداد تتمسك في الوقت نفسه بزيادة الإنتاج وتوسيع حصتها السوقية عبر تشجيع الشركات الدولية على زيادة الإنتاج ومضاعفة الطاقة التخزينية.
وأكد ماتيفاود أن تفوق الإنتاج السعودي على نظيره الروسي وفق إحصائيات وبيانات (يونيو) الماضي يؤكد ارتفاع الطلب على النفط السعودي وعلى إنتاج “أوبك” بشكل عام، منوها إلى أن “أوبك” تستعيد زخمها في السوق على حساب تراجع الإنتاج الأمريكي وتقلص الاستثمارات في المشاريع ذات التكلفة العالية خاصة في المياه العميقة وشديدة العمق.
من جانبه، قال”، ألكس فولر مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية، إن تباين التوقعات بشأن اجتماع الجزائر سيجعل السوق تعاني تقلبات سعرية على مدار الشهر المقبل، كما أن استمرار تخمة المعروض ما زالت تثقل كاهل السوق وتحول دون تعافي الأسعار بشكل مطرد.
من ناحيته، يقول الدكتور جارمو كوتيلاني كبير الاقتصاديين في مجلس التنمية الاقتصادية البحريني، إن العلاقة الوثيقة العكسية بين أسعار النفط الخام والدولار تؤثر كثيرا في السوق، خاصة أن الفترة القادمة قد تشهد انتعاشا للدولار على حساب بقية العملات الرئيسة في ضوء احتمال رفع الفائدة الأمريكية بعد تقرير من الاحتياطي الفيدرالي عن تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي إلى جانب بيانات الوظائف الأخيرة التي شهدت تحسنا ملموسا.
وأشار كوتيلاني إلى أن الاستقرار في دول الإنتاج الرئيسة سيكون له تأثير كبير في تطورات السوق وتوازن الأسعار، منوها إلى أهمية احتواء الخلافات بين العراق وكردستان حول تصدير النفط، فيما تترقب الأسواق في ليبيا ونيجيريا مدى نجاحهما في تأمين المنشآت النفطية وحماية أنشطة التصدير، حيث تسببت الاعتداءات السابقة في خسائر واسعة، ما أدى إلى تراجع الإنتاج على نحو واسع في هذين البلدين المؤثرين في منظومة المعروض العالمي.
ويعتقد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن حصة دول “أوبك” في سوق النفط عند مستوى جيد في حين تواجه المنظمة تراجعا في أسعار الخام.
وبحسب “رويترز”، فقد كتب المزروعي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أمس إنه “ على الرغم من تضارب الآراء حول وضع السوق البترولية إلا أننا نرى أن الحصة السوقية لدول المنظمة جيدة عند هذا المستوى”.
وأبدى المزروعي اعتقاده بأن أي قرار مستقبلي بشأن إنتاج الخام سيتطلب مشاركة جميع الدول الأعضاء في “أوبك” إضافة إلى كبار المنتجين الآخرين، ودون الخوض في تفاصيل - يقول المزروعي-: “لا ننكر التحديات الموجودة في السوق ولكننا على ثقة بأن قطاع النفط في دولنا سوف يمكننا قريبا من الوصول إلى الاتزان المطلوب في السوق”. وفي الأسبوع الماضي صرح المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بأنه لا يعتقد أن من الضروري القيام بأي “تدخل كبير” في أسواق النفط في الوقت الحاضر، مخففا بذلك التوقعات بأن كبار منتجي الخام في العالم قد يتفقون على تجميد للإنتاج أثناء اجتماع الشهر المقبل.