تنطلق فعاليات ملتقى الكويت الدولي الاول لفن الكاريكاتير في الفترة من 26ـــ 29 سبتمبر المقبل  برئاسة الفنان جمال اللهو، وهو الأول من نوعه على مستوى الخليج، يرافقه تنظيم مسابقة في البورتريه لرسم الفنان الكويتي الكبير عبدالحسين عبدالرضا باعتباره شخصية الملتقى ، والملتقى يتضمن عدة فعاليات ومحاور ليشارك من خلالها الرسامون والفنانون في أنحاء العالم منها "الوقاية من العنف ضد الأطفال والمياه نعمة وشريان الحياة إلى جانب العديد من الأنشطة والفعاليات وبعض الورش الفنية والندوات التي تنظم مع ضيوف المهرجان من الرسامين.

حول ملتقى الكويت الدولي الاول لفن الكاريكاتير حاورت " الوسط " مؤسس ومدير الملتقى  الكاتب الصحفي الساخر الزميل عماد جمعه الذي عمل لفترة طويلة رئيسا لقسم الفن بجريدة " الوسط "  ونناقش معه الكثير من التفاصيل المهمة وعدة قضايا تمس فن الكاريكاتير الذي يثير الضحك كما يثير أحيانا غضب السلطات في الكثير من الدول من شدة ما تتضمنه رسومات الكاريكاتير من نقد شديد واحيانا يكون قاسيا مما يجعل هذا الفن غير مرحب به في أغلب بلداننا العربية . وتضم لجنة العلاقات العامة للملتقى كلا من :  بدر بن غيث " مصمم شعار الملتقى " ، سارة النومس ، محمد المشموم ، محمد القحطاني.

تفاصيل الحوار في السطور التالية :

 

 

- ما أهمية إطلاق ملتقى الكويت الدولي للكاريكاتير  ؟

 

 هذا الملتقى يعد الفعالية الأولى من نوعها على مستوى الخليج وتنظمه شركة "مايندز" للإنتاج الفني والتي يديرها ويرأسها رئيس الملتقى الفنان جمال اللهو وقد وقعنا اتفاقيتان الأولى مع الجمعية المصرية للكاريكاتير لتفعيل التعاون المشترك بيننا وكذلك اتحاد منظمات الكاريكاتير الدولي "الفيكو" فرع مصر والملتقى يتضمن عدة فعاليات حيث حظينا بموافقة الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا كشخصية الملتقى وتقام مسابقة في رسم البورتريه حول شخصيته كما تم تحديد عددا من المحاور ليشارك من خلالها الرسامين والفنانين في أنحاء العالم منها "الوقاية من العنف ضد الأطفال والمياه نعمة وشريان الحياة إلى جانب العديد من الأنشطة والفعاليات وبعض الورش الفنية والندوات التي تنظم مع ضيوف المهرجان من الرسامين.

 

 

- ما طموحات منظمي هذا الملتقى؟

 لدينا طموحات وأهداف نسعى لتحقيقها من خلال الملتقى منها تفعيل التواصل الفني  بين فناني الكاريكاتير على مستوى العالم مما يدفع بفن الكاريكاتير في الكويت والخليج عموما خطوات إلى الإمام  ويساعد في انتشار هذا الفن وزيادة الاهتمام به واكتشاف المزيد من المبدعين وتطوير أدائهم الفني كما أن الكاريكاتير من الفنون البصرية المحبوبة لذا سوف يكون الملتقى هدية لعشاق الفن الساخر من الجمهور والمبدعين  والمهتمين بدراسته .. ومن أهدافنا أيضا أن تصبح الكويت واحدة من أهم الدول التي تقدم هذا الفن وتحتفي به في منطقة الخليج وإلقاء الضوء على فنانيه وتقديم إنتاجهم للعالم كما أن التواصل والاحتكاك وتبادل الزيارات سوف يكون له اثر كبير على الحركة الإبداعية في فن الكاريكاتير على المدى الطويل ، وفي دول العالم  يعتبر الاهتمام بالكاريكاتير تعبيرا عن ديمقراطية الدولة والاحتفاء به يعنى احترام حقوق الإنسان في المعرفة والحصول على المعلومات  ودوره في  المشاركة الايجابية نحو تطوير وازدهار الوطن وهو هدف مهم يطمح ويرمي إليه الملتقى أيضا كما  نأمل بل نخطط أن يكون هذا الملتقى نواة لتأسيس جمعية الكاريكاتير الكويتية وهى حلم لكل الرسامين في الكويت والخليج يسعى إليه الجميع أو نادي الكاريكاتير الخليجي ويدخل تحت لوائه عشرات الرسامين من الخليج وربما مئات وكذلك إنشاء متحف خاص للكاريكاتير يضم الرسوم الأصلية  من اهداءات الرسامين ويضم في عضويته كل أبناء الخليج من الرسامين وهو غير مسبوق في المنطقة فالطموحات كثيرة وهذا بعضها.

 

 

- لماذا لا تهتم المؤسسات الثقافية الرسمية بفن الكاريكاتير العربي  ؟

بدون شك أن الهيئات الثقافية الرسمية تسير وفق خطط ومناهج وضعتها الدولة ويلتزم المسئولون عن هذه الهيئات بتنفيذ هذه الخطط والتي قد تتعارض أو لا تلبى الطموحات الشعبية ولما كان الكاريكاتير ينتصر غالبا لطموحات الشعوب ويعبر عنها فكان من الطبيعي أن تبتعد عنه الهيئات الرسمية ولا تهتم به حتى لا تتورط معه ويظل المسؤول على كرسيه

 

 

- هل سيتم دعوة فنانين في رسم الكارياتير من الدول العربية الاخرى ؟

الملتقى أعلن عن محاوره وشروط المشاركة فيه وبدأنا استقبال مشاركات من دول كثيرة فالمعيار الفني هو الذي يعنينا وهناك لجنة فرز تقوم بفرز الأعمال التي تستحق أن تدخل المسابقة وتخضع لتقييم لجنة التحكيم فالملتقى مفتوح للجميع شريطة الالتزام بالمحاور والشروط والمستوى الفني الراقي أما إذا كنت تقصد دعوتهم للحضور بأشخاصهم في فعاليات الملتقى فنحن نتمنى أن يشاركنا الجميع بأشخاصهم وأعمالهم لكن تحكمنا الميزانية المتاحة والتي نتحرك في حدودها لكننا سنحرص على استضافة عناصر فنية عربية وأجنبية ماوسعنا ذلك

 

 

- مسابقة في رسم البورتريه حول شخصية عبد الحسين عبد الرضا.. لماذا هذا التخصيص؟

الملتقى يتضمن عدة محاور يتسابق فيها نخبة من فناني الكاريكاتير سواء الشباب أو الكبار المحور الأول الوقاية من العنف ضد الأطفال والمحور الثاني المياه نعمة وشريان الحياة وجاءتنا مشاركات من دول كثيرة ومن أسماء لها ثقلها في عالم فن الكاريكاتير ليس على مستوى الوطن العربي فقط وإنما على المستوى الدولي وحرصنا أن  تهتم المحاور بالنواحي الإنسانية والبيئية في المجتمع كما ترى لتتشابك وتتماهى الأعمال المقدمة مع قضايا المجتمع ويكون لها دور مؤثر وفاعل في تغييره للأفضل وهذه إحدى وظائف الفن ألا يكون بمعزل عن الناس وقضاياهم ويقدم المتعة البصرية والفكرية في ذات الوقت أما المحور الثالث فهو مسابقة لرسم البورترية لشخصية الملتقى وهو الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا سواء كان شخصيا أو من أحد أعماله وعبد الحسين عبد الرضا هو من كبار الرواد وهرم الفن الخليجي ولا شك أن وجود اسمه في الملتقى يعد إثراء له وهى آلية وضعناها بحيث تكون معنا شخصية مرموقة في كل دورة من دورات الملتقى

 

 

- هل هناك سقف وحدود معينة في الملتقى ؟

 

منذ البداية حددنا محاور الملتقى التي يجب التسابق فيها وأعلنا عنها وهذا عرف متعارف عليه في المهرجانات الدولية والملتقيات الثقافية والفنية فهذا الملتقى له محاور محددة ومن الطبيعي ألا تدخل المسابقة أعمالا بعيدة عن هذه المحاور وماطرحته قد يكون محاور في ملتقيات قادمة مستقبلا والكويت والحمد لله تنعم بسقف حرية عالي ومرتفع وديمقراطية قد لا تجدها في دول عربية عديدة والملتقى يحظى بمساندة وتشجيع معالي وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح الذي لا يألوا جهدا في دعم المبادرات الشبابية ومساندة جميع الأنشطة الثقافية والفنية الأمر الذي انعكس إيجابا على الحركة الفنية والثقافية في الكويت في السنوات الأخيرة وهذا واضح للعيان فلا تكاد تنتهي فعالية أو نشاط حتى يبدأ آخر

 

- هل ستكرمون  رسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي؟

نعم الفنان الراحل ناجي العلي عاش فترة من حياته في الكويت وعمل في جريدتي السياسة والقبس ونشرت رسوماته بشكل يومي وكان له تواجده الكبير وإسهاماته المتميزة واسمه مرشح للتكريم في هذا الملتقى كما نكرم رواد فن الكاريكاتير في الكويت مثل الفنان الكبير عبد الرضا كمال والفنان القدير عبد السلام مقبول فهما من الأسماء التي أثرت هذا الفن ما يقرب من نصف قرن تقريبا إلى جانب أسماء خليجية أخرى رائدة

 

 

- كيف ترى واقع الكاريكاتير العربي ولماذا تظل الحكومات تخافه؟

 

الكاريكاتير بطبعه فن مشاغب يجرح ولا يدمي وان كان يدمي أحيانا ويحمل رؤية وهما وينتصر غالبا للشعوب ويلتحم مع قضاياها ويصل للقارئ بسرعة ولذلك تخشاه بعض الحكومات لقوة تأثيره خاصة إذا كان الرسم صادرا من فنان لديه فكر ورؤية ويتمتع بحب الجماهير ولذلك واقع الكاريكاتير العربي يختلف من قطر عربي إلى أخر بحسب سقف الحرية المتاح في هذا القطر للانتقاد والتشابك مع مجريات الأحداث فقد يكون مزدهرا في بلد تتمتع بسقف عالي من الحرية للانتقاد فيما يكون محاصرا في بلد آخر وعليه ضوابط وخطوط حمر لا يتجاوزها الرسام وإلا تعرض للمساءلة والمحاكمة وهنا يصبح منزوع الدسم بعد تجريده من صوته السياسي وان كان الرسام غالبا لا يستسلم ويلجأ إلى الرمز والتحايل على القوانين المقيدة للحريات .

 

-  ما تصوراتك لمستقبل هذا الفن؟

أتصور أن فن الكاريكاتير سيحظى مستقبلا باهتمام أكبر من شرائح كبيرة ومتعددة من المجتمع خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها الأمر الذي سهل عملية الانتشار فأصبح لكل رسام صفحته الخاصة التي يستطيع من خلالها تقديم رسومه وإبداعاته ويتلقى في ذات الوقت ردود الأفعال عليها سواء كانت ايجابية أو سلبية فلم تعد الرسوم حكرا على الصحف أو قابعة في زوايا المعارض ولذلك أرى أن مستقبل الكاريكاتير في ازدهار وانتشار يوما بعد آخر فمثلا قبل عشرين عاما فقط كان من الصعب أن تجد رسامة للكاريكاتير الآن هناك روابط لرسامات الكاريكاتير.