أصدر النادي العلمي الكويتي عدداً جديداً من مجلته العلمية «المجرة»، وفي افتتاحية العدد التي حملت عنوان «البحوث العلمية.. ديليفري»، قال رئيس مجلس إدارة النادي العلمي ورئيس التحرير المهندس أحمد المنفوحي، عند مطالعتنا الصحف الإعلانية نجد إلى جانب الإعلانات المبوبة لبيع السيارات وإيجار وتمليك الشقق والعقارات اعلانات كثيفة عن نوعين من التخريب الذي يحدث لأبنائنا والدولة بأجهزتها المختلفة، لا أعرف إن كانت عاجزة عن مكافحتهما أو متجاهلة لهما ولا توليهما إنتباهها رغم تأثيرهما المدمر على مستقبل أولادنا.
وأوضح ان الكارثة الأولى تتمثل في الدروس الخصوصية حيث تعج الصحف الإعلانية الإسبوعية بإعلانات المدرسين الخصوصين في جميع المواد وتصل الكارثة مداها في ان بعض هؤلاء ليسوا مدرسين ولا حتى تربويين، ويبدو ان هذا النشاط يلقى إقبالاً واسعاً من قبل أبنائنا وأولياء أمورهم بدليل الكثافة المطردة والمتنامية لهذا النوع من الإعلانات.
وتابع: أما الكارثة الثانية والأكثر خطورة فتكمن في الإعلانات عن توصيل البحوث «ديليفري» حيث يعرض المعلن من هؤلاء استعداده لعمل وتوصيل البحوث اي كانت تخصصاتهم ويفيض ويستفيض في ذكر مؤهلاته وخبراته وسابقة أعماله في هذا المجال، مؤكداً ضرورة أن تنتبه الدولة لهذه الظاهرة الخطيرة نظراً لتداعياتها المدمرة على مستقبل العلاقة بين أبنائنا والبحث العلمي ومن ثم العلم بشكل عام.
واحتوى العدد الجديد على عدة موضوعات علمية منها تحقيق العدد الذي حمل عنوان «هياكل الحيتان.. في محمية وادي الريان» جاء فيه ان إدارة الجيولوجيا والحفريات التابعة لقطاع حماية البيئة في وزارة البيئة المصرية أوصت بانشاء متحف للحفريات وتغير المناخ بمنطقة وادي الريان كجزء من خطة إدارة المكان ليكون شاهداً على مرور الزمن وتغير الظروف المناخية، وما ترتب عليهما من اختلاف وتنوع الحيوانات والنباتات وتطور بعضها واندثار بعضها الآخر.
واشتمل العدد على عدة لقاءات صحافية منها حوار مع الوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة ومدير عام الأندية المسائية بوزارة التربية فيصل المقصيد، الذي تحدث عن دور قطاع التنمية التربوية والأنشطة وتعاونه مع القطاعات الأخرى والمعارض الأكاديمية والنشاط الرياضي والمسابقات التي تنظمها وزارة التربية.
وتضمن العدد حواراً صحفياً آخر مع المخترعة الكويتية الدكتورة إيمان طعمة الشمري التي دخلت موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية بعد ان جمعت عبر تأسيسها الحملة الكويتية ضد التنمر (عار عليك) أكبر ألبوم رقمي للصور لأناس مختلفين يحملون نفس اللافتة التي تعبر عن حرص الكويتيين على محاربة التنمر الطائفي والعرقي والوظيفي والمدرسي.
وضمن باب «نافذة شبابية» ألقت «المجرة» الضوء على مشروعات التخرج الطلابي ومنها مشروع «حفارة متطورة لتشجير شوارع وطرقات الديرة» لمجموعة من المهندسين الشباب هم علي بشير وعبدالعزيز العوضي وسلمان الشمري وعيسى الهزيم، عبارة عن حفارة تقوم بمجموعة من مهام الحفر المتنوع القياسات لإستخدامها في المجال الزراعي لعمل حفر لتثبيت الأشجار في التربة في الأماكن الضيقة لصغر حجمها وسهولة انتقالها.
وضمن باب «أحداث» تناول العدد حصول معهد الكويت للأبحاث العلمية على براءة الإختراع العلمية من مكتب براءات الإختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة الأميركية عن اختراع نوع جديد من كاسرات الأمواج الطافية لحماية السواحل الذي توصل إليه الباحثان ببرنامج إدارة المناطق الساحلية بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية د. سوبرامانيام نيلاماني ود. خالد البنا بهدف حماية سواحل الدول التي تفتقر إلى مواد صخرية عالية الجودة كدولة الكويت.
وفي باب «دراسات» أشار العدد إلى دراسة جديدة أظهرت ان فضلات الطعام تتسبب بأكثر من 10 % من انبعاثات الغازات الدفينة الناتجة عن الزراعة حتى منتصف القرن الحالي والتي قام بها فريق من معهد بوتسدام لبحوث التغيرات المناخية الألماني، ودراسة أخرى أوضحت ان النساء في اليابان تعشن حياة أطول من غيرهن إذ يبلغ متوسط عمرهن المتوقع 86.8 سنة، فيما يتمتع الرجال في سويسرا بأطول متوسط للعمر المتوقع بين أقرانهم، حيث يصل إلى 81.3 سنة.
وتناول باب «تقارير» دخول دولة الكويت عصر الطاقة النظيفة بانتاج 15 % من اجمالي انتاج الطاقة في البلاد بالإعتماد على الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة بحلول العام 2030 بعد اكتمال انشاء مشروع مجمع الشقايا، وتقرير آخر صادر عن مدينة «مصدر» حول تحقيق دولة الإمارات المركز الثاني عالمياً في انتاج المياه المحلاة.  
واحتوى العدد على أبواب علمية متنوعة منها اوتو وكيمياء وغذاء وطب وبيئة وفضاء وتكنولوجيا والإعجاز علمي، علاوة على باب «المجتمع العلمي» الذي سلط الضوء على أهم فعاليات وأنشطة إدارات النادي العلمي.
واختتمت المجلة صفحاتها بمقال لأمين عام النادي العلمي ومدير التحرير الدكتور آدم الملا جاءت تحت عنوان «الشباب والبحث العلمي»، أكد فيها انه لا توجد ثروة لأي أمة أو مجتمع أثمن من الشباب، خاصة عندما يكون لديهم القدرة والرغبة معاً على المساهمة في تنمية نهضة بلادهم بأساليب وطرق قائمة على العلم والمعرفة.