- يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينزل إلا خمسة قبور منها قبر أم رومان
- نشأت في منطقة السّراة من جزيرة العرب وتزوجت من أبي بكر الصديق
- تلقت تعاليم الشريعة وكانت مسرورة بزيارة الرسول الأكرم الدائمة  لزوجها 

 
 
تسابق عدد كبير من الفضلاء في رواية ترجمة حياة هذه الصحابية الجليلة. فقد جاء في “سير أعلام النبلاء” و “أسد الغابة”: هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية . وقال ابن عبد البر في “الاستيعاب”: يقال: أم رومان بفتح الراء وضمها وذكر ابن إسحاق أن اسمها زينب، وجاء في “الإصابة” أن اسمها دعد، ولكن الذي اشتهرت به كنيتها أم رومان.
نشأت في منطقة السّراة من جزيرة العرب، وتزوجت رجلا هو عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي، فولدت له الطُّفيل بن عبد الله وكان زوجها عبد الله بن الحارث يرغب في الإقامة بمكة أم القرى فانتقل إليها وأقام مع أسرته فيها، وعلى ما جرت عليه عادة الحلف في الجاهلية، رأى عبد الله بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة خير حلف، فحالفه، وبقي هناك حتى توفي، وخلّف وراءه زوجة وطفلها دون معيل لهما، يعانيان ءالام الغربة والوحدة، ولكن أم رومان لم تبق وحيدة لفترة طويلة… فقد تزوجها الصِّدّيق رضي الله عنه، وعاشت في كنفه حيث وجدت فيه كل الخصال الحميدة والمعاني الكريمة، وولدتْ له عبد الرحمن وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم.
ولم تُخطئ أم رومان بقبولها الزواج من أبي بكر رضي الله عنه، فقد كان صاحب نجدة ومروءة وسخاء وكرم، وكان كما وصفه ابن الدِّغنّة لقريش لما همّ أبو بكر أن يهجر بلده: “أتُخرجون رجلا يُكسب المعدوم، ويصلُ الرحم، ويحمل الكَلَّ، ويُقري الضيف، ويعين على نوائب الدهر؟”.
وتظهر صفات الصِّدّيق هذه بزواجه من أم رومان إذ رحم حالها، وأحسن عشرتها، وأكرم ابنها الطفيل ورباه كأنه ولده.
ومن المفيد هنا أن نذكر أن أبا بكر تزوج في الجاهلية قتيلة بنت عبد العزى القرشية العامرية فولدت له عبد الله وأسماء. وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم تزوج أسماء بنت عميس رضي الله عنها فولدت له محمدًا .
قالت الصِّديقة بنت الصِّدّيق حبيبة حبيب الله المبرأة الطاهرة: “لم أعقل أبويّ إلا وهما يدينان الدين”.
وتلقت أم رومان تعاليم الشريعة، وكانت مسرورة بزيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم لزوجها الصديق، وأخذت تبذل ما في وسعها لإكرامه. وذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يوصي أم رومان بعائشة ويقول: “ يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها”.
وكانت أم رومان تتألم لما يلحق بالمسلمين من العذاب على أيدي المشركين، وكانت تسمع النبي صلى الله عليه وسلّم يحثهم على الصبر، فكان يسعدها أن ترى زوجها الصديق ينقذ المؤمنين المستضعفين من العذاب، فيعتقهم من خالص ماله، فتشد أزره وتعاونه في عمله الطيب المبارك ولو بالكلمة الطيبة.
الهجرة المباركة
 
 
قال ابن سعد في طبقاته: كانت أم رومان امرأة صالحة، ولها فضل السبق في مضمار الهجرة. وبعد أن أكرم الله المؤمنين في غزوة بدر، تزوج النبي صلى الله عليه وسلّم عائشة في شوال من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة. وكانت أم رومان قد هيأت عائشة لتكون في بيت النبوة، فأحسنت تربيتها وزوّدتها بالقرءان والأدب.
وفاتها
 
ذكر ابن سعد في “طبقاته” وفاة الصحابية الجليلة أم رومان وأثنى عليها فقال: “وكانت أم رومان امرأة صالحة، وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم في ذي الحجة سنة ست من الهجرة”.
وكان لوفاتها رضوان الله عليها أثر كبير في نفس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم وكذلك في نفس ابنتها وزوجها. ولكن الله أكرمها بكرامة عظيمة، فقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى قبرها واستغفر لها.
ويروى أن النبي العظيم صلى الله عليه وسلّم لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور، ثلاث نسوة ورجلين، منها قبر السيدة خديجة في مكة المكرمة، وأربعة في المدينة، منها قبر أم رومان في البقيع حيث دعا لها هناك وقال: “اللهم إنه لم يخفَ عليك ما لَقيت أم رومان فيك وفي رسولك”. ومن رصيد أم رومان من البشائر أنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلّم حديثًا واحدًا انفرد بإخراجه الإمام البخاري رحمه الله وبعد فهذه قبسات من سيرة هذه الصحابية المؤمنة والأم الرؤوف العطوف والزوجة الصالحة.. إنها زوجة الصِّدّيق وأم الصِّديقة رضي الله عنهم أجمعين.
(زوجة الصديق وأم الصديقة) أم رومان بنت عامر بن عويمر قيل في اسمها أنها زينب وقيل وعد وكانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث الأسدي فولدت الطفيل ثم توفي عنها، فخلف عليها عبد الله ابن أبي قحافة (أبو بكر الصديق) فولدت له عائشة وعبد الرحمن، وكانت من السابقين إلى الإسلام وراوية من راويات الحديث الشريف، أسلمت وبايعت وهاجرت فكانت من المهاجرات الأوليات والقانتات العابدات.
روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنها مسروق، وأخرج البخاري لها. ولما تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لخطبة ابنتها عائشة رضي الله عنها انصياعاً لأمر الله تعالى سرت أم رومان بتلك المصاهرة، وفي المدينة بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة ودارت الأيام وحدث ما لم يكن بالحسبان ذلك لما رميت ابنتها عائشة بالإفك خرت مغشياً عليها وكانت هذه الفترة من أقسى ما عانت وواجهت واثر فيها ذلك تأثيراً بالغاً مرضت على أثره فلازمتها عائشة- رضي الله عنها- بعض الوقت تقوم على خدمتها حتى توفاها الله وتوفيت بالمدينة سنة 6 هـ وقيل سنة 4 هـ- رضي عنها- ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها واستغفر لها وقال (اللهم لم يخف ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك) وروى عنه أنه قال:(من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان)...
نشأتها
 
هي: «أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سُبيع بن دُهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الفراسية الكنانية».
اختلف في اسم أم رومان الكنانية فقيل: زينب، وقيل دعد، وكان أبو بكر الصديق يناديها في قصة الجفنة : « يا أخت بني فراس»، نسبة لقومها بني فراس بن غنم من قبيلة كنانة.
 تزوجت في الجاهلية من عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة بن عادية بن مرة الأزدي وأنجبت له: الطفيل. ثم بعد موته في مكة المكرمة تزوجت حليفه أبا بكر الصديق التيمي القرشي وأنجبت له: الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر ، أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر .
زواج النبي محمد من ابنتها عائشة
 
عن عائشة قالت: «لما هاجر النبي محمد خلفنا وخلف بناته، فلما استقرَّ بعث زيد بن حارثة، وبعث معه أبا رافع مولاه، وأَعطاهما بَيْرَيْن وخمسمائة درهم، أَخذها من أَبي بكر، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظَّهْر، وبعث أَبو بكر معهما عبد الله بن أُريقط الكناني ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أَنْ يحمل أُمي أَم رُومان وأَنا وأختي أسماء امرأَة الزّبير؛ فخرجوا مصطحبين، فلما انتهوا إلى قُدَيْد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أَبعرة، ثم دخلوا مكّة جميعًا فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجوا جميعًا، وخرج زيد وأَبو رافع بفاطمة وأُم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أَم أَيمن وأُسامة، حتى إذا كُنَّا بالبيداء نقر بَعيري وأَنا في محفَّةٍ معي فيها أمي، فجعلت تقول: وابنتاه واعَروسَاه حتى أَدرك بعيرنا، وقد هبط الثنية ثنية هَرْشَى فسلم الله، ثم إنَّا قدمنا المدينة؛ فنزلْتُ مع آل أَبي بكر، ونزل آلُ النّبي ، وكان رسولُ الله يبني مسجده وأَبياتًا حول المسجد، فأنزل فيها أَهله، فمكثنا أيامًا، ثم قال أَبو بكر: يا رسول الله، ما يمنعك أَن تبتني بأهلك؟ قال: “الصداق”. فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أُوقية ونشّا، فبعث بها إلينا، وبَنَى بي رسولُ الله في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الّذي تُوفي فيه، ودفن فيه ، وأدخل رسول الله سودة بنت زمعة أَحد تلك البيوت، فكان يكون عندها، وكان تزويج رسول الله إياي، وأَنَا أَلعب مع الجواري، فما دريت أَنَّ رسول الله تزوَّجني، حتى أَخبرتني أُمي، فحبستني في البيت، فوقع في نفسي أني تزوّجت، فما سألتها حتى كانت هي التي أَخبرتني» وعن عائشة قالت: «تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين»
حادثة الإفك
 
في حادثة الإفك أغمى عليها حزناً على ما أصاب ابنتها، ولما أفاقت أخذت تدعو الله أن يظهر الحق، وظلت تواسى ابنتها ودموعها تتساقط، وجعلت تقول:
« أي بنية! هوني عليك، فوالله لقل ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلا كثرن وكثر عليها الناس»
وتحكي أم رومان بنت عامر الكنانية عن ذلك فتقول: «بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل، قالت: فقلت لم؟ فقالت: إنه نمى ذكر الحديث فقالت عائشة: أي حديث؟ فأخبرتها. قالت: فسمعه أبو بكر ورسول الله ؟ قالت: نعم، فخرت مغشياً عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض، فجاء النبي فقال: “ما لهذه؟” قلت: حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به. فقعدت فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون. فانصرف النبي فأنزل الله ما أنزل، فأخبرها فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد» .