اختيار اسم المسجد «غاليبولي» جاء تخليداً لموقعة الدردنيل (1915 – 1916) التي تغلب فيها الأتراك على الجيشين البريطاني والفرنسي، وكانت حصيلة الموقعة أكثر من مئة ألف قتيل من الأطراف الثلاثة. كما أنه على صورة مسجد «غاليبولي» المطل على مضيق الدردنيل، حيث جرت الأحداث الرئيسية لهذه الموقعة التاريخية الحاسمة. يقول موقع رسمي إن اختيار هذا الاسم بالذات إنما تم للتعبير عن الإرث المشترك للأتراك وللأستراليين معاً، إذ ان الجيش البريطاني آنذاك كان يتألف في غالبيته من الاستراليين الذين شكلوا النسبة الأعلى بين ضحايا تلك الحرب. وكان أول افتتاح للمسجد قد تم في نوفمبر 1979 وهو عبارة عن منزل عادي أزيلت الجدران بين غرفه كي يتسع للمصلين، أما المسجد بصورته الحالية، وهو بقبة ومئذنتين، فقد تم افتتاحه في نوفمبر 1999، وذلك بعد أحد عشر عاماً من أعمال البناء. وفي الأيام العادية يؤدي الصلاة في المسجد قرابة ألفي شخص، لكن العدد يرتفع إلى خمسة آلاف أيام الجمعة وفي الأعياد والمناسبات الدينية.
يتميز هذا المسجد بضخامة مبانيه وبتصاميمه التي تمثل فن العمارة العثمانية، إذ ان الأقلية التركية في استراليا هي التي أنشأته وتقوم على رعايته، وبالتالي فالأستراليون ذوو الأصول التركية يمثلون أكثر من خمسين في المئة من مجموع المصلين في هذا المسجد القائم في أوبورن إحدى ضواحي سدني عاصمة إقليم نيو ساوث ويلز. يؤكد المسؤولون أن مسجد غاليبولي الذي يتميز بزخرفاته الداخلية المبهرة يعد واحداً من أكبر مساجد أستراليا، إذ تحيط به حدائق وساحات مواقف لآلاف السيارات.