حذر النجم السابق والمدرب الحالي لمنتخب بلجيكا لكرة القدم مارك فيلموتس من طموحات نظيره المجري عندما يلتقي الطرفان اليوم في تولوز في ثمن نهائي كأس أوروبا.
وفشل منتخب بلجيكا حتى الآن في تأكيد الترشيحات التي وضعته في المراكز الأولى للمنافسة على اللقب خصوصاً انه جاء إلى فرنسا وهو في المركز الثاني خلف الأرجنتين في التصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الفيفا، كما أنه يضم عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب الموهبة المنتشرين في أبرز الأندية الأوروبية.
ويتعين على فيلموتس الاستفادة تماماً من قدرات لاعبيه لأنه لا مجال للتعويض الآن، فالخاسر سيحزم أمتعته ويعود إلى بلاده، ولكنه سيواجه طموحات باتت مشروعة للمجر التي تشارك في البطولة للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً.
وبدأت بلجيكا البطولة بطريقة مأساوية بخسارة أمام ايطاليا صفر-2، قبل أن تستعيد بريقها بثلاثية نظيفة لنجميها لروميلو لوكاكو (2) واكسل فيتسل أمام جمهورية ايرلندا، ثم حجزت بطاقتها إلى ثمن النهائي بفوز صعب على السويد بهدف لراديا ناينغولان.
وهي المرة الأولى التي تتخطى فيها بلجيكا دور المجموعات منذ عام 1980 عندما بلغت المباراة النهائية في ايطاليا وخسرت أمام ألمانيا الغربية 1-2 في مشاركتها الثانية في البطولة، الأولى كانت عام 1972 على أرضها عندما خرجت من نصف النهائي، ثم خرجت بعد ذلك من دور المجموعات عامي 1984 في فرنسا و2000 على أرضها.
وأنهت بلجيكا الدور الأول في المركز الثاني برصيد 6 نقاط، بفارق الأهداف خلف ايطاليا.
من جهتها، فاجأت المجر الجميع بتصدرها المجموعة السادسة برصيد 7 نقاط من فوز مفاجئ على النمسا القوية جداً في التصفيات 2-صفر، ثم بتعادل مع ايسلندا 1-1 قبل أن تقدم مباراة مثيرة جداً أمام برتغال كريستيانو رونالدو انتهت بثلاثة أهداف لكل منهما.
وتشارك المجر في أول بطولة كبرى لها منذ كأس العالم 1986، وللمرة الأولى أيضاً في كأس اوروبا منذ 1972 حين حلت رابعة، وكانت لها مشاركة أولى فيها عام 1964 حين حلت ثالثة.
رد فيلموتس بتعجب لدى سؤاله عما اذا كانت المهمة سهلة في ثمن النهائي قائلاً «ألم تشاهدون منتخب المجر في البطولة؟، بالاش دشودشاك وادم شالاي وكريستيان نيميث.. والعديد من اللاعبين».
وتابع متوجهاً إلى الصحافيين «كنتم تضحكون عندما فازت ويلز علينا (في التصفيات)، ولكن انظروا إلى أين وصلت ويلز الآن. لم يعد هناك دول صغيرة أبداً».
وتعرض فيلموتس (47 عاماً) في الدور الأول خصوصاً بعد الخسارة أمام ايطاليا لانتقادات لاذعة من اعلام بلاده الذي اتهمه بأنه لم يحقق أفضل النتائج مع المنتخب الأفضل في البطولة.
لكن مستوى منتخب بلجيكا تحسن تدريجياً ما جعل فيلموتس يسكت منتقديه بقوله «عشنا أربعة أعوام من النجاح، ومع الخسارة الأولى (أمام ايطاليا) تم نسيان كل شيء».
وتابع «يجري التلاعب بالرأي العام من قبل بعض الأشخاص. لدينا مشجعون رائعون، ولكن البعض يريد ان يقودهم إلى مسار سيء».
ويؤكد فيلموتس أن لديه مناعة كافية ضد الانتقادات «يمكنني العيش مع الانتقادات، فالموت وحده يمكن ان يحزنني. يسعدني كثيراً العمل الذي اقوم به والأشخاص السلبيون لا يثيروا اهتمامي».
وكان الخوف كبيراً من خط دفاع المنتخب البلجيكي بسبب الاصابات قبل انطلاق البطولة، لكن الخط الخلفي بقيادة توماس فرمايلن وتوبي الدرفيريلد ويان فيرتونغن وتوماس مونييه يقوم بعمل جيد، كما أن كيفن دي بروين وادين هازا لم يتأثرا بالانتقادات وبعد تقديمهما المستوى المطلوب في البداية، استعادا ايقاعهما تدريجياً أيضاً إلى جانب لوكاكو وناينغولان.
ورفض دي بروين نجم مانشستر سيتي الانتقادات بقوله «لا يهمني ما يقال طالما نحقق الانتصارات»، مضيفاً «يمكن للناس أن يقولوا ما يشاؤون .. فزنا بآخر مباراتين. أعتقد بأن النتيجتين جيدتين وهذا هو الأمر الأكثر أهمية».
وتساءل دي بروين قائلاً: «ماذا ستقولون إذا فزنا في المباريات الأربع المقبلة بهذه الطريقة؟ حسنا فعلتم. هذا ما في الأمر».
في المقابل، يعتقد لاعب وسط منتخب المجر لازلو كلاينهايشلر بأن الفريق الحالي سيصبح رائعاً في يوم ما شبيها بالمنتخبات السابقة والتي حققت انجازات رائعة عبر الوصول إلى نهائي كأس العالم مرتين عامي 1938 و1954 واحراز الذهبية الأولمبية أعوام 1952 و1964 و1968.
وخرجت المجر أسماء لامعة أشهرها فيرينك بوشكاش.
ويقول كلاينهايشر «أعتقد بأن هذا المنتخب سيكون يوماً ما شبيها بالمنتخبات السابقة الرائعة، لكن الان أتكلم عن الحاضر، منتخبنا جيد جدا وكل لاعب يتطور باستمرار».
من جهته، قال نجم المجر بالاش دشودشاك صاحب هدفين في مرمى البرتغال «جاء وقتي في النهاية في تلك المباراة، تعين علي الانتظار طويلاً ولكن ذلك أعطى نتيجته».
واعتبر المدرب الألماني بيرند شتورك (53 عاماً) أن الماضي يؤثر كثيراً على الكرة المجرية بقوله «ان ظل الماضي كبير بالنسبة إلى كرة القدم المجرية».