- أعدم الآلاف من السوفيات وقام بنفي معارضيه إلى معسكرات الأعمال الشاقة
- استخدم سياسة إثارة الفتن الداخلية وتشجيع الحركات الثورية بالدول المختلفة 
- حول روسيا من دولة زراعية إلى دولة عظمى وجعلها تمتلك القنبلة الذرية

اشتهر بالقسوة والطغيان والديكتاتورية وشدة العناد والإصرار على رأيه في تصفية خصومه على القتل والنفي، كما كان مستعدا للتضحية بالشعب كله في سبيل تحقيق طمحوه الشخصي.
أزاح كل رفاقه اما بالنفي أو بالاغتيال للانفراد بالحكم، ليصبح الرجل القوي ذو القبضة الحديدية والمؤسس الحقيقي للقوة العظمى التي كانت معروفة باسم «الاتحاد السوفياتي».
هو جوزيف فيساريونوفيتش ستالين القائد الثاني للاتحاد السوفياتي، عرف بقسوته وقوته وأنه قام بنقل الاتحاد السوفياتي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي مما مكن الاتحاد السوفياتي من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية والصعود إلى مرتبة القوى العظمى.
 
 
 
اسمه الحقيقي فيساربو نوفيتش دجوغاشفيلي إلا أنه اشتهر بجوزيف ستالين ومعناه الرجل الفولاذي.
عاش ستالين حياته بسيطاً كادحاً من أسرة فقيرة فكان والده إسكافياً فقيراً بينما كانت والدته تعمل منظفة ثياب، فيما كانت أمنية والديه أن يكون كاهناً، التحق بأحد المعاهد الدينية لفترة قصير إلا أنه سرعان ما فصل من المعهد لأفكاره و نشاطاته و آرائه الثورية المناهضة لتعاليم الكنيسة.
مع بداية الثورة الروسية كان ستالين منفياً في سيبيريا واستمر اعتقاله من عام 1913 وحتى قيام الثورة عام 1917 جعلته بعيداً عن الإعداد للثورة ولهذا فإن دوره في التمهيد لقيامها كان ثانوياً ومتواضعاً للغاية رغم أنه كان عضواً في قيادة الحزب الشيوعي البلشفي الذي قاد ثورة أكتوبر.
ويعد ستالين من اكثر الشخصيات جدلا في التاريخ ليس فقط بالنسبة للروس بل بالنسبة للعالم اجمع، فهناك من يرى ستالين بطلا قاد شعبه نحو النصر على النازية وحرر أوروبا وانقذ العالم من الخطر النازي وقام بالنهوض بروسيا في كل النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية مما مكن روسيا من الانتقال من دولة زراعية إلى دولة عظمى فضلا عن امتلاك القنبلة الذرية والتي جعلت روسيا تتساوى في القوى مع أمريكا وبريطانيا , بينما يراه اخرون انة كان دكتاتور قضى على كل معارضيه , بينما يراه اخرون ان ستالين شخصية لها سلبيات و ايجابيات مثل اي زعيم.
 
 
نهاية ستالين
وصلت ابنة ستالين إلى المنزل الريفي في كونتسيو في صباح الثاني من مارس 1953 وقد وصفت اللحظات الأخيرة من حياة والدها بأنها كانت نهاية صعبة للغاية للرجل القوي حيث كان النزيف قد اجتاح دماغه.
بدأ وجه ستالين يزداد اصفرارا وفي لحظة، قبل النهاية، فتح فجأة عينيه ليضم بنظره كل من كان حوله، وكانت نظرته الأخيرة من نصيب ابنته وبدا فيها وكأنة يحس بحزن عميق وخوف شديد.
وتقول ابنة ستالين: “فجأة، حصل ما لم أفهمه وما لا أفهمه حتى اليوم من دون قدرتي على نسيانه حيث كانت اللحظة الاخيرة رفع ستالين يده اليسرى، وكأنه يملي علينا أمرًا ما من فوق، وكانة يريد الاشارة إلى احدنا لكن سقطت يده ومات”.
وتعددت الروايات التي تناولت وفاة الزعيم السوفياتي، خاصة أن ستالين كان بحالة صحية جيدة، إلا أنه وفي الأول من مارس 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفياتي لافرينتي بيريا و”خوروشوف” وعدد من القادة والمقربين له تدهورت الحالة الصحية ستالين بشكل مفاجئ ومات بعدها بأربعة أيام. 
وقد أشير خلال المذكرات السياسية لـ “مولوتوف” والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن وزير الداخلية “بيريا” تفاخر لـ “مولوتوف” بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله، إلا أن المصادر الرسمية ان وفاته كانت نتيجة جلطة دماغية.
وقد أشارت رواية أخرى إلى ان ستالين مات مسموما بسم مخصص للفئران ليس له طعم يسبب سيولة الدم، وأن القاتل هو وزير داخليته وأن الخدم تم منعهم من الاقتراب من غرفته أو تقديم أي مساعدة طبية له.
وبعد تناول ستالين للسم وهو الأمر الذي شكك فيه الكثيرون من المؤرخين لأن ستالين كان معروفا بشكه الشديد في كل من حوله حتى أنه كان لا يأكل أي طعام مقدم له إلا بعد أن يجعل أحد الخدم يتذوقه قبله.
وبعد الوفاة تم تحنيط جثة ستالين ووضعت بجانب جثة لينين في 9 مارس وبقيت حتى العام 1961 عندما حركت جثته ودفنت بالقرب من الكرملين.
تم تجهيز جنازة كبرى لستالين وحضرها مايقارب 3 ملايين شخص من شتى انحاء الاتحاد السوفيتي من الفلاحيين وعامة الناس وصولا إلى القادة الكبار في الحزب ومارشلات الجيش وقادتة كما حضر جنازتة عدد من القساوسة.
بعدها تم نقل جثمان ستالين ووضع بجانب جثمان لينين, وبقيت بجانب لينين حتى 1961 بعدها حركت ودفنت بالقرب من الكرملين.
 
 
 
نشأة ستالين
ولد جوزيف ستاين في غوري في الإمبراطورية الروسية، لأب إسكافي وأم فلاحة وكانوا يعيشون في حالة من الفقر الشديد وكانت عائلته تخضع للرق والعبودية، وتوفى شقيقاه الكبيران بسبب الأمراض، أما والده فقد كان مدمناً على الكحول دائم التعذيب لستالين ووالدته.
كان والده «فيساريو» يضرب جوزيف بقسوة في طفولته علما بأن الضرب القاسي في تلك الفترة للأولاد كان شائعاً «لتعليم الأطفال، كما كان والده سكّيرًا وترك عائلته حيث وجدت أم ستالين نفسها بدون معيل.
وعندما بلغ ستالين 11 عاماً، وبعدما أتم درسته الابتدائية التحق بالمعهد اللاهوتى لدراسة الدين المسيحى بعدما وضعت أسرته أملها فيه ليكون رجلا من رجال الدين فى المستقبل، لكنه لم يستكمل دراسته بسبب أنه كان كثير الشغب والتمرد فطرد من المعهد لسوء سلوكه وهذه تعد أول صفة ملحوظه فى سلوك ستالين. وتزوج ستالين أكثر من مرة وتعددت علاقاته العاطفية وكانت من أقرب النساء إلى قلبه زوجته اليهودية (روزا) وتعدد علاقاته النسائية من أسباب انتحار زوجته الثانية (ناديا).
وتعود بداية مشاركة ستالين مع الحركة الاشتراكية إلى فترة المدرسة الأرثودوكسية والتي قامت بطرده من مقاعد الدراسة في العام 1899 لعدم حضوره في الوقت المحدّد لتقديم الإختبارات.
نظرية ماركس
درس ستالين نظريات ماركس الشيوعية والتى وافقت ميوله للثورة والتمرد على نظام المجتمع، ومن ذاك الوقت، انتظم ستالين ولفترة 10 سنوات في العمل السياسي الخفي وتعرض للاعتقال، بل والإبعاد إلى «سيبيريا» من 1902 إلى 1917.
اعتنق ستالين المذهب الفكري لـ”فلاديمير لينين” وتأهّل لشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب البلشفي في عام 1912، وفي عام 1913، تسمّى بالاسم “ستالين” وتعني “الرجل الفولاذي”.
بعد نجاح ثورة أكتوبر وتأسيس الحزب انضم ستالين للحزب وجاءته الفرصة لاكتساب مكانة بارزة داخل الحزب بعد مرض لينين، تولى ستالين مركز السكرتير العام للحزب، ونظرا لأنه كان يتميز بعصبية شديدة ووقاحة فى المعاملة فلم يكن مقبولا من أعضاء إدارة الحزب وكان من أبرز المعارضين له ليون تروتسكى.
وفي العام 1922، تقلّد ستالين منصب الأمين العام للحزب الشيوعي وحرص ستالين أن يتمتع منصب الأمين العام بأوسع أشكال النفوذ والسيطرة.
وبدأ القلق يدبّ في لينين المحتضر من تنامي قوة ستالين، ويُذكر أن لينين طالب بإقصاء “الوقح” ستالين في أحد الوثائق إلا أن الوثيقة تمّ إخفاؤها من قِبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.
وبعد وفاة لينين في يناير 1924، تألّفت الحكومة من الثلاثي: جوزيف ستالين،  كامينيف وزينوفيف.
سار ستالين على منهج لينين السياسي إلى حد كبير، فكان أول ما لجأ اليه بعد توليه للسلطة التخلص من جميع المنافسين له من أعضاء الحزب حيث كان مصير الكثير منهم القتل أو السجن ومنهم زينوفييف وكامينيف ومارتينوف والأهم منهم جميعًا هو تروتسكى والذى صفاه فى المكسيك عام 1940 بعد أن عاش في المنفى منذ عام 1936 حيث أرسل له شخص وقتله هناك، كذلك قام ستالين بنشر الشيوعية فى العالم أملا أن يكون زعيما ديكتاتوريا للشيوعية العالمية.
وكانت سياسة ستالين لتحقيق ذلك لا تعتمد على استخدام القوة بل استخدم سياسة إثارة الفتن الداخلية وتشجيع الحركات الثورية بالدول المختلفة وكان مشروعه هو نشر الشيوعية ما بين خطي عرض 35 و45 وهو نفس الهدف الذى سعى إليه لينين من قبله حيث كان يرى أن نشر الشيوعية فى إسبانيا سوف يسهل وصولها إلى فرنسا وإنجلترا ومن ثم خضوع ألمانيا للشيوعية من بعدهما.
بوصول ستالين للسلطة المطلقة في 1930، عمل على إبادة أعضاء اللجنة المركزية البلشفية وأعقبها بإبادة كل من يعتنق فكر مغاير لفكره أو من يشك ستالين بمعارضته.
وتفاوتت الأحكام الصادرة لمعارضي فكر ستالين فتارة ينفي معرضيه إلى معسكرات الأعمال الشاقة، وتارة يزجّ بمعارضيه بالسجون، وأخرى يتم إعدامهم فيها بعد إجراء محاكمات هزلية، بل وحتى لجأ ستالين للاغتيالات السياسية، تم قتل الآلاف من المواطنين السوفييت وزج آلاف آخرين في السجون لمجرد الشك في معارضتهم لستالين ومبادئه الأيديولوجية.
رتّب ستالين لعقد المحاكمات الهزلية في العاصمة موسكو لتكون قدوة لباقي المحاكم السوفياتية، فكانت المحاكم الهزلية غطاءً لتنفيذ أحكام الإبعاد أو الإعدام بحق خصوم ستالين تحت مظلّة القانون.
وبهذا لم يتبق من الحزب البلشفي غير ستالين ووزير خارجيته «مولوتوف» بعد أن أباد ستالين جميع أعضاء اللجنة الأصلية.
 
 
 
الحرب العالمية
بعد الحرب العالمية الثانية، قام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفياتي، إلى «سيبيريا» وجمهوريات آسيا الوسطى،  وكان السبب الرسمي، هو إمّا تعاونهم مع القوات النازية الغازية، أو معاداتهم للمباديء السوفياتية! والمُعتقد أن سبب الترحيل الجماعي، هو التّطهير العرقي، لكي يتسنّى لستالين، إيجاد توازن إثني في الجمهوريات السوفياتية.
تم إعدام مليون نسمة بين الأعوام 1935 - 1938 والأعوام 1945 – 1950، وتم ترحيل الملايين ترحيلاً قسرياً! في 5 مارس 1940،  قام ستالين بنفسه بالتوقيع على صكّ إعدام 25.700 ألف من المثقفين البولنديين، وتضمّن القتلى 15 ألف من أسرى الحرب، وقضى على ما يتراوح بين 30 إلى 40 ألف من المساجين، فيما يعرف “بمذبحة المساجين”. ويتّفق المؤرّخون على أن ضحايا الإعدامات والإبعاد وكذلك المجاعات السوفياتية، تتأرجح بين 8 إلى 20 مليون قتيل! وأحد التقديرات تقول إن ضحايا ستالين قد يصلون إلى 50 مليون ضحيّة.
وقد طالت مجازر ستالين كل الدول، ضمن دائرة الاتحاد القديم - بما فيها وطنه الأصلي جورجيا - وبلغ الخوف منه، حد أن الجماهير لم تكن تتجرأ - حين يلقي خطابا - على وقف التصفيق إلى أن يعطي إشارة بذلك. ومثل كل حاكم متسلط، كان على استعداد للتضحية بآلاف البشر، من أجل تثبيت النظام؛  فبعد تسلمه للسلطة مباشرة، انهارت الخزينة الروسية، فأمر بالاستيلاء على كامل محصول القمح في أوكرانيا وتحويله للتصدير، مما سبب مجاعة قضت على ملايين المزارعين. وفي أغسطس  1942، صرح أمام تشرشل في موسكو، أن عشرة ملايين فلاح تمت تصفيتهم، لرفضهم ضم مزارعهم في تعاونيات اشتراكية..